متابعة ـ جدل فاضل الصحاف ||
العجوز هنري كيسنجر ، ما زال يحرض على الجمهورية الاسلامية الايرانية ، وعلى الشيعة ، ويكيل المديح لإدارة ترامب السابقة بسبب نهجها المعادي لإيران ، ويحث ادارة بايدن على تبني نفس السياسة.
هنري كيسنجر وزير الخارجية الاميركي الأسبق ، خدم في ادارتي نيكسون وفورد ، ولعب دورًا أساسيا في تصفية القضية الفلسطينية ، من خلال ما يسمى بالحل السلمي بين العرب والكيان الصهييوني .
تصريحات كيسنجر الجديدة وردت في تقرير نشره الأربعاء ٣ مارس ٢٠٢١ موقع The Washington Free Beacon .
" ينبغي على الرئيس جو بايدن أن يتمسك بإعادة التنظيم ( الرائعة ) ، لسياسات الشرق الاوسط التي تبنتها ادارة ترامب " .
وأمتدح كيسنجر الفريق الدبلوماسي لإدارة ترامب لتبنيه استراتيجية تأليب البلدان المسلمة السنية في الشرق الاوسط ضد إيران.
ويقول " إن هذه الاستراتيجية قد ساهمت في عزل طهران ، وفتحت الباب أمام مقاربة جديدة للسياسة الخارجية في الشرق الاوسط والتي دعمت المصالح الاميركية " .
" أنا أعتقد إن واحدة من النجاحات العظيمة للإدارة السابقة ، هي انهم قد تكاتفوا وأصطفوا معا ، حتى تمكنوا من إنجاز قضيتين في الشرق الاوسط ، الأولى: هي عزل القضية الفلسطينية عن بقية المشاكل حتى لا يبقى هناك فيتو على القضايا الاخرى ، والثانية: هي اصطفاف الدول السنية في تركيبة فعلية أو محتملة ضد الدول الشيعية ، وهي إيران ، التي تطور القدرة لتهديهم * .
* أنا أعتقد إن ذلك كان مفهومًا رائعا ، ونحن فقط في بداية الطريق *
وكان كيسنجر أدلى بهذه التصريحات خلال الحلقة الاولى من سلسلة حوارات شهرية تجريها مؤسسة ريتشارد نيكسون ، والتي تلقي الضوء على الأمن القومي والسياسة الخارجية.
وقد شارك في هذه الحلقة أيضا وزير الخارجية السابق مايك بومبيو ، ومستشار الأمن القومي السابق روبرت اوبراين ، ونائب مستشار الأمن القومي السابق مات بوتنجر.
وأعتبر كيسنجر أن ضغط واشنطن على البلدان في الشرق الاوسط للتمحور بعيدًا عن إيران ، كان إنجازا أساسيًا لإدارة ترامب ، حيث جلبت اتفاقات أبراهام التي تم التوصل اليها في آب عام ٢٠٢٠ إسرائيل سوية مع البلدان المسلمة ، مثل الامارات والبحرين في توبيخ ضمني ضد إيران.
كما إن ادارة ترامب قد واجهت ايضا إيران بشكل مباشر من خلال سياسة " الضغوط القصوى " ، والعقوبات ، في جهد كان يرمي إلى إبطاء نمو الاقتصاد الايراني ، وإعاقة برنامج إيران النووي.
وحض كيسنجر ادارة بايدن على الاستمرار في تبني نفس السياسة الجديدة للشرق الاوسط التي كانت على عهد ترامب .
وقال " يجب ان لا نتخلى عن الضغوط التي تمارس ضد إيران حتى نعلم الى أين يسيرون : اذا ما فصلنا القضية الايرانية عن قضية الشرق الاوسط الكلية ، فإننا سوف نخاطر بخسارة الانجازين ، ولاسيما عزل القضية الفلسطينية عن بقية القضايا ، والتعاون السني مع إسرائيل، الذي هو فريد في علانيته .
ولم تعر ادارة بايدن الاهتمام لنصيحة كيسنجر ، فقد عين بايدن شخصيات دبلوماسية مرموقة من ادارة اوباما في إدارته ، حيث كان هؤلاء هم من تفاوضوا مع إيران حول برنامجها النووي ، ومنهم جون كيري ، مستشار الرئيس حول قضايا المناخ ، و روبرت مالي ، المبعوث الخاص والمسؤول عن الملف الايراني ، و كولن كاهل المرشح لمنصب نائب وزير الدفاع.
وحتى مع معارضة قوية من داخل الكونغرس ، أعلن البيت الابيض أنه مازال يأمل في استئناف المفاوضات مع إيران في الأشهر المقبلة.
وفي شباط الماضي ، تصدت ادارة بايدن للسعوديه من خلال ايقاف صفقات السلاح معها ، ورفع اسم الحوثيين من قائمة المنظمات الارهابية ، وهي الخطوة التي لقيت معارضة قوية من الجمهوريين.
https://telegram.me/buratha