التقارير

تطورات الملف النووي الايراني  


 

ترجمة وإعداد ، فهد الجبوري ||

 

وزير الخارجية الايراني يؤكد : ايران نفذت التزاماتها وفق اتفاقية العمل المشتركة ، ولا سبيل لاعادة التفاوض حولها، وعلى الولايات المتحدة أن تعلن التزامها بالاتفاق

نتابع في هذا التقرير تطورات الملف النووي الايراني ، ومصير اتفاقية العمل المشترك الشاملة التي تعرف بصيغة 5+1، الموقعة بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والدول الخمسة ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي ، بالإضافة الى المانيا ، والتي تم التوقيع عليها في العام ٢٠١٥، بعد مفاوضات عسيرة وشاقة استمرت عدة سنوات .

يتضمن هذا التقرير الذي أعدته الباحثة الايرانية -الامريكية والمقيمة في واشنطن نيكار مرتضوي ، وهي صحافية ومحللة سياسية تقوم بتغطية الشؤون الايرانية ، والعلاقات الامريكية-الايرانية لأكثر من عقد  مقابلة مع السيد محمد جواد ظريف وزير الخارجية الايراني ، مهندس الاتفاق النووي ، وفيها إجابات واضحة عن الموقف الايراني ، وما ينبغي على الطرف الامريكي القيام به حتى تستمر ايران بالالتزام بالاتفاق.

وفيما يلي مقدمة الكاتبة مرتضوي، وأهم النقاط التي وردت في حديث السيد ظريف .

ما هو القادم فيما يخص الاتفاق النووي الايراني ؟ الرئيس بايدن صرح بوضوح خلال حملته الانتخابية أنه يريد معارضة حملة " الضغوط القصوى " التي قامت بها ادارة ترامب ضد ايران، والبدء في مفاوضات بخصوص إحياء العمل باتفاقية العمل المشتركة الشاملةالتي وقعت في العام ٢٠١٥.

وبعد مضي شهرين على استلام بايدن للرئاسة في البيت الأبيض، ما زالت ايران وبقية الأطراف ينتظرون ، وبايدن قد تصرف ببطء أكثر مما كان متوقعا ، خاصة من قبل اولئك الذين يراقبون تحركاته من داخل ايران ، وقد يحاول شراء الوقت في الوقت الذي يفكر في خياراته .

بعض المسؤولين الامريكيين يعتقدون أن ادارة بايدن تسعى لإعادة إنتاج الاتفاق ، أو على الأقل تحديثه، وليس فقط الرجوع الى الاتفاق الموقع في العام ٢٠١٥ .

وقد تعهد وزير الخارجية الامريكي انتوني بلينكن " بتوسيع وتعزيز " الاتفاق ،كما أن نائبته ويندي شيرمان أكدت مطلع الشهر الحالي الحاجة الى تعديل الاتفاق لأن " الحقائق على الأرض قد تغيرت ، والجيوبولتيك في المنطقة قد تغير ، وإن الطريق الى ذلك يجب أن يتغير أيضا " .

ولكن القادة الايرانيين يقولون " إن لديهم اتفاق، وهو الاتفاق الحالي ، وإن الأمر متروك للولايات المتحدة للعودة إليه مرة اخرى ، وإن ايران ما زالت تسمح للوكالة الدولية للطاقة الذرية باجراء عمليات تفتيش ، كجزء من الاتفاق " .

وكان المسؤولون الايرانيون قالوا إنه على الولايات المتحدة، كخطوة أولى ، إذا كانت فعلا مهتمة بكسر الجمود، أن تطلق الأموال الايرانية المجمدة في بنوك كوريا الجنوبية بسبب العقوبات الامريكية ، وأكدوا أن هذه الأموال اذا ما تم اطلاقها سوف تستخدم للأغراض الانسانية .

إن الوقت يمر بسرعة ، ومع اقتراب موعد الانتخابات الايرانية في حزيران المقبل ، لا يوجد الا وقت قليل لطهران و واشنطن للبدء بالعملية الدبلوماسية ، وإعادة احياء الاتفاق قبل أن تتغير الادارة الحالية ، والحسابات السياسية في ايران .

أحد اللاعبين الأساسيين في تلك المفاوضات هو وزير خارجية ايران جواد ظريف الذي كان وراء الاتفاق في العام ٢٠١٥،و ظريف الذي يتحدث الانكليزية بطلاقة ، يعد أحد القادة الايرانيين المعتدلين ، الى جانب الرئيس روحاني .

واليوم يجد نفسه محاصرا بين الولايات المتحدة التي يبدو أنها تريد إعادة إنتاج الاتفاق ، وبين ايران التي تعارض بشكل متزايد أية محاولة لتعديل الاتفاق ، بل تريد الاتفاق الأصلي كما هو .

إن الوضع صعب حتى بالنسبة لظريف الذي إعتاد المشي على حبل مشدود كمحاور معتدل ومفضل ، في بلد يعتقد أن المتشددين هم من يمتلك القوة والصلاحيات .

وقد تحدثت مع السيد ظريف عبر تطبيق سكاي بي لسماع المزيد عن خطط ادارته وما تنوي القيام به فيما يخص بايدن حتى الآن ، وكيف ستؤثر السياسات الايرانية المحلية على إمكانية إحياء الاتفاق ، وفي أي مجال يمكن أن يتزحزحوا، وفي أي مجال سيبقون متمسكين .

·        حديث السيد ظريف

الجمهورية الاسلامية الايرانية نفذت اتفاق العمل المشترك، وقد وفت بكل التزاماتها ، وقامت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالتحقق من ذلك في يناير ٢٠١٦،كما إن الادارة الامريكية على عهد أوباما قد التزمت الى حد ما بالاتفاق ، ولكن بعد مجيء ادارة ترامب الى الحكم تنصلت الولايات المتحدة من التزاماتها ، وانسحبت من الاتفاق .

اليوم اذا ارادت الولايات المتحدة أن تعود الى الاتفاق ، عليها أن تتبع نفس المسار الذي بدأنا به ، وعليها الآن الالتزام ببنود الاتفاق، وعندما تعلن الادارة الامريكية التزامها ، فإن ايران سوف تلتزم .

الآن لماذا نتفاوض ونتحدث ؟ ليس هناك شيئا للتفاوض حوله، لدينا اتفاقية : وقد تحدثنا عن هذه الاتفاقية مع نفس الاشخاص الذين هم الآن في البيت الأبيض ، مع نفس الاشخاص الذين هم الآن في وزارة الخارجية، وهم يعرفون بالضبط ما يلزم للعودة والالتزام بالاتفاق ، الا إنهم غير جادين حول ما يقولون .

هم يريدون أن يمارسوا الضغط والإكراه في سبيل الحصول على تنازلات جديدة من ايران ، وهذا قد ورد على لسان نائبة وزير الخارجية ويندي شيرمان عندما تحدثت في جلسة الاستماع في الكونغرس، حيث قالت " إن الوضع في العام ٢٠٢١ ليس هو نفس الوضع في العام ٢٠١٥ "

هم يريدون اتفاقية جديدة ، وهم يريدون اتفاقية أوسع ، يريدون شيئا آخر ، يتحدثون عن الصواريخ البالستية ، وبقية القضايا ، وهذا لن يحدث أبدا ، لأننا خلال السنوات الاثنا عشر التي كنا نتفاوض خلالها من ٢٠١٣ الى ٢٠١٥، وخلال السنتين التي ركزنا فيها المفاوضات ، وأغلبها مع الامريكيين ، تداولنا وناقشنا كل هذه القضايا ، والآن يريدون أن يفتحوا نقاشا جديدا حولها ، وهذا يعني إننا سوف ندخل في مناقشات غير ضرورية لمدة سنتين أخريين ، لذلك ليس لدينا ما نتحدث حوله .

اننا مستعدون للاتفاق اذا ما اتخذت الولايات المتحدة الخطوات الأولى ، وحينما نتأكد من أن تلك الخطوات قد تمت، نحن من جانبنا سوف نتخذ خطواتنا ، وإن عملية التحقق من التزام ايران هي واضحة جدا، الوكالة الدولية للطاقة الذرية سوف تتحقق من التزاماتنا .

الولايات المتحدة تستطيع أن تنفذ التزاماتها غدا، أو في غضون عشرين يوما ، أو في شهر ، أو في أي وقت آخر ، يجب أن يكون هناك نظام للتنفيذ، وإنه من الواضح ما هي العقوبات التي يجب أن ترفع ؟  هناك ما يقارب من ٨٠٠ عقوبة فرضتها ادارة ترامب، ومثلها فرضتها الادارة أو الكونغرس ، لذلك يجب أن يوضع نظام تنفيذي للعودة الى الاتفاق ، ورفع كل العقوبات ، وعلى نحو أساسي إنهاء كل الأوامر التنفيذية، والتنازل عن إجراءات الكونغرس ، وهذا التنازل يجب أن يصبح نافذ المفعول ، وعندما يكون هذا التنازل نافذا، وتقوم وزارة الخزانة الامريكية بالسماح بنقل الأموال ، ونقل النفط، والشحن ، وكل العمليات الاخرى ، فإن ايران سوف تعود الى الالتزام فورا ، وإن التزامنا لايأخذ وقتا ، وإن الوكالة الدولية للطاقة الذرية بإمكانها التحقق من ذلك ، وإنه واضح لدينا ماذا ينبغي علينا القيام به .

إن قضية الصواريخ البالستية، والقضايا الاقليمية قد جرى مناقشتها في الاتفاق المشترك، وإن القرارات التي تم التوصل اليها في الاتفاق تعكس مناقشاتنا ، والمشكلة بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها الغربيين هي أنهم عندما يتعاملون مع قضية ما ، ولم تكن في قناعتهم ١٠٠٪،  فإنهم يريدون إعادة التفاوض حولها ، نحن قد ناقشنا كل هذه القضايا ، وإن القائد الأعلى في ايران قد قالها بوضوح أن الولايات المتحدة اذا اجتازت إختبار الاتفاق ، فإن ايران ستنظر في القضايا الاخرى ، ولكن الولايات المتحدة فشلت ، ليس فقط خلال ادارة ترامب ، ولكن حتى خلال الشهرين المنصرمين من ادارة بايدن .

لذلك ، اذا ما اجتازت الولايات المتحدة اختبار الاتفاق ، والذي لا يبدو أنه سيحصل قريبا ، فإننا سوف ننظر في بقية القضايا ، ولكني لا أعتقد أن الولايات المتحدة سوف تكون جاهزة لمناقشة تلك القضايا : هل أنها مستعدة لتقليل شحنات الأسلحة الى المنطقة ؟  ٢٥٪من مبيعات الأسلحة في العالم تباع الى منطقتنا ، ولا شيء منها الى ايران . هل أن الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين جاهزون لايقاف ذلك ؟ إنه سوق مربحة ، ولا اعتقد أن الرئيس بايدن سوف يعمل ذلك .

إن السعودية تنفق تقريبا سبع مرات أكثر من ايران على شراء الأسلحة . هل إنهم مستعدون لاسقاط ذلك ؟ لأن القضية ليست فقط حول نزع السلاح الايراني ، بل حول القضايا الاقليمية . هل ان حلفاء الولايات المتحدة مستعدون للقيام بدورهم ؟  هل أن السعودية مستعدة لايقاف عدوانها على اليمن ؟ هل السعودية مستعدة لايقاف دعمها للارهابيين في العراق وسوريا وافغانستان ؟ إن هذه قضايا مفتوحة للنقاش وتحتاج الى أجوبة .

ولكننا قلنا بوضوح أننا مستعدون للتفاوض مع جيراننا في المنطقة. إن الدول الست في مجلس التعاون الخليجي  زائدا ايران والعراق هي البلدان الواقعة في منطقة الخليج الفارسي ، وإننا مستعدون دائما للحديث فيما بيننا نحن الدول الثمانية .

ـــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك