متابعة ـ ياسر الربيعي ||
في مقابلة مع وكالة الأنباء اليابانية “كيودو”، الأحد 14 فبراير/شباط 2021، قال محمد جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني، إن على اليابان والاتحاد الأوروبي إقناع الإدارة الأمريكية الجديدة برفع العقوبات الاقتصادية الشديدة التي تم فرضها على طهران في عهد دونالد ترامب. وقال ظريف إن المبلغ الإجمالي للأموال الإيرانية المجمدة في اليابان وكوريا الجنوبية يبلغ نحو 10 مليارات دولار.
تجدر الإشارة إلى أن الأموال الإيرانية في كوريا الجنوبية تم تجميدها بسبب العقوبات الأمريكية ضد طهران. وبعد احتجاز الحرس الثوري ناقلة نفط كورية في المياه الخليجية، أعلنت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية الرسمية أن طهران تريد الحصول على مليار دولار من أموالها في كوريا الجنوبية.
· الإفراج عن أموال
أعلن رئيس البنك المركزي الإيراني، عبد الناصر همتي، أمس الإثنين 22 فبراير/ شباط، أن طهران اتفقت مع حكومة سيول حول “كيفية تحويل” جزء من الأرصدة الإيرانية المجمدة في كورويا الجنوبية، و”الاستفادة” منها في “أغراض محددة”.
وأعلن همتي أن هذا الاتفاق جرى خلال زيارته لسفير كوريا الجنوبية في طهران، وأنه “تم إخطار كوريا الجنوبية بقرارات البنك المركزي حول حجم الموارد التي يمكن تحويلها والبنوك المحددة”، فيما رفض همتي الإعلان عن حجم المبالغ التي من المقرر تحويلها.
وكان البنك المركزي الإيراني قد أعلن، في وقت سابق، أن الأموال الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية تصل إلى 7 مليارات دولار.
كما التقى رئيس البنك المركزي الإيراني السفير الياباني في طهران. لكن همتي رفض الإشارة إلى البنوك التي من المقرر تحويل الأموال الإيرانية إليها بحسب الاتفاق الذي جرى بين البلدين، غير أنه كتب أنه طُلب من اليابان “أخذ زمام المبادرة فيما يتعلق باستخدام إيران لمواردها من النقد الأجنبي وتحويلها إلى مجالات أخرى يحتاجها البنك المركزي الإيراني”.
وبحسب همتي، فإن السفير الياباني “قدم اقتراحًا بالاستفادة من الموارد المتاحة لشراء لقاح كورونا”.
وقالت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية في بيان، إن “حكومتنا تتفاوض مع إيران بشأن طرق استخدام الأموال المجمدة، وقد وافق الجانب الإيراني على مقترحاتنا”، وأن “الإفراج عن الأموال سيتم من خلال التشاور مع الدول المعنية، بما في ذلك الولايات المتحدة”.
وتأتي هذه الخطوة من جانب كوريا الجنوبية، قي إطار السياسة الأمريكية التي اعتمدها الرئيس الجديد، جو بايدن؛ للعودة للدبلوماسية والتفاوض؛ لحل المشاكل العالقة مع إيران. حيث تصر طهران على العودة أولًا إلى الإتفاق النووي ورفع العقوبات كاملة، وبعدها يتم التفاوض حول الملفات الأخرى.
وقد أشارت صحيفة “شهروند” الإيرانية، إلى إطلاق سراح الأموال الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية واعتبرت ذلك نوعا من “رفع الحظر تدريجيا عن الدولارات الإيرانية”.
كما أشارت الصحيفة إلى لقاء جمع سفيري كوريا الجنوبية ورئيس البنك المركزي الإيراني لمناقشة موضوع تحرير الأموال الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية على خلفية العقوبات الأمريكية.، مضيفة أن الأيام القادمة سوف تشهد تحرير مليار دولار من هذه الأموال.
· مخاوف إسرائيلية
وتثير السياسة الأمريكية الجديدة تجاه إيران، مخاوف إسرائيل، فقد عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اجتماعًا، أمس الإثنين، مع أعضاء في حكومته من منافسيه في الانتخابات القادمة، لمناقشة الاستراتيجية الإسرائيلية إزاء البرنامج النووي الإيراني خلال فترة ولاية جو بايدن.
وأفادت وكالة “رويترز” للأنباء بأن الاجتماع جرى بين نتنياهو ووزير الدفاع، بيني غانتس، ووزير الخارجية، غابي أشكنازي، وهما من منافسي رئيس الوزراء الإسرائيلي في الانتخابات القادمة.
جاء هذا الاجتماع بعد أيام من الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس الأمريكي، جو بايدن، مع نتنياهو، وقبل شهر من إجراء الانتخابات البرلمانية في إسرائيل.
وأفادت “رويترز” بأن أحد البنود التي كانت مدرجة على جدول أعمال الاجتماع المذكور هو تعيين مبعوث إسرائيلي خاص بالشؤون الإيرانية. كما نقلت “رويترز” عن مسؤولين إسرائيليين أن اثنين من المرشحين للمنصب المذكور، حضرا في الاجتماع، وهما: رئيس الموساد يوسي كوهين، ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي مائير بن شابات.
وفي إيران، قال المحلل السياسي، صادق زيبا كلام، في مقابلة مع صحيفة “آرمان ملي” الإيرانية، إن الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد فقط الوصول إلى اتفاق مبدئي مع إيران وتخفيف العقوبات عنها، وإنما تريد أيضا التوصل إلى اتفاق حقيقي مع طهران حول التواجد الإيراني في لبنان وسوريا واليمن”.
وأوضح أن إيران، وبسبب المشاكل والظروف الاقتصادية الصعبة الناجمة عن العقوبات، تريد أن تسلك سياسة “المرونة البطولية” في تعاملها مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف زيبا كلام أن طهران في هذه المرحلة ليس لها أهداف بعيدة المدى من التفاوض مع الولايات المتحدة الأمريكية، وإن الهدف الوحيد وقريب المدى هو رفع العقوبات والخروج من الأزمة الاقتصادية الراهنة، في حين أن أهداف الدول الغربية هو حصول اتفاق على البرنامج النووي والصواريخ والدور الإيراني في الدول الأخرى.
وعلى صعيد آخر قال زيبا كلام إنه “في حال لم يحصل اتفاق بين إيران من جهة وأمريكا والدول الأوروبية من جهة أخرى فإن الأعداء لن ينتظروا مكتوفي الأيدي ويشاهدوا تقدمنا في برنامجنا النووي”، متوقعا قيام إسرائيل بشن هجمات على مواقع نووية إيرانية وانخراط طهران في مواجهة عسكرية، التي بكل تأكيد ستنتهي بتدخل واشنطن لصالح إسرائيل.
https://telegram.me/buratha