محمد صادق الحسيني / باحث استراتيجي
رغم انكسارهما المريع على ارض الميدان وتساقط وريقات التوت التي سترت بعض عوراتهما السياسية الفاضحة لفترة من الزمن فان ثنائي الجريمة والارهاب المنظم في كل من واشنطن وتل ابيب يسعيان جاهدين لانقاذ ما تبقى لهما من سمعة لدى جمهور الاحتلال الانجلو ساكسوني لكل من ارض اللاتين والعرب..!
وفي هذا السياق فليس من قبيل الصدفه ان يأتي تقرير المحقق الاميركي الخاص ، ميللر ، في موضوع حملة ترامب الانتخابيه والتدخل الروسي المزعوم لدعمها ، ليبرأ ترامب من تهمة التخابر مع روسيا لمصلحة حملته الانتخابيه ،بالتزامن مع صدور قرار ترامب نفسه ، المتهم السابق بالتآمر ، بالاعتراف ” بالسيادة الاسرائيليه ” على الجولان السوري المحتل …!
لقد كانت صفقة كبرى ، بين ترامب والإنجيليين المتصهينين في الولايات المتحده ، وعددهم بالملايين ، ترتكز الى أمرين أساسيين هما :
اولا : ان يقوم ترامب بتقديم كل الدعم الممكن لضمان نجاح نتن ياهو في الانتخابات الاسرائيليه القادمه ، يوم ٩/٤/٢٠١٩ ، وذلك لتفادي محاكمته وإيداعه السجن بعد ادانته بالتهم الموجهة اليه من قبل القضاء الاسرائيلي ، وعلى رأسها تهمة الخيانه العظمى ، المتعلقة بارتشاءه مقابل الموافقه الاسرائيليه على بيع شركة كروب تيسِن الالمانيه خمس غواصات ، من طراز دولفين ، لمصر والتي تصنعها هذه الشركة الالمانيه .
ثانيا : ان يقوم ترامب بتنفيذ السياسات التي يرسمها ممثلوا “الإنجيليون الامريكيون ” في الادارة الاميركيه ( المحافظون الجدد ) مقابل العمل على إنجاحه في الانتخابات الاميركيه القادمه سنة ٢٠٢٠ .
وبكلمات اخرى فقد تم الاتفاق بين الطرفين على انقاذ نتن ياهو ، اللاعب الصغير ، ودونالد ترامب ، اللاعب الأكبر ، من السجن ، كل بسبب التهم الموجهة اليه ، وذلك عبر الاتفاق بين القوى المشار اليها اعلاه ، مضافا اليها الدولة العميقه في الولايات المتحده ، على قيام الرئيس الاميركي بتنفيذ سلسلة خطوات تحافظ على مصالح راس المال الدولي ( النفط والسلاح ) والامتثال اكثر فاكثر لما تقرره دوائر راس المال هذه.
اذن بالامكان القول ان ترامب قد انقذ نفسه حتى اللحظه ولكن انقاذ حارس القاعده العسكريه الاميركيه على ارض فلسطين ، بنيامين نتن ياهو ، غير مضمون حتى الان ، على الرغم من كل الاستعراضات البهلوانية الحمقاء التي يرتكبها ، سواء من خلال عمليات القصف الجوي والمدفعي على قطاع غزة ، او من خلال محاولات الاغاره الفاشله على اهداف عسكرية في سورية ، كما حدث في الساعات الماضيه شمال شرق حلب وقبلها في محيط دمشق ، الى جانب ما يعلنه نتن ياهو وآلته الاعلاميه الاستخباراتيه عن فتوحاته في مشيخات النفط الأعرابية ، والتي يحاول من خلالها ( كل هذه المسرحيات مجتمعة ) وضع الناخب الاسرائيلي امام خيارين لا ثالث لهما :
الاول : هو انتخاب نتن ياهو الذي سيضمن امن اسرائيل ، واستمرار الاسرائيليين في الحياة في ” دولتهم ” .
الثاني : هو عدم انتخاب نتن ياهو ومواجهة ألموت على يد المقاومه الفلسطينيه وحزب الله وايران وتدمير “دولة اسرائيل” …!
اما سبب اصرار نتن ياهو ومن يقف وراءه على النجاح في الانتخابات فهو محاولة حماية رئيس العصابة الحالي من دخول السجن ، خاصة وان القضاء الاسرائيلي سيصدر يوم ٩/٤/٢٠١٩ مذكرة يمنع بموجبها نتن ياهو من مغادرة البلاد حتى الاعلان الرسمي ، من قبل المحكمة المختصه ، عن نتيجة الانتخابات الاسرائيليه . فاذا لم ينجح نتن ياهو في هذه الانتخابات فسيتم توقيفه وإخضاعه للمحاكمة على الفور . اما اذا نجح في الانتخابات وفاز بفرصة تشكيل الحكومة فسيكون وقتها لكل حادث حديث.
فصراع الجنرالات في تل ابيب على بقايا سلطة الجريمة لن يتوقف حتى نهاية الكيان الغاصب والتي باتت اقرب من اي وقت مضى ..! انهم يرونه بعيداً ونراه قريباً.
بعدنا طيبين قولوا الله
https://telegram.me/buratha