كشفت وثائق “” تفاصيل عمليات ادارة التحويلات المالية التي كانت تمول تنظيم “داعش” الارهابي من قبل شركة يديرها عشرة اشخاص، وتتخذ من مدينة كربلاء مقراً لها، وتعود ملكيتها للممول الدولي للتنظيم فواز محمد جبير الراوي، الذي مول تنظيمات “جهادية” متعددة بمئات الملايين من الدولارات.
وتشير الوثائق، إلى أن الراوي، دعم التنظيمات الارهابية، بالأموال بالاعتماد على استثمارات تقدر بـ 280 مليون دولار امريكي في مجال العقارات وتربية الاسماك وتجارة السيارات وزراعة “حشيشة القنب الهندية” بمزارع قرب العاصمة بغداد. ويرتبط الراوي بشخصيات عراقية تدير شركات مالية في العاصمة الاردنية عمان.
وتبين وثائق البنك المركزي، ، تفاصيل واسماء اعضاء “شبكة الراوي المالية”، التي القي القبض على أفرادها من قبل قوات النخبة العراقية وبدعم من التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، عبر عملية نوعية وفي أوقات مختلفة وفي مناطق متفرقة من مدينتي بغداد واربيل.
وقررت وزارة الخزانة الاميركية، في كانون الأول عام 2016، تجميد اصول محتملة لشركتين في الولايات المتحدة ومنع اي أميركي من التعامل معهما، وهما شركتا “سلسلة الذهب” في العراق و”حنيفة” في البو كمال بسوريا، ومديرهما فواز محمد جبير الراوي، واطلقت عليهما وصف “شبكة الراوي المالية”، التي “لعبت دورا مهما في عمليات التحويلات المالية عبر مساعدتها على نقل الاموال لتنظيمي القاعدة وداعش”.
وعلى الرغم من صدور قرار الخزانة الأميركية عام 2016، اصدر البنك المركزي العراقي قرار تجميد ومصادرة اموال شركة “سلسلة الذهب” في 7-3-2017، بعد ان ابلغها بايقاف عملها في العراق من تاريخ 14-2-2017 بسبب ادراجها على اللائحة السوداء من قبل الولايات المتحدة، وفقا لقرار سابق للبنك في 29-1-2017.
واتهم خبير اقتصادي “لوبيات منظمة تعمل تحت غطاء البيرقراطية في المؤسسات المالية العراقية، اخرت صدور قرار مصادرة اموال شبكة الراوي المالية ما سمح لها بسحب وتحويل ما يقرب من الـ 70 مليون دولار من خلال اماكن ومنافذ متعددة قبل صدور قرار تجميدها ومصادرة اموالها”.
وكشف الخبير، الذي تحفظ على ذكر اسمه، ان الاموال التي تحولت قبل تجميدها ومصادرتها، بالامكان اتهام من استلمها بذات التهمة وهي تمويل الارهاب”. ووفقا لقرارات البنك المركزي، فان قرار “تجميد اموال الارهابيين” بحق اعضاء شركة “سلسلة الذهب” كسب الدرجة القطعية في 9-8-2017، معتمدا على مؤشرات لجهاز المخابرات الوطني، والمؤشرات الاستخبارية الاخرى.
وادرج قرار “تجميد اموال الارهابيين” رقم (1) لعام 2017 الصادر عن البنك المركزي اسماء مالكي شركة “سلسلة الذهب” وهم كل من:
1- بشار مهدي صالح العاني / المدير المفوض.
2- مازن محمد محمود/ مساعد المدير المفوض.
3- احسان علي عباس الخزعلي / عضو مجلس الادارة.
4- جلال علي عباس الخزعلي / عضو مجلس الادارة.
5- عبد الكريم عبد الجليل عبد الرحمن/ عضو مجلس الادارة.
6- باسم عبد الكريم عبد الجليل/ عضو مجلس الادارة.
7- محمد جواد رضا العجيلي / عضو مجلس الادارة.
8- عمر كيلان محمد القرغلي / عضو مجلس الادارة.
9- هيثم حسين حبيب/ عضو مجلس الادارة.
10- جعفر حسين كاظم البهادلي / عضو مجلس الادارة.
واعلن التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، أنه اعتقل في العراق عشرة أشخاص ينتمون إلى “شبكة الراوي المالية”، أحد أبرز ممولي تنظيم داعش. وبين التحالف، أن هذه الاعتقالات جرت خلال عملية نفذت بين السابع والتاسع من أكتوبر/ تشرين الاول الجاري في العاصمة بغداد ومدينة أربيل مع القوات الخاصة العراقية ووحدات مكافحة الإرهاب الكردية.
ورجحت مصادر امنية رفيعة المستوى، ان اعضاء “شبكة الراوي المالية”، الذين اعتقلتهم قوات خاصة دولية ومحلية، “هم ذات الاشخاص الذين ذكروا بتقارير البنك المركزي وشاركوا سابقا بتسهيل حصول الجماعات الارهابية على الاموال في العراق وسوريا”.
وقال الميجر جنرال باتريك بي. روبرسون، قائد قوة مهام العمليات الخاصة المشتركة في التحالف الدولي، إن “الاعتقالات توجه ضربة قوية لقدرة داعش على تهديد المدنيين وترهيبهم”.
وأضاف “هذا يظهر أن من يساعدون أو يرعون أو يقدمون دعما ماليا أو ماديا أو تكنولوجيا لداعش سيواجهون عواقب وخيمة”.
ويقول هشام الهاشمي الخبير في شؤون الجماعات المسلحة، ان هذه العملية لم تكتمل بعد، وان “شبكات مالية اخرى تقدر بـ 103 شركات للحوالات المالية ومكاتب للصيرفة مازالت تعمل في بغداد والمحافظات، ولها استثمارات مالية كبيرة تقدر بـ 280 مليون دولار تقريبا لم تكشف اماكنها بعد”.
واستنادا للابحاث والمعلومات، التي يمتلكها الهاشمي، فان “استثمارات التنظيم التي كشفت كانت موزعة في عدد من مناطق اطراف بغداد –المحمودية واللطيفية- من خلال الاستثمار في مجال تربية الاسماك وزراعة (القنب) وهو نوع من انواع الحشيشة المخدرة الهندية”. ويضيف الهاشمي، “بعد انكشاف استثمار التنظيم في تجارة السيارات، فان السلطات الامنية تبحث عن الاستثمارات العقارية للتنظيم التي باتت تقلق الجميع لانها تمول من خلالها خلايا التنظيم في بغداد لوحدها بـ 4 ملايين دولار شهريا”.
وبين فيديو سابق للسياسي العراقي المتوفى احمد الجلبي سجل عام 2015، ان “البنك المركزي كان يتحفظ على معلومات “شركة الراوي” رغم محاولات التحقيق معها وقيامها خلال عام 2014 بـ 53 عملية تحويل تصل قيمتها الى اكثر من 547 مليون دولار اميركي”. ولم يتأكد لـ “ناس” ما اذا كان الجلبي قصد حينها ذات الشركة المتورطة بدعم التنظيمات “الجهادية”.
وتصف المصادر الاستخبارية العراقية، “شبكة الراوي المالية”، بانها إحدى أهم الجهات التي قدمت تسهيلات مالية ضخمة لتنظيم “داعش الارهابي”، واستغلت الانفلات الامني في البلاد منذ تاسيسها، وعملت مع تنظيم “داعش” بشكل مباشر وقامت بتحويل ملايين الدولارات لصالح مقاتليه ومصالحه التجارية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا، بالاعتماد على شركات صيرفة وشبكة دولية للحولات المالية.
وفي مقابلة، في ساعة متأخرة من ليلة أمس، أجريت مع ضابط شاب في جهاز أمني عراقي، قال “لا استطيع ان اضيف شيئا على كل هذه المعلومات، ولكنني ساذكر لكم لغزا، وهو: “موفق لن يتوفق ومحمد لن يُحمد، ولن يستطيعا ارواء احد بعد اليوم حتى وان كانا خارج العراق”
في اشارة محتملة منه لشخصين ملاحقين، من قبل القوات العراقية وقوات التحالف الدولي، وكأنه يشير لمتهمين اسمهما موفق ومحمد ويلقبان بالراوي، واضاف مبتسما، ان “المملكة الاردنية دولة صديقة وساعدتنا على اعتقال مطلوبين اخرين مرتبطين بذات الشبكة المالية”.
في إشارة محتملة أخرى إلى أن “محمد وموفق” قد يكونان معتقلين الآن لدى السلطات الأردنية.
https://telegram.me/buratha