تقرير ـ ألواح طينية
بينما تقترب المهلة الدستورية لتشكيل الحكومة الجديدة وكسب ثقة البرلمان ساعاتها الأخيرة، تستمر الحوارات بين الأطراف السياسية للتوصل إلى اتفاق، لمن مصادر تقول إن الأمور بدأت تتفلت من يد رئيس الوزراء المكلف والكتل الداعمة ووصلت مجريات الحوارات بعضها إلى طريق مسدود”.
من المقرر أن يعقد مجلس النواب يوم غد الأحد جلسة استثنائية لمنح الثقة لحكومة محمد توفيق علاوي، وذلك بعد أن وافقت رئاسة البرلمان على تأجيلها يوم واحد بطلب من رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي.
النائب في البرلمان، صادق السليطي، اعتبر تأجيل جلسة منح الثقة محاولة للمساومة والضغط للحصول على وزارات من علاوي، قائلا إن أغلب الكتل التي كانت تدفع بالتأجيل تهدف لإعطاء فرصة للتفاوض”، مبينا أن “ظروف الـبلد الحالية تستوجب تسمية مرشح لتسيير الأمور وإخراجه من دوامة المشكلات فضلا عن خطورة المؤشرات وانتشار مرض كورونا.
نائب آخر في في البرلمان، وهو كاطع الركابي، قال إن عدم تضمن البرنامج الحكومي موعدا للانتخابات المبكرة من أسباب تأجيل الجلسة، معتبر إن “الكابينة الـوزاريـة لم تمرر ما لم تكن هناك تغييرات جوهرية لان كثيرا من الكتل السياسية أًصبحت لديها عقدة مع علاوي وليس الكابينة نفسها”.
رغبة أمام الإعلام وتنصل على أرض الواقع
وبينما تقترب المهلة الدستورية لتمرير الكابينة الوزارية ساعاتها الأخيرة، يقول نائب في البرلمان، إن القوى السياسية تبدي رغبتها بتمرير الكابينة أمام الإعلام وعلى أرض الواقع تتنصل.
وانتقد عضو مجلس الـنـواب ريـاض المسعودي، “تغليب المصلحة الشخصية على مصلحة الوطن وبـالـتـالـي إفـشـال الجلسة الاستثنائية”، مشيرا إلى أن “الكتل السياسية لم تكن لديها الرغبة في تمرير الكابينة الوزارية”.
وأضـاف المسعودي أن “أغلب القوى السياسية اعتقدت ان هذه الحكومة لم تشترك فيها ولم يكن لها تمثيل بها وبالتالي تم تغليب المصلحة الشخصية على مصلحة الوطن”.
كما رأى النائب صادق السليطي إن أن الكتل التي أفشلت تمرير الكابينة الوزارية لمحمد علاوي كان هدفها الإبقاء على وزارتها بالحكومة المستقيلة، وأضاف أن “فريقاً من المكون السني طلب وزارات بعينها لتكون له، في حين كان لدى المكون الكردي مطالب للتفاوض مع علاوي، الا ان رئيس الوزراء المكلف لم يكن مرناً مع تلك المطالب وانه لم يغبن أي مكون في تشكيلته”.
الحوارات تصل لطريق مسدود والمعسكر المعارض يتسع
وفي السياق نفسه كشف مصدر سياسي، ان الحوارات مع بعض الكتل بشأن تشكيل الحكومة وصلت لطريق مسدود، وأشار إلى إن المعسكر المعارض بدأ يتسع.
وقال المصدر إن “الأمور بدأت تتفلت من يد رئيس الوزراء المكلف محمد علاوي والكتل الداعمة له بشكل واضح”، مبينا إن “مجريات الحوارات الحالية وصل بعضها مع عدة كتل إلى طريق مسدود تقريباً”.
وأضاف ان “علاوي لم يتوصل إلى أي تقارب مع الكرد حتى الآن، كما أنه أخفق في حلحلة الأزمة مع تحالف القوى العراقية، بينما فشلت جهود الكتل الداعمة له، بإقناع الكتل التي انقسمت عنها وتخلت عن دعم علاوي”، لافتا الى ان “المعسكر المعارض لعلاوي بدأ يتسع”.
واكد ان “هذا الانقسام الواضح دفع علاوي لطلب تأجيل الجلسة كفرصة أخيرة، أشبه ما تكون فرصة الوقت الضائع”، موضحا ان “علاوي يحاول اليوم أن يجري عدة لقاءات، وسيركز على الجانب الكردي محاولاً كسبه، لكن جهوده قد تبوء بالفشل، مع الحديث عن مرشحين جدد كبدلاء عنه قد يتم طرحهم”.
اعتراضات الكرد وتحالف القوى
وفيما يتعلق بطبيعة الاعتراضات على كابينة علاوي، قالت النائبة عن الحزب الديمقراطي الكردستاني خالدة خليل، ان “اعتراضنا ليس على شخص رئيس الوزراء المكلف، لكن على آليات تشكيل الحكومة المتبعة”، مبينة ان “المنهاج الحكومي كان فيه خلل كبير ويبدو انه كتب على عجالة وفيه نقاط وملامح غير واضحة، وتركت النهائيات مفتوحة في العديد من القضايا المهمة والحساسة ومنها قضية الانتخابات المبكرة ومطالب المتظاهرين”.
وأضافت خليل، ان “الوزراء الذين جاء بهم لم يكن هنالك توافق عليهم، خاصة ان التوافق هي من ضرورات العمل السياسي في نجاح اي حكومة على اعتبار ان العراق بلد مكونات وهذا الامر يختلف عن المحاصصة بل هو جزء من مراعاة التمثيل للمكونات”، لافتة الى ان “هنالك حقوق دستورية لاقليم كردستان واستمرار الحوار بين بغداد والاقليم لن يكون ناجحا اذا لم يكن وفق الاطر والحقوق الدستورية التي وصلت الى مراحل متقدمة”.
أما تحالف القوى العراقية، فقد أكد ان خلافه مع رئيس الوزراء المكلف محمد علاوي لا يتعلق باختيار الوزراء السنة بالتشكيلة الحكومية الجديدة.
وقال النائب عن التحالف، محمد الكربولي، إن “خلافنا مع علاوي هو ليس مثلما يشاع في وسائل الإعلام بأننا نريد أن نتولى نحن ترشيح وزراء المكون السني بل إن أصل الخلاف يتعلق بالمنهاج الحكومي”، وأضاف أن “المشكلة ليست في الوزراء ولا يهمنا هذا الأمر لكننا وجدنا أن منهاجه الحكومي غير واضح وعائم ولا يلبي طموح مناطقنا التي تضررت كثيرا بسبب الإرهاب أو قضايا أساسية بالنسبة لنا مثل النازحين والمغيبين والمختطفين”.
وأردف الكربولي: “فضلا عن عدم تحديده موعدا واضحا لإجراء الانتخابات المبكرة التي نصر عليها بما في ذلك حل البرلمان قبل الموعد بشهرين”.
https://telegram.me/buratha