سمارا
لقد تعاطف جميع العراقيين بمن فيهم انا شخصيا مع قضية المختطفة او المختفية او المعتقلة الألمانية هيلا مويس وتناولنا قضيتها اعلاميا حالها الكثير من حالات الاختطاف التي تردنا و نسمع بها و نتابعها و نسلط الاضواء عليها ..
فكانت ردود أفعالنا جميعا مطالبة بإطلاق سراحها كون أغلب الناس يعرفها كناشطة في مجال حقوق الإنسان ومساعدة الفقراء وبعضهم قام بنشر صوره معها ...
كما طالب الحاج ابو علي العسكري عبر صفحته الشخصية الرسمية في تويتر و مواقع أخرى بإطلاق سراح المختطفة الالمانية الناشطة مويس و الذي هدد و توعد بالكشف عن الجهة و اسماء الخاطفين اذا لم يتم اطلاق سراحها خلال اربع ايام ...
وهو امر بديهي ان نتعاطف مع قضية خطف كوننا شعب اجتماعي طيب غيور مضايف يحب الاجانب لا نحمل الضغينة لأحد نحب الحياة و السلام ...
و قطعا فان هذه الامور لم تأتي من فراغ إنما هي نابعة من إنسانيتنا المستمدة من ديننا و من نبينا نبي الرحمة محمد صلى الله عليه و آله وسلم ومن أخلاقنا العشائرية العراقية الأصيلة و مبادىء عقيدتنا التي استلهمنا دروسها من أئمتنا قادتنا سلام الله عليهم ...إضافة إلى أن هذا التعاطف والمطالبة بإطلاق سراح المختطفة و التي تبين فيما بعد انها معتقلة اثبت حسن سريرتنا تجاه الاخرين و ان جميع التهم و قضايا الخطف بما فيها قضية خطف الناشطة هيلا و التي وجهها البعض للحشد الشعبي وحاول ألصاقها بفصائل المقاومة (كتائب حزب الله تحديدا ) هي قضايا باطلة و كاذبة الغاية منها تأليب الشارع العراقي ضد الحشد و المقاومة و تشويه صورتهم ..
فحقد البعض الأعمى تجاه الحشد جعلوا منه شماعتهم التي يعلقوا عليها كل ما يجري بالعراق من كوارث بل و حاولوا ألصاق كل جريمة خطف وقتل و اغتيال بدون اي دليل بتلك الفصائل التي هي بريئة منها براءة الذئب من دم يوسف ....
لقد تعاطف الكثير منا مع قضية هيلا التي تصورها العراقيون بأنها انسانة بريئة تساعد فقراء الشعب ولم يكن في بال أحد ان وراء هذه الشخصية ذئب مفترس يدبر لنهش أجسادنا متى ما سنحت له الفرصة و لم يكن أحد يعلم بأنها جاسوسة كبيرة تخطط لتدمير العراق إلى أن انتشر تقرير عنها مجهول الكاتب و المصدر في مواقع التواصل الاجتماعي ليكشف حقيقتها !!! وانها جاسوسة استطاعت اختراق مجتمعنا وشبابنا و وطننا عن طريق كردستان ليتم زرعها في قلب العاصمة بغداد !!!
وانها تعيش على ارض العراق بلا اقامة رسمية وما إلى ذلك من المعلومات التي صدم بها الجميع حتى الاعلام !! ونستغرب كيف يمكن لأجنبية مجهولة الهوية والعمل و الانتماء أن تعيش لثمان سنوات في العراق تمارس فيه مختلف الاعمال بلا تصريح إقامة رسمي ؟!!
و كيف تمكنت من العمل في العراق لمدة ثمان سنوات دون أن يعلم احد حقيقة عملها و انتماءها والجهات التي خلفها ؟؟ وما نوع و مدى علاقتها بالمسؤولين و الشخصيات السياسية ؟! ومن هي الجهات والمسؤولين المتعاونين معها والذين كانوا يمدوها بالمعلومات ؟؟ ومن سهل لها امر الحصول على العمل و السكن المترف في العراق و الذي يصعب الحصول عليه حملة الشهادات العليا من ابناء البلد ؟؟ ومن هي الجهة الخاطفة ولماذا ؟ واين المعتقلين الخاطفين الذين ألقت الأجهزة الأمنية القبض عليهم أثناء عملية تحريرها المزعومة ؟ ولماذا تحاول الحكومة فبركة و تحويل قضية الاختفاء او الاعتقال الى قضية اختطاف !!! ولماذا تحاول الجهات الحكومية ألصاق قضية الاختطاف هذه بكتائب حزب الله تحديدا رغم اثبات براءة هذه الجهة من هذه التهمة وثبت براءتهم حينما طالب الحاج ابو علي بإطلاق سراحها عندما كنا جميعا مخدوعين بها متصورين انها مجرد ناشطة لا اكثر قبل انتشار تقرير يكشف حقيقتها كجاسوسة !!! ولماذا اصرار الحكومة هذا لألصاق تهمة اختفاءها بالمكون الشيعي حصرا على لسان الناطق باسم وزارة الداخلية سعد معن و غيره من منتسبي الاجهزة الامنية بأن اثناء عملية تحرير المختطفة وجدت بهيكل في منطقة الرصافة لماذا هذا التركيز على منطقة الرصافة تحديدا !!!
ثم ان جميعنا شاهد فيديو لحظة اختطافها وشاهدنا كيف ان اكثر من سيارة حديثة قامت بعملية الخطف وسط بغداد و امام انظار الناس و الكاميرات وهذا معناه ان الجهات الخاطفة هي جهات متمكنة ماديا و معنويا و ان لديها اماكن خاصة ومحصنة لأخفاء المختطفين وهذا لا يتناسب مع تصريح وزارة الداخلية بأن المخطوفة وجدت بخربة او هيكل ان هذه القضية كيفما تكون لا يمكن الاستهانة بها ولا يمكن تركها ان تمر مرور الكرام دون محاسبة المقصرين بهذا الجانب و المتسترين عليها ...
كما و نطالب اجهزتنا الأمنية بإعادة النظر بجميع قضايانا الامنية التي يتوقف عليها امن المواطنين وسيادة البلد و نطالب بتدقيق اوراق جميع الوافدين (الشخصية و أوراق العمل) و جوزات سفر جميع الاجانب الموجودين و المترددين على العراق وتدقيق تصاريح الإقامة الخاصة بهم و اعتقال كل من يشتبه بممارسته اعمال مشبوهة و ترحيل كل من لا يملك تصريح الإقامة القانونية و الرسمية وتفعيل قانون محاسبة و متابعة كل الاجانب الموجودين ومتابعة و مراقبة أعمالهم و انتماءاتهم و حساباتهم البنكية ومصادر تمويلهم ومبالغهم المالية الصادرة و الواردة و جميع نشاطاتهم و اعمالهم و تحركاتهم لمنع تكرار قضية هيلا التي لعبت بالعراقيين هيلا هوب طوال ثمانية سنين و بلا تصريح إقامة !!! .