فيما تمضي القيادة السورية وحلفائها الاقليميين بخطى وطيدة دفاعاً عن ثوابتها وملفاتها القومية والوطنية من فلسطين والجولان وصولا الى الداخل السوري الخاصة بالدستور والسيادة ووحدة الاراضي ، تحركت القيادة الروسية في اندفاعتها الجديدة الاقتصادية السياسية نحو دمشق من اجل وضع ملامح مرحلة مستجدة لابد منها في مواجهة تحولات شرق المتوسط المتلاحقة... مصادر واسعة الاطلاع على مطبخ صناعة القرار الروسي تقول بان الوفد الروسي الكبير الذي زار دمشق في الساعات الماضية برئاسة نائب رئيس الوزراء بيسلوف و كل من رئيس الديبلوماسية الروسية لافروف و السيد بوغدانوف باعتباره نائب وزير الخارجية المكلف بالمنطقة حمل معه ورقة سياسية اقتصادية متكاملة تحمل ثلاثة بنود مرحلية اساسية فيها مصلحة دمشق اولا ومن ثم لكل من موسكو وحلفاء دمشق الاخرين ايضا وهي التالية : اولا : تجميد الميادين السورية والصراعات السياسية من الان الى حلول الصيف المقبل بهدف انجاح الاستحقاق الانتخابي الرئاسي السوري بحيث تجري الانتخابات في اوسع المحافظات والاراضي السورية بشكل قوي داخليا ومقبول دستوريا ويكبل ألسنة المجتمع الدولي المتطلب والمعاند .. في هذه الاثناء تقوم الدول الضامنة في آستانة بتثبيت مناطق خفض الصراع في ادلب وتعزيز الانجازات فيها كما تضمن روسيا احتضان الورقة الكردية والمعارضات " المعتدلة" باتجاه ضبط اندفاعتها تحت مظلة الدولة الوطنية السورية. ثانيا: ضخ الدم في دورة اعادة بناء الاقتصاد السوري انطلاقا من حقول النفط والغاز غير المنتجة بعد ولكنها الجاهزة بالمسح الجيولوجي من خلال تنشيط العمل فيها تحت مظلة روسية حفاظا على حقوق الطاقة السورية من ان تذهب سدى او ان تتعرض للضياع وسط صراعات الطاقة شرق المتوسط التي تتناهشها القوى الاقليمية والدولية الطامعة بثروات المتوسط الهائلة .. تجدر الاشارة مثلا الى ان بئرا واحدة من النفط في الحقل ١٤ شمال طرطوس يحتوي على كميات يقال انها ثلاثة اضعاف انتاج الكويت .. ثالثا: ادراج سورية كلاعب اساسي وتنشيط دورها وحقها القومي والاقليمي والعالمي في الدفاع عن امن واستقرار المتوسط ، وهو ما تراه روسيا بانه ينبغي ان يصب في اطار "تحالف المصلحة الواسع " مع تركيا عملياً ومن معها بضمانة روسية لمواجهة ما يسمونه بديل خط نابوكو الذي دمرت سورية من اجله( كان يراد ان يمر من سورية بديلا لخطي الغاز الروسي والايراني لاوروبا ) واليوم انتقل ليكون عبر الكيان الصهيوني بالتعاون مع مصر وقبرص واليونان وبرعاية فرنسية وناتوبة( الناتو) ... وتعتقد موسكو في هذا الاتجاه بان مثل هذا التحالف الموسع من شانه ان يوقف الاندفاعة الاستعمارية الفرنسية ضد لبنان وامتدادا الى السواحل الليبية .. الاهم من كل هذا فان موسكو ورغم اولوية مصالحها الاقتصادية ترى بان مثل هذه الخطوات الثلاثة: اي تثبيت خطوط الميدان ، وتنشيط الاقتصاد السوري عبر مظلة الطاقة الروسية ، وتحالف الطاقة الموسع ضد الاندفاعة الفرنسية الغربية ، من شأنه ان يمرر السنة الاصعب اقتصاديا وسياسيا على سورية في ظل الحصار الامريكي ، باقل الخسائر فضلا عن تثبيته لحكم الرئيس المقاوم بشار الاسد السيادي والقوي على عكس ما يروج الغرب الاستعماري بان موسكو تبحث عن فيدرالية او حكم انتقالي او اعادة بناء سورية بتفصيل معاد للعروبة ...! وهو ما نفاه رجال الاقتصاد والديبلوماسية الروسية بشكل واضح وصريح في مؤتمرهم الصحفي المشترك مع الوزير وليد المعلم يوم امس في دمشق. مرة اخرى علينا كدول وقوى محور المقاومة التسريع في اعادة رسم خطوط دفاعاتنا الداخلية الوطنية والقومية والحضارية بالصلابة اللازمة حتى نخفف دفع اثمان تحالفات الامر الواقع التي تفرضها الاحداث المتسارعة...! والاهم من ذلك اعادة ترميم وتدعيم وتعزيز محور المقاومة وهو السلاح الامضى والقاطع امام كل التحديات. وحدة الدم ووحدة الساحات بوجه ما يراد لنا من مشاريع سايكس بيكو جديدة او للتقليل من اطالة صراعنا مع العدو الرئيسي بسبب حاجاتنا الخارجية التي لابد منها حتى لصديق معتمد مثل روسيا ... بعدنا طيبين قولوا الله
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha