د. علي الطويل ||
العملية البطولية التي نفذتها القوات اليمنية ليلة امس في العمق السعودي ، فتحت أبواب جديدة للصراع بين الجيش واللجان الشعبية اليمنية من جهة، وتحالف العدوان السعودي من جهة اخرى ، كما أن جبهة مأرب هي الأخرى ، كانت معاركها نوع جديد من المعارك لم يألفها سابقا تحالف العدوان السعودي الإماراتي ، فبعد ست سنوات من القتل والتدمير الشامل للحياة من قبل القوات السعودية والاماراتية، شملت كل متحرك على الأرض بالإضافة إلى البنية التحتية من المدارس والجامعات والمراكز الصحية والكهرباء ، إضافة إلى الحصار الخانق الذي فرضته على اليمن جوا وبرا وبحرا امعانا بالقتل والتدمير ،حتى وصل عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الى ١٢ مليون طفل يمني ، واكثر من ٢٠ مليون مليون شخص يمني يعانون من انعدام الامن الغذائي منهم اكثر ١٠ مليون معرضون لخطر المجاعة ، وكل ذلك نتيجة هذا الحصار السعودي الاماراتي على اليمن ، بحسب إحصائيات منظمة اليونيسف، اما تقارير الامم المتحدة فقد أشارت إلى 250 الف يمني قتلوا في اليمن وأن هناك ٥٠٠٠ الف طالب ومعلم وأكاديمي قتلوا او أصيبوا نتيجة الغارات السعودية على المدارس والجامعات ، وتقارير أخرى أشارت إلى(3652) مدرسة ومنشاةتعليمية تعرضت التدمير اي ما نسبته 21 % من المنشأة التعليمية في اليمن ، . كل هذه الأعمال التدميرية التي ارتكبها تحالف العدوان السعودي على اليمن لم يفت في عضد اليمنيين الذين تلقوا ضربات العدوان الهمجية بصبر وعزيمة على مواصلة إنقاذ بلدهم من عدوان الغزاة ، فحولواالحصار الى فرصة للاعتماد على النفس رغم قساوة الظروف المادية ومنع الصادرات ومنع المساعدات الإنسانية من الوصول للداخل اليمني ، فأخذ الحوثيين بالاعتماد على قدراتهم الذاتية في تصنيع السلاح القادر على توازن كفتي الصراع ، وتمكن اليمنيون من صناعة الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة التي دخلت المعركة وبشكل مكثف ، لتفاجئ السعوديين بضربات قاصمة سميت بتوازن الردع وكانت نسختها السادسة يوم أمس ، فكانت القصور الملكية والمطارات والموانئ ومنشاة النفط السعودية تحت نيران هذه الأسلحة.
وقد كانت عملية توازن الردع السادسة هي الاشمل من كل ماسبقها من ضربات ، كما أنها تميزت ببعد مسافات الاهداف التي طالتها مما يعني ان المملكة السعودية قد وقعت في مستنقع جديد بعد ان أصابها غرور القوة والطغيان والجبروت .
وفي موقع اخر من مواقع القتال حيث يسطر الحوثيون ملاحم كبيرة على جبهة مأرب التي يوجد فيها آبار النفط والغاز والتي سيطر عليها اتباع الرئيس اليمني السابق ومليشيات القاعدة المدعوين إماراتي سعوديا ، كما انها اضافة لوجود النفط، فانها تشكل موقعا استراتيجيا مهما لوجود اهم معاقل الحكومة السابقة ووزارة دفاعها ووجود سد مأرب واكبر محطة للكهرباء كانت تغذي ثلثي البلاد قبل اندلاع الحرب ، وقد سطر الحوثيون في هذه المعركة ملاحم كبيرة حتى باتوا يسيطرون على اجزائها الجنوبية والجنوبية الشرقية وكذلك جبل البلق الذي يشرف على سد مأرب ، ورغم القصف الجوي السعودي لقوات الحوثيين الا انهم تمكنوا من أدامة زخم هجماتهم وتعزيز مواقعهم تمهيدا لتطهير المدينة من أذناب السعودية، ومليشيات القاعدة ،
ويبدو ان نتائج هاتين العمليات اي عملية توازن الردع ، الانتصارات في مأرب قد حفزت الولايات المتحدة والامم المتحدة وايقضتهما من سباتهما العميق الذي طال مايقارب ال 6 سنوات من العدوان ، فأرسلت الامم المتحدة مندوبا لها لليمن ، والولايات المتحدة تقدم مقترحات الحل السلمي ووقف العدوان ، وكل هذه المؤشرات تدل على نتيجة واحدة وهي عمق المأزق الذي وجد السعوديون أنفسهم به ، فتعالى صراخهم يناشدون المجتمع الدولي في التدخل لإنقاذهم من الضربات الموجعة ، كما أن آبار النفط في صافر قرب مأرب وإمكانية وقوعها بايدي الحوثيين الامر الذي يعني انتقال المعركة إلى مرحلة حاسمة لصالحهم ، هو سبب اخر دفع الولايات المتحدة في دعواتها للسلام ،وهذا النفط هو احد الاسباب الاساسية للعدوان على ما يبدو ، والامر الاخر هو إنقاذ حليفهم الاساسي في المنطقة من ورطة اليمن والحفاظ على ماء وجهه هذه الاسباب هي من يدفع امريكا للسعي لإيقاف الحرب على ماهي عليه ، وهذ الامر الذي يعرفه الحوثيين جيدا لذلك فانهم يرتدون (جنبيتهم ) كما يقولون ، وهي كناية عن الخنجر الذي يحملونه بالجنب ، ويستعدون للسلام في نفس الوقت ، وهذا لايعني التوقف عن تحرير الارض ، بل يسعون للسلام ولكن سلام المنتصر المقتدر الذي يتفاوض من موقع القوة .
https://telegram.me/buratha