على الرغم من الوجود الكبير للأقليات داخل الجيش الأمريكي، وبالأخص ذوي الأصول الأفريقية، إلا أن وصول ضباط من هذه الفئة إلى قمة المؤسسة العسكرية وشغلهم مناصب قيادية كبرى هو أمر نادر جدا. واصبح الجنرال لويد أوستن أول شخص من هذه الأقلية يشغل منصب وزير الدفاع بعد موافقة مجلس الشيوخ على ترشيح الرئيس جو بايدن له.
فمن هو لويد أوستن، وما هي المحطات المهمة في المسيرة العسكرية لهذا الضابط الأمريكي الكبير البالغ من العمر 67 عاما.
بعد ان اصبح الجنرال لويد أوستن وزيرا للدفاع و تم تثبيته من جانب مجلس الشيوخ، كان ثمة اعتراض عليه إذ إن نوابا وخبراء في الأمن القومي أعلنوا معارضتهم هذه التسمية، مشيرين إلى أن مدة تقاعده لا تزال دون السبع سنوات.
واعتمد الكونغرس قاعدة تنص على أن أي عسكري سابق مرشح لتولي وزارة الدفاع، يجب أن يكون متقاعدا منذ سبع سنوات على الأقل.
وبما أن أوستن متقاعد منذ فترة أقلّ، سيكون على النواب منحه إعفاء. وهذا ما قاموا به في عام 2016 لتعيين جيم ماتيس، لكنهم أبدوا احتجاجهم حينها على ذلك.
العمل مع الحلفاء
ومعروف عن أوستن دفاعه الشديد عن استراتيجية "التعامل مع القوى المحلية" لحل الخلافات الداخلية للدول التي تنتشر فيها قوات أمريكية، كما حصل في محافظة الأنبار العراقية عبر "مجالس الصحوات"، ومع قوات سوريا الديمقراطية.
وهو مؤيد للتعاون الدائم مع الحلفاء التاريخيين للولايات المتحدة. وكان معارضا لخروج إدارة الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني، لأنه اعتبر أن الانسحاب يحرم واشنطن فرصة من مراقبة النشاط النووي الإيراني وضبطه التي يتيحها الاتفاق.
واعتبر الرئيس المنتخب جو بايدن عند ترشيحه أوستن لوزارة الدفاع أنه "مؤهل بشكل فريد لمواجهة التحديات والأزمات التي نواجهها في الوقت الحالي".
فمن هو هذا العسكري الخبير المرشح لقيادة البنتاغون؟
ولد جيمس لويد أوستن في مدينة موبيل بولاية ألاباما جنوب الولايات المتحدة في 8 أغسطس/آب عام 1953. ونشأ بمدينة توماسفيل في ولاية جورجيا.
حصل على شهادة في العلوم من أكاديمية "ويست بوينت" العسكرية الشهيرة في حزيران/يونيو عام 1975. كما حصل على شهادة ماجستير في التعليم من جامعة أوبورن، وأخرى في إدارة الأعمال من جامعة ويبستر.
بعد تخرجه من "ويست بوينت" بدأ مشواره العسكري برتبة ملازم ثانٍ في كتيبة المشاة الثالثة في ألمانيا، ثم بدأ تدرجه في المناصب العسكرية.
عام 1981 انتقل إلى مدينة إنديانابوليس بولاية إنديانا ليتولى منصب ضابط عمليات في إدارة التجنيد لمنطقة إنديانابوليس في الجيش الأمريكي.
بين عامي 2003 و2005 شغل منصب القائد العام للشعبة العسكرية الجبلية العاشرة للمشاة الخفيفة في أفغانستان، وكذلك كان نائب القائد العام للشعبة العسكرية الثالثة، وقاد القوات الأمريكية لدخول بغداد عام 2003.
في فبراير/شباط عام 2008 تولى قيادة القوات متعددة الجنسيات في العراق. ثم في 1 سبتمبر/أيلول 2010 تم تعيينه قائدا عاما للقوات العسكرية الأمريكية في العراق.
شغل منصب القائد الثاني عشر للقيادة المركزية للقوات العسكرية الأمريكية بين عامي 2013 و2016، وكان أول أمريكي من أصل أفريقي يتولى هذا المنصب المهم، إذ كان مسؤولا عن العمليات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط ووسط وجنوب آسيا، وكان المهندس والمشرف على الحملة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق وسوريا.
تقاعد في 1 مايو/أيار 2016 ووضع حدا لمسيرته العسكرية الحافلة التي امتدت قرابة 41 عاما، والتي حصل خلالها على الكثير من الأوسمة، وتم تكريمه عدة مرات.
https://telegram.me/buratha