التقارير

الأحياء يروون وقائع إعدام التجار عام 1992

20606 14:30:00 2008-03-15

في تموز يوليو 1992 وفي عز الحر كان العراقيون يتهيأون لأعوام قاسية قادمة بسبب الحصار الاقتصادي الذي فرضته الأمم المتحدة . وقد أرتفعت أسعار المواد الغذائية بشكل حاد ومفاجيء .

وصف أبو مهند صاحب محل تجاري في حي جميلة يوم 25 من ذلك الشهر بأنه "يوم مشؤوم". فقد انتشر ت الآلاف من قوات الطواريء والامن الاقتصادي في شوارع بغداد الرئيسية وفي مراكز العاصمة التجارية ، وتم القبض على عشرات التجار العراقين بتهمة بيع الطحين المستورد انذاك بسعر 180 دينار للكيلو الواحد.

ويضيف أبو مهند " على الرغم من أن بعض المحال كانت تدار من قبل عمال ومحاسبين الا ان ذلك لم يمنع تلك القوات من القاء القبض عليهم واعدامهم رغم اعلان هؤلاء انهم غير مشمولين بالقرار وانهم مجرد موظفين". ويسلط رئيس غرفة تجارة بغداد امجد الجبوري الضوء على ذلك اليوم الذي اعتبره " مشؤوما لكل التجار العراقيين وذكرى مؤلمة لعوائلهم " واضاف ل(اصوات العراق) قائلا "مع بداية الحصار الاقتصادي على العراق اوائل التسعينات من القرن الماضي ارتفعت اسعار السلع الغذائية الى حد لم يألفه العراقيون من قبل،الامر الذي تطلب رؤية اقتصادية جديدة للسياسات النقدية والمالية آنذاك." ويتابع "لذلك رأت الحكومة العراقية آنذاك ،وعلى راسها الرئيس السابق صدام حسين ، ان مكافحة غلاء الاسعار يمكن حله بالبطش بالتجار فكان القرار الجائر باعدام كوكبة من خيرة تجارنا المعروفين بالنزاهة والخبرة في مجال السوق آنذاك."

وحول التهمة التي حوكم بها التجار آنذاك يقول الجبوري بان تهمة " تخريب الاقتصاد " التي وجهت للتجار كانت " جائرة " ويفسر الارتفاع الذي حدث آنذاك بأن "السوق يخضع لقانون العرض والطلب وللظرف العراقي آنذاك" وتابع " الا ان النتيجة كانت تضاعف اسعار المواد الغذائية لان السياسة الاقتصادية لم تكن مبنية على اسس سليمة انما على رؤية شخصية سادية."

واشار الجبوري الى ان غرفة تجارة بغداد"لديها كافة الوثائق حول تلك الفترة الصعبة التي عاشها التاجر العراقي ، وستقوم بتقديمها الى المحكمة ما ان تستدعى لتطلعهم على كافة الاوراق الموجودة في ارشيفها لاظهار الحق واعادة حقوق الشهداء ."

وكان مصدر قضائي قد اعلن اواخر شباط الماضي عن احالة قضية أعدام التجار العراقيين التي نفذها النظام السابق عام 1992، الى محكمة الجنايات الاولى التي يرأسها القاضي رؤوف رشيد عبد الرحمن، بعد استكمال التحقيقات مع المتهمين في القضية من قبل قضاة التحقيق ، مشيرا الى ان المحكمة ستنظر في ملف القضية خلال الاسابيع المقبلة بعد أطلاع أعضاء هيئة محكمة الجنايات الاولى عليه.

وقضية اعدام التجار هي القضية التي امر فيها الطاغية المقبور صدام حسين باعدام عدد كبير من التجار العراقيين ومصادرة اموالهم المنقولة وغير المنقولة بحجة مساهمتهم رفع اسعار السلع الاساسية و"تخريب الاقتصاد الوطني" . وتم اعدامهم ومصادرة اموالهم.

وكان مصدر قضائي رفض الكشف عن اسمه قد كشف في وقت سابق ل(اصوات العراق) ان"هناك ثمانية متهمين في قضية أعدام التجار العراقيين، هم كل من المجرم وطبان ابراهيم الحسن وزير الداخلية ابان تنفيذ عملية الاعدام بالتجار، والمجرم سبعاوي ابراهيم الحسن مدير الامن العام للفترة من 1991 لغاية 1995، وهما الاخوة غير الاشقاء للطاغية المقبور صدام حسين، والمجرم علي حسن المجيد والمجرم طارق عزيز والمجرم مزبان خضر هادي كأعضاء في مجلس قيادة الثورة المنحل، والمجرم عبد حميد محمود سكرتير الطاغية المفبور والمجرم احمد حسين خضير وزير المالية من 1992 لغاية 1995، والمجرم عصام رشيد حويش محافظ البنك المركزي منذ عام 1994 لغاية 2003."

وتابع المصدر ان "الجريمة التي سيحاكم وفقها المتهمون تقع تحت مسمى جريمة ضد الانسانية، وان زمان وقوع الجريمة كان ضمن سياسة منهجية لاعتقال التجار استمرت منذ عام 1992 ولغاية 1995، متضمنة أصدار أحكام بالاعدام وقطع الايادي والوشم بين الحاجبين ومصادرة الاموال المنقولة وغير المنقولة."

وعن اهم الوثائق والصور في ملف القضية، قال المصدر القضائي أن "الوثائق والاقراص المدمجة تبين ان الطاغية المقبور صدام حسين، أصدر توجيهاته يوم 25 من تموز/ يوليو 1992 الى وزير الداخلية ومدير الامن العامة للقيام بحملة كبيرة لاعتقال تجار المواد الغذائية في سوقي الشورجة وجميلة ببغداد، وهو ما اسفر عن اعتقال اكثر من مائتي تاجر ، انتقي منهم 40 تاجراً ارسلوا عصر نفس اليوم الى المحكمة الخاصة في وزارة الداخلية انذاك واستمرت المحكمة حتى بعد منتصف الليل.. وانتهت باصدار احكام الاعدام على جميع المتهمين وتنفيذ الحكم في اليوم التالي مباشرة دون منحهم فرصة مقابلة ذويهم او توديعهم وبدون حضور الادعاء العام او رجل دين."

وتقول ارملة احد التجار التي فضلت عدم الكشف عن اسمها عن تفاصيل ذلك اليوم بالقول "فوجئنا بالقاء القبض على زوجي واعدامه في نفس الوقت وصدمنا لانهم اعدموا ، ليس لكونهم مجرمين او خطرين على المجتمع،انما لكونهم تجار مواد غذائية " وتتابع" بعد الحدث عانينا من صعوبات كثيرة على راسها الخوف من تكرار الامر مع بقية افراد العائلة، بالاضافة الى عدم السماح لنا باقامة مجلس عزاء ، كما تخلى عنا اقرب الأصدقاء خوفا على ارواحهم ، وكان هذا اصعب جزء " وتتابع " اصبحنا ننظر بحذر الى كل شيء حتى الى المقربيين والاهل خوفا من مجهول يطرق الباب على حين غفلة ليسوقنا الى كتيبة الاعدام دون ان ندري ما الذي جنته ايدينا، وكنا نشعر بالمراقبة على الدوام".

وقال محمد خليل احد التجار المحكومين بالاعدام انذاك "اقتادتني قوات الامن الى مبنى محكمة مديرية الامن العامة وكان يراسها وطبان ابراهيم الحسن و كان القاضي محي عذاب" واضاف لـ(اصوات العراق) "قدمنا الى محكمة صورية سريعة اصدرت علينا حكما كان قد اتخذ مسبقا ،وهو الاعدام شنقا حتى الموت استنادا الى قرار مجلس قيادة الثورة المنحل رقم 15 في 15/1/1992"

وتابع "تم ترحيلنا في سيارة لانوافذ فيها، خاصة بنقل السجناء الخطرين الى سجن ابو غريب، ثم نودي علينا فرادى وسجلوا الاسم االرباعي واسم الام في شهادة الوفاة وسبب الموت، وهو تنفيذ حكم الاعدام شنقا. بعد ذلك حشرنا جميعا في مكان واحد وبعد وقت قصير بدأ تنفيذ حكم الاعدام بالمحكومين واحدا بعد الآخر" .

وحول الوضع خارج السجن وتاثيره على عوائل التجار قال" تم ابلاغ عوائلنا بتنفيذ حكم الاعدام وصودرت موجودات محلاتنا وشركاتنا ومخازننا في حي جميلة والتي تضم بضائع قيمتها اكثر من مائة الف دولار". واضاف "اول عمليات الاعدام نفذت بالسادة نجاح هادي كبة ورعد طبرة واحمد مال الله وستار صادق وسعدون جبار نادر ولؤي الطائي وسليم ال حمزة واربعة من العاملين معه ،وتبعهم ما تبقى من التجار ، حتى بلغ عددهم اربعون تاجرا."

وعن السبب بقائه مع ثلاثة آخرين ممن حكم عليهم بالاعدام احياء قال " عم جو من الفوضى المكان ولانعلم سببه وبقي اربعة تجار، انا واحد منهم، لم ينفذ بنا حكم الاعدام ،بانتظار ان يتم ذلك في وقت لاحق من اليوم المقبل، لكن الحكم لم ينفذ وبقينا احياء".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عبد الرحمن
2016-06-15
لله و للتاريخ و لارواح الضحايا منفذ الاعدامات اسمه رائد الامن محمد ابراهيم علي الدوري وهو حاليا موظف في ديوان محافظة صلاح الدين
ئازار
2015-05-18
ابوك سجن فى ابو غريب
فلاح صالح مهدي كبة
2014-12-15
يكفي ان تكون جريمة متميزة بالاجرام الكبير الصدامي انها نفذة خلال ساعات جلبو التجار الى غرفة في وزارة الداخلية لاجل المقابله لكن تبين انها محكمة صورية مسرحية مهزله فقط ليستمعو قرار الحكم بالاعدام المتخذ مسبق وتم التنفيذ مباشر هذا كل القصة . الى كل المترحمين والى كل البعثيون جريمة اعدام التجار تكشف حقيقة الاجرام السري كان يمارس في زمن الطاغية
زينب نجاح كبه
2014-09-24
2014 و كل يوم ادعي على الطاغيه صدام بنار جهنم و اتعجب انه للان في ناس تحبه و أتمنى ينحشرون معه في نار جهنم
عبد الله
2008-05-25
السلام عليكم حقيقه انا قرأت الموضوع وانا جدا حزين من يوم الحادثه الى هذا اليوم وهو اعدام نخبه من الناس الاشرف وأول شخص صدمت بأستشهاده هو الحاج جبار نادر الساعدي ومن ثم ولده ستار الله يرحمهم برحمته الواسعه وادخلهم فسيح جناته وكلنا نعرف كيف كان الحاج جبار نادر الساعدي يساعد الناس والفقراء وانا من ضمنهم ولا انسى هذه الفضل طول عمري....لااستطيع ان اكتب بعد لاني حزين جدا لفراقهم
ali jaseb
2008-05-15
الغريب ان هناك فلم مصور للمحكمة المهزلة التي عملها الطاغية لهؤلاء التجار ولكن حكومتنا الرشيدة لم تعرض الفلم على التلفزيون لحد الان !!! هل هناك اوامر من الطاغية بعدم عرض الفلم تنفذه حكومتنا ؟ !!!! هل عجزت قنوات التلفزة عن عرض الفلم , وقد راينا اجزاءا منه على قناة العربية وفي الانترنت .
النجف مهدي ولحدي
2008-04-25
اول تاجر هو المرحوم الشهيد ابو زينب البطل نجاح صالح مهدي حسن كبة كان يستورد الدهن الالفي اخذا ظهرا وتم استلام جثتة صباح اليوم التالي وعليها اثار تعذيب وتشوية للجثة وهنالك قرص سيدي تصور المحكمة المهزلة .وتم مصادرة املاكة والاستيلاء على محلاتة في جميلة شارع المصرف .هناك احياء شهود على الواقعة ومازالوا احياء نرجو منهم ان يتقدموا للمحكمة ليشهدوا بالحق .نقول نحن الذين نفتخر بان منا الشهداء سوف نريد ان يطبق القانون والحق ليعرف العالم اجمع مدى العدالة التى تعلمناها من ال البيت(ع) واللة شهيد على مانقول
ام احمد
2008-04-07
اتذكر ذلك اليوم المشؤؤم عندما استيقظ والدي الله يرحمه صباحا وكان قبل عدة ايام قادم من الحج وكان بقافلة الحاج رعد طبرة رحمه الله( الاخيرة قبل وفاته بايام) وبصحبة عدد من التجار الذين يخافون الله انذاك واتصل به احد وقالو له ان اكثر من 40 تاجر قد اخذوا من السوق بسيارات الامن الاقتصادي وتم اعدامهم بعدها وطلبو من اهلهم الله يعينهم لايقومون بمراسم العزاء فتيتموا اولادهم وترملت نساءهم بل احيانا اخذو الابن والاب كما حدث مع الحاج لطوفي وابنه رحمهم الله ولكن الله لايترك الظالم ولا المظلوم والناصر هو الله
رشيد الخفاجي
2008-03-25
والله اتمنى ان يكون لسيد حسن حسين ابو رحيم يقف بلمحكمة وياخذ حقه لاانه مظلوم http://www.bahrainonline.org/showthread.php?p=1478981#post1478981 (وهذا السايت لمظلوم ومعاناته الحقيقه ولااحد يرحمه من العوز وهذا سايت اخر للمعانته (http://www.tariq-karbala.net/?id=246 ) ارجوكم ساعوه لاانه بلحقيقه مظلوم مظلوم ولااحد يهتم باامره والسفاره بهولندا لاتهتم فيه لاانه ليس كردي صدقوني
حسن حسين حسن: أحد ضحايا صدام ، قطع يدي بسبب التجار
2008-03-16
انا احد هؤلاء الضحايا اعاني الامرين ، هل حقا سوفه اقف بوجوه الطغات واخذ حق يدي لااصدق لاانني اعطيت افادتي ولكن سفارتنا العراقية مع الاسف لم تدفع لي مبلغ تذكرة السفر ، قسم بشهداء العراق ودمائهم التي رفضة البعث سوفه أتي سحفا واعطي افادتي امام جميع العالم بلا خوف وتردد ، وسوفه اطالب البعث جميعا بااعادة يدي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك