سلطت الأضواء وبقوة خلال الأسبوع الحالي على “المطعم التركي” المطل على ساحة التحرير بمحاذاة جسر الجمهورية من جهة الرصافة ببغداد. فهذا المبنى الشاهق نسبيا بالقياس إلى ما حوله من بنايات على الأقل في بغداد والمكون من 14 طابقا قدر له أن يتحول خلال ربع قرن من الزمن إلى “مقر للمتظاهرين”.
الأضواء التي سلطت على هذا المبنى الذي اشتهر بـ “المطعم التركي” المهجور، والذي يحتل الطابق الأخير منه منظمي تظاهرات ساحة التحرير وسط بغداد مكانا للتظاهر.
وبحسب المعلومات التي اوردتها امانة بغداد، فان تسمية المطعم التركي جاءت في سياق نية النظام المباد بناء سلسلة من المطاعم مثل المطعم الإيطالي والمطعم الهندي.
وقال مسؤول في وزارة الشباب والرياضة في حديث لـ “الاتجاه برس”، انه “عقب عام 1991 تعرض المبنى إلى القصف بالطائرات الأميركية للاشتباه باتخاذه مقرا عسكريا. وكان القصف الذي تعرض له المبنى كافيا لإحداث خلل في الأساسات وهو ما أدى إلى تركه من قبل الجهات المسؤولة آنذاك حتى أواسط التسعينات حيث تم استحداث ما سمي (هيئة الرياضة والشباب) بمستوى وزارة واتخذت الهيئة الجديدة من بعض طوابق هذا المبنى شبه المنهار مكانا لها”.
“بعد الاحتلال الاميركي للعراق عام 2003، والحديث للمسؤول، تعرض هذا المبنى الى قصف أميركي شديد أدى إلى إصابته هذه المرة بالتلوث الاشعاعي طبقا للمعلومات التي كشفت عنها وزارة البيئة(تحولت الى دائرة تابعة لوزارة الصحة). والمعلومات التي أوردتها المصادر الرسمية العراقية تشير إلى أن عمليات المسح الإشعاعي أظهرت وجود تلوث إشعاعي موضعي في مساحات ضيقة، تحدد بثلاثة طوابق”.
وأضاف: “اما عمليات المسح أظهرت عدم وجود تلوث إشعاعي في باقي الطوابق ومرأب السيارات، والطرق المرتبطة بالشوارع الرئيسة هناك”.
بدوره، كشف مسؤول رفيع المستوى في دائرة البيئة التابعة لوزارة الصحة عن “وجود تلوث اشعاعي في ثلاثة طوابق من مبنى المطعم التركي”، مؤكداً ان “التثبت من وجود تلوث تم عقب اجراء مسح اشعاعي عليه نتيجة تعرضه للقصف عام 2003”.
وقال المسؤول الذي يعمل في مركز الوقاية من الاشعاع التابع لوزارة الصحة لـ “الاتجاه برس”، إن “اعمال المسح التي شملت جميع طوابق البناية الـ 14 ومرآب السيارات والطرق المرتبطة بالشوارع الرئيسة تضمنت اجراء المسح باستخدام اجهزة قياس الخلفية الاشعاعية المحمولة، وفحص نماذج من ارضيات وجدران البناية”.
وأضاف المصدر، أن “عمليات المسح الاشعاعي أظهرت وجود تلوث اشعاعي موضعي بثلاثة طوابق هي (4،8،12)، علماً ان القراءات على بعد متر من النقاط الملوثة كانت ضمن الخلفية الاشعاعية الطبيعية”، مبينا ان “عمليات المسح اظهرت عدم وجود اي تلوث اشعاعي في باقي الطوابق ومرآب السيارات، والطرق المرتبطة بالشوارع الرئيسة هناك”.
ولفت المصدر إلى أن “دائرته خاطبت الجهات المسؤولة عن البناية بغية غلقها لحين ازالة التلوث من قبل المركز الذي يعد جهة استشارية رقابية حسب قانون الوقاية من الاشعاع رقم 99 لسنة 1980”.
ويتخذ المتظاهرون، بناية المطعم التركي، مقرا لهم، فيما تحاول الاجهزة الامنية تفريغ المبنى من خلال اطلاق التحذيرات لهم عبر مكبرات الصوت، لكنهم يرفضون.
https://telegram.me/buratha