د. صلاح عبد الرزاق
التحذير من المندسين والمخربين
بالنظر لحدوث مظاهر عنف سقط فيها شهداء وجرحى بين القوات الأمنية أو الاعتداء على الممتلكات العامة بالحرق والتخريب في بغداد والمحافظات حتى وصل إلى حرق بيوت المسؤولين وترويع عائلاتهم ، وحرق مرقد الشهيد محمد باقر الحكيم ، وقتل وذبح مواطنين في الشوارع ، بل وحتى الجرحى في الاسعاف يجري إنزالهم وقتلهم، فقد سعت المرجعية إلى ايقاف سفك الدماء ومنع حرق المباني من خلال التحدذير للجميع. وطالما برر المتظاهرون بأن حدوث أعمال الحرق والعنف والتخريب تعود لوجود مندسين بين المتظاهرين.
عندما طلبت المرجعية من المتظاهرين السلميين أن يعزلوا أنفسهم عن المخربين الذين لديهم أجندات خاصة لا علاقة لها بالتظاهرات أو مطالبها. فقسم منهم يمارس عمليات تصفية ضد جهات معينة وسط الفوضى الجارية. ومن الضروري تشخيصهم كي تجري ملاحقتهم ومحاسبتهم بموجب القانون.
- في خطبة جمعة كربلاء في 29 تشرين الثاني 2019 أكدت على (رعاية حرمة الأموال العامة والخاصة، وضرورة أن لا تترك عرضة لاعتداءات المندسين وأضرابهم، وعلى المتظاهرين السلميين أن يميّزوا صفوفهم عن غير السلميين ويتعاونوا في طرد المخربين ـ أياً كانوا ـ ولا يسمحوا لهم باستغلال التظاهرات السلمية للإضرار بممتلكات المواطنين والاعتداء على أصحابها).
- في خطبة جمعة كربلاء في 6 كانون الأول 2019 طالبت المرجعية بضرورة التعاون مع القوات الأمنية لضبط الوضع الأمني وحماية المتظاهرين وكذلك حماية الممتلكات العامة والخاصة، وملاحقة المخربين ممن يتحرك وكانه متظاهر حقيقي. إذ شددت المرجعية على أنه ( ينبغي العمل على أن ترجع الامور الى سياقها الطبيعي في جميع المناطق من تحمل القوى الأمنية الرسمية مسؤولية حفظ الأمن والاستقرار وحماية المنشآت الحكومية وممتلكات المواطنين من اعتداءات المخربين، مع التزامها بالتصرف بمهنية تامة في التعامل مع كل الاعمال الاحتجاجية لئلا تتكرر مآسي الاسابيع الماضية).
- من جانب آخر أدركت المرجعية أن أعمال العنف والحرق والتخريب التي يقوم بها المندسون تحت أنظار المتظاهرين دون أن يردعوهم عن ذلك ، سيؤدي إلى تقليص الجمهور المؤيد للمتظاهرين ومطاليبهم . الأمر الذي يشوه سمعة المتظاهرين ويفقدون تضامن الشعب معهم ، وبالتالي تفشل حركتهم وتضحياتهم. إذ أوضحت المرجعية هذا الأمر بقولها أنه (لا شك في أن الحراك الشعبي اذا اتسع مداه وشمل مختلف الفئات يكون وسيلة فاعلة للضغط على من بيدهم السلطة لإفساح المجال لإجراء اصلاحات حقيقية في ادارة البلد، ولكن الشرط الاساس لذلك هو عدم انجراره الى أعمال العنف والفوضى والتخريب، فانه بالإضافة الى عدم المسوغ لهذه الاعمال شرعاً وقانوناً ستكون لها ارتدادات عكسية على الحركة الاصلاحية ويؤدي الى انحسار التضامن معها شيئاً فشيئاً، بالرغم من كل الدماء الغالية التي أريقت في سبيل تحقيق اهدافها المشروعة، فلا بد من التنبه الى ذلك والحذر من منح الذريعة لمن لا يريدون الإصلاح بأن يمانعوا من تحقيقه من هذه الجهة).
- وألقت المرجعية مسؤولية إبعاد المخربين على المتظاهرين أيضاً ، فلا يسمحون باختراقهم من قبل المخربين فتخاطبهم بقولها ( وتقع أيضاً على عاتق المتظاهرين أنفسهم بأن لا يسمحوا للمخربين بأن يتقمصوا هذا العنوان ويندسوا في صفوفهم ويقوموا بالاعتداء على قوى الأمن أو على الممتلكات العامة أو الخاصة ويتسببوا في الإضرار بمصالح المواطنين).
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha