قال الخبير السياسي التركي، محمد علي غوللر، إن روسيا ازدادت قوة في الفترة الممتدة بين الحرب على العراق والحرب على سوريا، في حين تراجعت قوة أمريكا في هذه الفترة، لافتا إلى أن روسيا تسعى لتغيير موازين القوى في المنطقة بالتحالف مع دول حليفة للولايات المتحدة.
وذكر غوللر، في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك": "استخلصت روسيا بعض الدروس المهمة من حرب الولايات المتحدة الأمريكية على العراق ولعبت دوراً فعالاً في الدفاع عن سوريا التي تتعرض للعدوان الأمريكي".
وأضاف: "بدأت روسيا بلعب دور فعال في سوريا بعد إدراكها لحقيقة أن هيمنة الولايات المتحدة الأميركية على الشرق الأوسط هي محاولة لمحاصرتها من الجنوب، وهذا لعب دوراً مهماً في عدم تحقق هدف الولايات المتحدة الأميركية المتمثل في تقسيم الأراضي السورية".
وقال: "إن توتر العلاقات بين إيران والسعودية أحد المشكلات التي تعاني منها المنطقة. وروسيا تتعاون مع إيران في عدد كبير من المسائل بدءا من بحر قزوين وصولاً إلى المسألة السورية، إلا أن موسكو لا تتخذ موقفاً ضد الرياض رغم العلاقات المتوترة بين السعودية وإيران وتتعاون مع السعودية في مجالات عديدة منها بيع السلاح وتحديد أسعار النفط".
وتابع الخبير التركي: "تسعى روسيا إلى تغيير الثقل في كفة الميزان من خلال بناء علاقات مع دولة حتى لو كانت حليفة للولايات المتحدة، وتدخّل روسيا في العلاقات بين الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها يشكل أهمية استراتيجية بالنسبة لها".
ورأى: "الولايات المتحدة الأميركية لم تكن أبداً حليفاً موثوقاً في المنطقة، وأن جميع علاقاتها مبنية على أساس القوة والهيمنة وأكبر مثال على ذلك علاقتها بالأكراد". وأضاف متسائلا: "كم مرة تخلت الولايات المتحدة عن الأكراد حتى الآن؟".
وأكد الخبير غوللر أن "روسيا تعتبر حليفاً أكثر موثوقية في المنطقة مقارنة مع الولايات المتحدة الأميركية وهذا ناجم عن نظرة البلدين إلى المنطقة، حيث تريد الولايات المتحدة الهيمنة على المنطقة بينما ترغب روسيا في إقامة علاقات ثنائية جيدة مع دول المنطقة وتحقيق مصالحها عبر هذه العلاقات الجيدة وهذا يخلق اختلافاً في وجهات نظر دول المنطقة للبلدين".
وحول ما إذا كانت نظرة الأتراك وخصوصاً الشباب قد تغيرت حيال روسيا، قال غوللر: "نظرة المجتمع التركي إلى روسيا ما زالت في مرحلة الزحف من تطورها بسبب الحروب الروسية — العثمانية التي تركت أثاراً عميقة في نفوس أسر عديدة والدعاية المناهضة للشيوعية التي مورست على المجتمع لفترة طويلة".
واستطرد قائلاً: "ولكن هذا يمكن أن يتطور بسرعة هائلة من خلال تراث مهم بالنسبة لتركيا، حيث حقق اتفاق أتاتورك ولينين نجاحاً كبيراً ضد الامبريالية مطلع القرن الماضي، وهذا التراث يضع أمام أنقرة وموسكو توازن نجاح تاريخي اليوم وإذا اتفقت روسيا وتركيا فقد تنهزم الولايات المتحدة".
https://telegram.me/buratha