التقارير

ترامب يقرع طبول الحرب بقاصفاتB52


 

محمد كاظم خضير *||

 

تخيم على الخليج هذه الأيام أجواء غير عادية مشحونة برائحة البارود والحرب على ايران، وقد لا يمر يوم دون أن تتصدر الصحف العربية  والعالمية أنباء وصور عن احتمال وقوع هذه الحرب في الساعات القادمة ، بعدما بات واضحاً أن عملية إبتزاز كبيرة تجريها أمريكا التي باتت رعايتها لداعش والإرهاب مفضوحة، والهدف طبعاً من شن حرب على ايران ليس القوة والنفوذ وحسب وإنما القرب والسيطرة على أسواق الصين لان الصين باتت السوق الأكبر في العالم حتى في صناعة الأسلحة.

إن حالة الرعب والقلق التي يعيشها الإحتلال الإسرائيلي بفعل التقارير الكثيرة التي تتحدث عن الصواريخ الموجودة لدى إيران ومداها البعيد والتي قد تودي بإسرائيل إلى الزوال، فإن عيني رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير دفاعه شاخصة نحو الساحة الإيرانية، فالإعلام الصهيوني ذهب للقول إن حرباً كبيرة ستندلع بين أمريكا وإيران قريباً، هذه التوقعات تأتي من أن إيران التي تمتلك قوة عسكرية ضخمة ، لن تسمح بأن يمنعها أحد من تصدير النفط الذي تعتمد عليه كمصدر رئيس للدخل ودعم الموازنة، وبالتالي فإنها ستدافع عن حصتها النفطية المصدرة إلى الأسواق العالمية خاصة بعد إرسال البيت الأبيض القوة العسكرية الضاربة إلى منطقة الخليج وعلى رأسها حاملة الطائرات أبراهام لنكولن ومجموعتها القتالية الكاملة، فضلا عن نشر بطاريات باتريوت الصاروخية في الخليج لردع الصواريخ الإيرانية إذا ما حدثت مواجهة.

وهنا يمكن القول إن إرهاصات التوتر الأمريكي - الإيراني بدأت بالظهور من النافذة السورية، فكانت طهران لاعباً مؤثراً وقوياً منذ بدء الأزمة في سورية وحتى الآن، وقد سبق أن وجهت إيران إنتقادات قاسية للتحالف الدولي بمواجهة داعش، مشككة في جدواه وفاعليته

ومع التطورات الأخيرة بين الطرفين الإيراني والأمريكي، قد يبدو إن صراعاً حاداً بينهما يمكن أن يحدث في أي وقت ويفجر المزيد من المشاكل الجديدة في المنطقة، خاصة بعد أن رأى بعض الساسة والإستراتيجيين الأميركيين بأن إيران دولة عدائية وتشكل خطراً وجودياً لإسرائيل وإستمراريتها في المنطقة.

لذلك كل ما يجري حالياً بين الطرفين هو حرب باردة، فأمريكا خرجت من الشرق الأوسط بعد فشلها في العراق واليمن مؤخراً، ثم خسرت رهاناتها في سورية، في حين أن إيران خرجت من نتائج الأزمة السورية قوية ومتماسكة إلى جانب أنها لم تدخل رهانات خاسرة، لذلك تواجه أمريكا اليوم مشاكل كبيرة، فمن المعارضة الداخلية لسياستها، إلى خروج ملف الإرهاب عن سيطرتها، وإنطلاقاً من ذلك فإن التطورات والمشهد المعروض يشير إلى أن الأيام القادمة ستشهد تبدلاً كبيراً على الساحة الإقليمية.

ومن خلال مراقبة التطورات، يمكنني القول إن واشنطن وإن كانت تتحدث بنبرة التحدي والقوة، فإنها في الحقيقة نبرة ضعف ووهن، فظهور قوى جديدة على الساحة الدولية مثل موسكو والصين وإيران أخرجت واشنطن من سياسة القطب الواحد، لذلك أن إيران تعمل على أساس ثوابت ليست قابلة للمساومة، ويمكن تلخيصها بأن الحرس الثوري الإيراني هو من محور المقاومة ضدّ المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة.

هنا بصريح العبارة إن الحرب وشيكة على ايران وقريبة جدا أكثر مما يتصوره البعض وان أمريكا ستتكبد خسائر فادحة خاصة آن وقفت روسيا وتركيا والصين مع ايران وسيكون هناك حرب عالمية جديدة بالإضافة إلى إن خريطة جديدة للعالم سترسم ما إن دخلت أمريكا بهذه الحرب، وستغير هذه الحرب الكثير من النظريات والعقائد العسكرية في العالم، كما أنها ستدفع بالقوى الدولية لإعادة النظر في حقيقة موازين القوى وسبل قياسها، فإيران لن تفاجئ البيت الأبيض في حجم ترسانة صواريخها وتنوعها فحسب، بل ستفاجئها أيضاً بجهوزيتها القتالية على مستوى العدة والعديد

مجملاً....بالرغم من كل محاولات أمريكا وحلفائها الحد من النفوذ الإيراني المتنامي في المنطقة، سواء باستخدام أمريكا الأوراق التي بحوزتها ومنها الورقة الإرهابية، أو العقوبات السياسية والاقتصادية، إلا أن النفوذ الإيراني يتقدم بإضطراد، تجلى ذلك بصمود إيران بوجه محاولات الإسقاط وبتحقيق إنجازات سياسية وميدانية وبقطع اليد الغربية في الإقليم.

وهنا أرى بأننا لدينا قناعة راسخة وهي أنّ أمريكا وصنيعتها إسرائيل هما منبع الإرهاب والشر في المنطقة، وكما صمدت إيران وشعبها بوجه حصار أمريكا الجائر ، سيصمد حرسها الثوري ويبقى شوكة في عين أمريكا وذيلها إسرائيل الإرهابية وبذلك أدرك المجتمع الدولي أهمية و حساسية الدور الفعلي لإيران و تأثيرها على السياسة الدولية و قضايا المنطقة، فالحقيقة التي يجب أن ندركها إننا الآن أمام تحدي كبير وإن سورية وإيران بتحالفهما على قلب رجل واحد سوف يهزما الإرهاب ويدحرا الفكر المتطرف، وينقذا المجتمعات من براثينه وظلاميته.

وباختصار شديد: إن العداء الأمريكي لطهران و فرض الحصار الاقتصادي عليها قد بدأ منذ اليوم الأول لانتصار الثورة الإسلامية عام 1979 وقرار أمريكا بمحاصرة الحرس الثوري الإيراني لن يغيّر من الأمر شيئا، لأنّ إيران تعي خطورة ما تقوم به أمريكا وحلفاؤها من أهداف سعياً لتعزيز أمن إسرائيل والسيطرة على مقدرات البلاد.

 

*كاتب ومحلل سياسي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك