التقارير

ترامب المتناقض..فنزويلا نموذجا  

1566 2020-06-23

فهد الجبوري

 

لم يشهد التاريخ الأمريكي رئيسا غبيا ومتقلبا ومزاجيا ومتناقضا مثل الرئيس الحالي دونالد ترامب الذي أوصله اليمين المسيحي المتطرف الى سدة الحكم بالرغم من عدم تمتعه بالمواصفات التي ينبغي توفرها بالشخصية التي تصل الى البيت الأبيض .

وهناك أمثلة كثيرة على تخبط ترامب وتقلبه في ميدان السياسة الخارجية ، وبسبب قراراته ومواقفه المتناقصة ألحق دمارا كبيرا بمصداقية الولايات المتحدة على المستوى العالمي ، حتى أن أقرب حلفاء أمريكا باتوا يضيقون ذرعا من سياسات ترامب المتخبطه والمتناقضة .

انسحاب ادارة ترامب من اتفاقية باريس للمناخ والاتفاق النووي مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتنصلها من التزاماتها فيما يخص قضايا دولية أخرى كلها نماذج واضحة على هذه السياسات ، وقد جاء كتاب المستشار الأمريكي السابق للأمن القومي جون بولتون ليكشف المزيد من تناقضات وتقلبات ترامب في السياسة الخارجية مؤكدا أن كل مواقف وقرارات ترامب لا تحركها مصالح الولايات المتحدة ، وإنما حسابات إعادة انتخابه لدورة رئاسية ثانية.

مواقف ترامب المتقلبة إزاء فنزويلا خير شاهد على فشل ترامب وادارته ، فقد أعلن ترامب في مقابلة الأحد ٢١ يونيو /حزيران انه سيدرس لقاء الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو ، وقلل من أهمية القرار الذي اتخذه في وقت سابق بالاعتراف بزعيم المعارضة خوان غويادو رئيسا "شرعيا" للبلاد .

وكان ترامب قد هدد بالتدخل العسكري في فنزويلا في خضم الأزمة السياسية في هذا البلد وقال في لقاء مع شبكة CBS الأمريكية في فبراير/شباط الماضي ان التدخل العسكري في فنزويلا قيد الدراسة مشيرا الى أن مادورو طلب لقاءه لكنه رفض معتبرا "ان الوقت قد مضى ولم يعد ذلك متاحا لأن عملية التغيير قد بدأت".

كما ان ادارته عرضت مكافأة قدرها ١٥ مليون دولار لقاء أي معلومات تتيح إعتقال مادورو ، وهذا ما صرح به وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو.

ولم تفلح الضغوطات الكبيرة التي مارستها ادارة ترامب على فنزويلا ومنها الحصار الاقتصادي ودعم المعارضين في تحقيق أهدافها ، بل هناك شعور متزايد بالإحباط جراء اخفاق هذه الإدارة وفشلها في الإطاحة بمادورو الذي نجح في تحدي الغطرسة الأمريكية وإجبار البيت الأبيض على التراجع .

إن تراجع ترامب عن قراراته السابقة إزاء فنزويلا واستعداده للقاء الرئيس الفنزويلي ليس فقط قد أسقطت الأكاذيب التي ساقتها ادارته ضد فنزويلا ، وإنما أكدت فشل العقوبات الاقتصادية واجراءات حصار الدول وتجويع الشعوب وهذا نراه واضحا في فشل العقوبات الأمريكية المفروضة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي نجحت وفي تحد كبير لإدارة ترامب ان توصل المساعدات الإنسانية الى الشعب الفنزويلي ، كما أن ما يسمى " بقانون قيصر " الذي يفرض عقوبات اقتصادية ومالية وتجارية على سوريا سيلقى نفس المصير لان إرادة الشعوب دائما هي الأقوى


ــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك