متابعة ـ سرى العبيدي||
دعت صحيفة “واشطن بوست” الأمريكية، إلى عدم السماح للإمارات بممارسة الدور الذي مارسه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مشيرةً إلى أن تطبيع في العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والإمارات يدعو إلى الاحتفال في منطقة لم تتوقف الأخبار السيئة عن الخروج منها.
واستدركت الصحيفة الامريكية “لكنها لحظة تدعو للحذر، خاصة في ضوء دور الإدارة الديكتاتورية- الصديقة التي يلعب بها ولي العهد السعودي المتهور والقاسي محمد بن سلمان. فولي العهد في أبو ظبي، محمد بن زايد، ليس محمد بن سلمان، وقبل أن تقرر واشنطن تقديم الدعم اللامشروط لديكتاتورية عربية أخرى عليها أن تكون واضحة حول ما تريده من العلاقة وكيف ستستخدم نفوذها على الإمارات للتوصل إلى النتائج”.
· زعيم شرق أوسطي
وأشارت إلى أن غير ذلك فإن فأمريكا ستضع نفسها في يد زعيم شرق أوسطي جديد يتلاعب بالولايات المتحدة ويستخدمها لمصالحه بشكل يضعف قيمها ومصالحها، لافتةً إلى أن اتفاقية السلام التي تم التوصل إليها في آب/ أغسطس بين إسرائيل والإمارات، البلدين اللذين لم يكونا في حالة حرب، استثنائية في كتب تاريخ اتفاقيات السلام.
وتابعت: “محمد بن زايد في سن الـ59 وهو ضعف عمر محمد بن سلمان وأذكى منه مرتين. فهو لم يقنع فقط (حسب الكاتبين) رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتأجيل ضم أراض في الضفة الغربية ولكنه شحم العجلات لكي تبيع له الولايات المتحدة مقاتلات أف-35 ووضع نفسه لكي يكون أهم حليف للولايات المتحدة في المنطقة”.
وأكملت الصحيفة: “حاول محمد بن زايد تحويل الإمارات الغنية بالغاز والنفط إلى مركز قوة إقليمية ووسع تأثيره في ليبيا والقرن الأفريقي وجنوب اليمن متجنبا الأخطاء التي ارتكبها نظيره المتهور والمندفع محمد بن سلمان”.
وإلى جانب أستراليا كانت الإمارات البلد الوحيد من الدول غير الأعضاء في الناتو أرسلت قوات ساعدت الأمريكيين في أفغانستان وفتحت قواعدها الجوية للجيش الأمريكي. ولكن الإمارات رغم تعاونها مع الأمريكيين طبقت نظام رقابة صارما على سكانها وهناك غياب في الحريات، خاصة حرية الصحافة والتعبير والتي أعطتها تصنيف “غير حرة” حسب “فريدم هاوس” ولدى الإمارات سجل رهيب في معاملة العمالة الوافدة. كما ولدبي سمعة دولة سيئة كمصدر لغسيل أموال العناصر الفاسدة والإجرامية، وفق الصحيفة.
· دور إماراتي رئيسي
ويلعب الإماراتيون دورا رئيسيا في تغذية النزاع العسكري ضد الحكومة التي تدعمها الولايات المتحدة والأمم المتحدة في طرابلس. ورغم سحب قواتهم من اليمن إلا أنهم يواصلون التأثير على الوضع من خلال الجماعات الوكيلة عنهم. وتعاونوا بشكل وثيق مع السعودية للضغط على قطر، وهي شريك أمني آخر لأمريكا في الخليج.
وترى الصحيفة، أن إدارة ثانية لترامب لن تغير شيئا سوى زيادة التملق لمحمد بن زايد. لكن إدارة بقيادة جوزيف بايدن لديها الفرصة لكي تضغط على الأزرار وتعيد تشكيل العلاقة. فبدلا من الوقوع في مصيدة محمد بن سلمان ستراقب بحذر الإمارات.
وأكملت: “طالما ظلت إدارة ترامب تتعامل مع محمد بن سلمان الذي وضع أمريكا في وضع العاجز فإنه سيواصل تصرفاته المتهورة لمعرفته أن الإدارة ستنظر للجانب الآخر وتحاول تجاوز القوانين لكي تبيع السلاح إلى السعودية”.
واستطردت: “بهذه الطريقة أصبحت الولايات المتحدة متواطئة بانتهاكات السعودية لحقوق الإنسان في اليمن وقتل خاشقجي. ويجب أن تكون معاملة إدارة لبايدن الإمارات بناء على حقيقتين: المصالح والقيم الأمريكية وتختلف الإمارات في هذه الحقيقة عن أمريكا في ملامح كثيرة، أما الثانية فلن تتحول الإمارات إلى دولة وكيلة لأمريكا وتقود طليعة من العرب لمواجهة إيران أو التطبيع مع إسرائيل. ولو لم تمض صفقة أف-35 وعاد نتنياهو للضم فسيغير محمد بن زايد موقفه”.
· مساعي ابن زايد
وقالت الصحيفة: “نعرف ماذا يريد بن زايد منا، الاعتراف بدوره الذي رسمه لنفسه، أي الزعيم الجديد للخليج بما في ذلك دعم السياسات المفضلة للإمارات في المنطقة ومنفذ بدون شروط على سوق السلاح الأمريكي”.
وأكملت: “السؤال هو ما تريده أمريكا منه وكيف ستستخدم أمريكا نفوذها لتحقيق أهدافها؟ ويجب على أمريكا استخدام صفقات السلاح المتفوق إلى الإمارات لممارسة أقصى ضغط للحد من انتهاكات حقوق الإنسان فيها والدفع باتجاه وقف حرب اليمن والتراجع عن لعبة الإكراه ضد قطر والضغط على السعودية للحوار مع إيران، فتساعد على تخفيف المواجهة التي تعتبر مصدرا لعدم الاستقرار بالمنطقة”.
وأضافت الصحيفة: “راقبنا في السنوات الأخيرة وبرعب إدارة ترامب وهي تعطي السعوديين صكا مفتوحا للقمع في الداخل وخلق أكبر كارثة إنسانية في اليمن والتصرف بدون اعتبار للمصالح الأمريكية بالمنطقة. ولا تستطيع الولايات المتحدة ويجب ألا تسمح بنفس التصرف مع الإمارات. وعلى الإدارة الجديدة إظهار استعدادها للدفاع عن المصالح والقيم الأمريكية”.
ـــــ
https://telegram.me/buratha