أ.سوسن خليل ||
أغلب الناس منشغلون بابنائهم وكيفية تأمين مستقبلهم، بأية صورة من الصور، حضورية أو ألكترونية؛ بل إن الأغلب ماعاد مهتما بمقعد الدراسة أكثر من مقعده أمام الحاسوب!! وفي إطار هذا التحول الألكتروني تناسی الجميع أن هناك فئةً مشتتةً ، حدود تفكيرها بمحدودية بيئتها الريفية,كيف لها أن تؤمن مستقبل طفلٍ في بلدٍ متأخر الكترونيٍّ ، ولاسيما في ظل القرارات المتوالية، واحدا تلو الآخر من الوزارة وكأن بيئتنا متوائمة مع البلدان المتطورة، وتوازيها في التقدم التكنولوجي والبنی التحتية،ولكَ أن تتخيل وجود تلميذٍ على درايةٍ بالدروس والواجبات التي يوكلها إليه المعلمُ من خلال كمبيوتره الخاص او هاتف والديه وتلميذ ثان، يعيش في عالم مختلفٍ ، كلّ همه إطعام دجاجاته أو خِرافه!! تلميذ يخشى التقرب من هاتف أبيه في الأغلب؛ لأن هذه البيئة تُجيز للرجل امتلاك كل شيء، والتحكم بكل شيء، بخلاف واقع المرأة (الأم) فلا تمتلك الهاتف النقال كي تتابع واجبات أبنائها. هذا إذا كانت تجيد القراءة والكتابة!! فهي تختلف عن نساء المدينة من حيث التكوين والظروف البيئية المحيطة، وهذا واقع حال الأغلبية الريفية!!
وبالمحصلة يصبح تلميذ هذه البيئة غير مبال بالتعليم الألكتروني الذي وضعته الظروف والقرارات المتخبطة أمامهم ، ليتحول الی عائق يمنع التلاميذ من العبور إلی الضفة الأخرى!!
وهنا نسأل : ألا يجب أن تُدرَس ظروف هذه الفئة أو هذه البيئة قبل أن يُعلن عن قرار ينص علی نهاية فصلٍ أو بداية امتحان، كي نضمن العدالة لكلِّ الأطراف في قضية تلقيهم التعليم ثم المشاركة في الامتحانات؟!!
ألا يجب أن توضع حلول لهذه العراقيل لتشجيع تلاميذ المناطق الريفية علی التعليم الألكتروني؟
أين الكتب؟ وُزعت ثم اُهملَت ، واعتمدالتلاميذ على صور وتقارير!!
لما ذا لم يُوزع الی الطلبة أجهزة الكترونية بدلا من الكتب! ( آيباد مثلا أو كمبيوتر) يكون مبرمجا ومخصصا للدروس التربوية والتعليمية فقط!!
كي يتم تثقيف التلاميذ وتوعيتهم على التعليم الألكتروني بشكل واف يمكنهم من التواصل أسوة بأقرانهم في المدينة،أو أقرانهم في الدول الأخری،
الأرياف تعيش في واد والوزارة في واد آخر، فالله الله بهم، انظروا إليهم ومدوا لهم يد العون.
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha