أضعفت تصريحات قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو موقف رئيس السودان المعزول عمر البشير قبيل إزاحة نظامه، إذ قرأ فيها البعض اصطفافا مع المتظاهرين وخروجا عن طاعة أولي الأمر.
ودعا هذا القائد العسكري في تصريحاته حكومة البشير قبل عزله إلى توفير الخدمات للمواطنين وتوفير سبل العيش الكريم لهم.
موقف دقلو أظهر اصطفافا سافرا إلى جانب المحتجين والاحتجاجات المتفجرة بالبلاد، والمنددة بالأوضاع الاقتصادية، واستقطب اهتمام جميع الأوساط السودانية، بل كسر أيضا الصورة النمطية المتداولة عن قوات، طالما طوّقتها انتقادات واسعة جعلتها مثار جدل محلي منذ تأسيسها قبل 7 أعوام.
البعض رأى في تصريحات القائد العسكري الشهير بـ"حميدتي"، محاولة لرأب الصدع اللاحق بسمعة قواته، جراء اتهامها بارتكاب انتهاكات واسعة بحق المواطنين، في حين يرى البعض الآخر أن الرجل أعلن بذلك القطيعة للرئيس عمر البشير حين فهم أن أيامه أصبحت معدودة، على الرغم من أن الأخير كان هو القائد الأعلى للقوات المسلحة ببلاده.
ومنذ تشكيلها قبل نحو سبعة أعوام، ظلت قوات الدعم السريع محل اهتمام كبير، لتوقيت تشكيلها الذي جاء في سياق معقد بالتزامن مع الحرب في إقليم دارفور غربي البلاد.
واحتفظت هذه القوات بخصوصيتها، وتميزت باسمها "قوات الدعم السريع" الذي لا يكتمل تعريفه إلا بإضافة عبارة "التابع للجيش السوداني"، حيث كانت تتبع في السابق لجهاز الأمن والمخابرات في البلاد.
خصوصية اعتقل بسببها زعيم المعارضة الصادق المهدي مدة شهر، لاتهامه تلك القوات بارتكاب "تجاوزات" ضد المدنيين في دارفور في مايو 2014.
ولم يكن المهدي وحده المنتقد لقوات الدعم السريع آنذاك، فجهات دولية وأحزاب مدنية معارضة وحركات متمردة مسلحة اعتبرت أن قوات الدعم السريع هي امتداد لـ"مليشيا الجنجويد"، وتعتمد في مكونها على العنصر العربي في دارفور.
لكن الحكومة ظلت تنفى عن القوات صفة القبلية، وأكد المسؤولون الحكوميون مرارا أنها "قوة قومية" وفي الآونة الأخيرة شهدت عدة مدن سودانية احتفالات بتخرج الآلاف من مجندي هذه القوات، وهو ما اعتبره حميدتي "تأكيدا على قوميتها" وأنها "لا تمثل قبيلة واحدة كما يروج الأعداء".
وفي ظل التطورات الراهنة، يرى مراقبون أن دور هذه القوات في خضم الأحداث بالسودان سيكون واضحا في جانب ما، وأن الأيام المقبلة قد تفرز مواقف أكثر وضوحا لقيادتها قد تكون أخطر مما يبدو عليه الأمر حاليا.
https://telegram.me/buratha