فهد الجبوري ||
يواجه الرئيس الأمريكي تحديات داخلية خطيرة قد تطيح بحلمه في الفوز بدورة رئاسية ثانية في الانتخابات المقبلة في الثالث من نوفمبر /تشرين الثاني القادم .
ومع اقتراب الاستحقاق الانتخابي يجد ترامب نفسه محاطا بأزمات سياسية واقتصادية وصحية قد تقلب عليه الطاولة ويفقد تدريجيا التأييد الشعبي حتى في أوساط ناخبيه التقليديين الذين أوصلوه الى السلطة في انتخابات عام ٢٠١٦.
وقد منيت حملته الانتخابية بنكسة خطيرة في أول إختبار لها بعد ثلاثة أشهر من التوقف بسبب جائحة كورونا وما ترتب عليها من إجراءات الحظر والعزل في المدن الأمريكية .
وظهر ذلك واضحا في الحضور المتواضع لانصار ترامب في مدينة تولسا بولاية اوكولاهاما التي اختارها ترامب مكانا لينطلق منها في حملته الانتخابية ، حيث أكدت وسائل الاعلام الأمريكية أن الأشخاص الذين حضروا لم يتجاوز عددهم ٦ آلاف وشوهد المكان المخصص للفعالية الانتخابية خاليا في حين أنه يستوعب ١٩ ألف شخص .
وكان ترامب يتباهى على تويتر أن مايقرب من مليون شخص قد طلبوا تذاكر لحضور الفعالية .
وعلى أثر هذا الفشل الكبير ، وجه ترامب نقدا شديدا للمسؤولين عن ادارة حملته الانتخابية الذين حاولوا إلقاء اللوم على ماوصفوه بقيام المحتجين بإشاعة جو عدائي ومنع أنصار الرئيس من الوصول الى القاعة التي استضافت التجمع .
لكن صحافيين في المكان فندوا هذه المزاعم وقالوا انهم لم يلاحظوا مشكلات أعاقت دخول أنصار ترامب الى القاعة .
وكانت تقارير أفادت أن مراهقين ناشطين على تطبيق "تيك توك" قاموا بحجز عدد كبير من التذاكر بدون أن تكون لديهم نية حضور التجمع لضمان وجود مقاعد شاغرة في القاعة ، وهذا يشكل تحديا جديدا لحملة ترامب الانتخابية ، حيث ان مواقع التواصل الاجتماعي دخلت كطرف قوي في توجيه بوصلة الرأي العام الأمريكي في الانتخابات القادمة .
لقد أظهر الحضور المتواضع لأنصار ترامب في مدينة تولسا حجم المشاكل التي تواجه حملته الانتخابية ، خاصة وان ترامب مهووس بالحشود الكبيرة ،إذ يتفاخر باستمرار بحجم المشاركة في التجمعات التي ينظمها مقارنة بتجمعات جو بايدن منافسه الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية المقبلة .
ومازال ترامب يتخلف عن بايدن بمعدل عشر نقاط وفق استطلاعات رأي حديثة شملت كامل البلاد نسقها موقع "Real Clear Politics” المختص في تجميع بيانات الاقتراع .
هذا وقد لاحظ المراقبون ان ترامب لم يوفق في خطابه الذي استغرق ساعتين ، ولم ترد فيه أي خطة عمل أو استراتيجية واضحة لكيفية مواجهة التحديات التي تواجه الولايات المتحدة في مجالات الاقتصاد والبطالة المتفاقمة والصحة وجائحة كورونا أو في مجال العلاقات الدولية ، بل كان في معظمه هجوما ضد خصمه الديموقراطي بايدن الذي وصفه بأنه "دمية" بيد "اليسار الراديكالي"، محذرا من أنه "إذا انتخب بايدن فهو سيسلم بلدكم لعصابات اليسار الراديكالي".
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha