يوم امس كان يوما غير عادي ليس في العراق فحسب وانما في العالم باسره كون ما حدث يوم امس هز هيبة واشنطن كثيرا، وكانت رسالة جريئة بأن يد الحشد هي الطولى إن أراد النيل منها متى ماشاء، أو مناورتها سياسيا، وانها ليست الوحيدة التي تتقن لعبة تثوير الشارع.
وتأكدت واشنطن امس أن مشروع (الجوكر الثوري الملثم) احترق نهائيا أمام خط ثوري جديد يعتصم أمام سفارتها بدون لثام وبقيادات معروفة، وسيضطرها لمفاوضته والنزول عند طلباته، واعادة تقييمها لموازين القوى المحلية.
ان الاحداث كانت صدمة لواشنطن بعدما وقعت بخديعة عملائها الذين أوهموها أن بإمكانها ضرب الحشد دون مواجهة ردود فعل شعبية، وهذا المأزق سيضطرها لإعادة حساباتها بمخطط إنهاء وجود الحشد.
ان ساحة الاعتصام الجديدة أمام السفارة إن استمرت ستدفع واشنطن وحلفائها للعب دور جاد في حل عقد الازمة السياسية العراقية والدفع نحو حلول، فواشنطن لاترغب باخلاء مكانها السياسي في العراق في وقت تتمتع فيها طهران بالنفوذ.
كما السفارة الأمريكية كانت في نظر الشارع العراقي (أسطورة خرافية) لما هوله الاعلام عن احترازاتها الأمنية، لكن اليوم سقطت هذه الخرافة، وتأكد أن العراقيين مازالوا أسيادا.
كما ثبت لواشنطن جهلها بطبيعة المجتمع العراقي، وفشل جيشها الإلكتروني في فهم ذلك أيضا وإحداث تغيير طويل الأمد بالقناعات الشعبية، لذلك شهدنا اليوم حالة ذعر وتخبط في منشوراتهم، كمن أدرك انه كان يخدع مرؤوسيه وسيفقد وظيفته.
ان احداث امس احرجت واشنطن جدا، فهي من كانت تتوعد الحكومة العراقية ان اعترضت المتظاهرين، وتدعم احراقهم المؤسسات والممتلكات والقنصليات والمدارس وتبررها كحالة غضب. وبالتالي فكل ماحدث لسفارتها هو في نفس السياق، ولايمكن لوم بغداد عليه.
https://telegram.me/buratha
