قاسم العجرش
ميمري Memri إختصاراً لمركز الشرق الأوسط للدراسات البحثية وحسب مايرويه موقعهم على الإنترنت موقع يستكشف الشرق الأوسط من خلال إعلام المنطقة.
ميمري تقوم بتقريب الفجوة بين الشرق والغرب من خلال الترجمة إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية والبولندية والروسية والصينية واليابانية و العبرية من لغات عدة كالعربية و الفارسية والأردو والبشتونية والتركية. وتقوم بترجمة برامج تلفزيونية، أخبار، حوارات وغيرها كثير سواءاً على الإعلام المرئي أو المكتوب.
تأسست في شهر فبراير لعام 1998 ومؤسسها هو الكولونيل ييغال كارمون وهو ضابط استخبارات سابقاً بوزارة الدفاع الإسرائيلية وقد عمل كمستشار لوزيرين إسرائيليين لمكافحة الإرهاب: شامير و رابين.
تأسس الموقع لنشر معلومات عن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط والجدل الذي تثيره هذه السياسة في دول الشرق الأوسط.
كما يذكر موقعهم الإلكتروني فإن ميمري مؤسسة “غير ربحية”، “مستقلة” تقع في واشنطن دي سي ولديها مكاتب في كل من لندن، روما، القدس، بغداد، شنغهاي و طوكيو.
تهتم هذه المنظمة بقضايا عدة أبرزها: الجهاد والجماعات الإرهابية، الشأن الإيراني ، الشأن الإقتصادي، وقضايا تركيا وباكستان وأفغانستان حقوق المرأة في الشرق الأوسط وقد أفردت هذه المؤسسة صفحات خاصة بدعوات التغيير و الإصلاح في الوطن العربي و خاصة في السعودية.
الدول التي يتركز حولها أنشطة منظمة ميمري لمراقبة الإعلام العربي و الشرق أوسطي هي: أفغانستان، الجزائر، البحرين، إيران، العراق، الأردن، الكويت، لبنان، ليبيا، عمان، باكستان، فلسطين (وقد رمز لها الموقع بالسلطة الفلسطينية) ، قطر، السعودية، السودان، سوريا، تونس، الإمارات، اليمن.
من خلال تصفح دقيق للموقع منذ وقت ليس بالقصير رأينا كثيراً من الخصال “الصهيونية” في طريقة الرصد و الطرح والترجمة والأغرب من ذلك كما ذكر برايان وايتيكر في مقالته “ميمري الإنتقائية” التي نشرت في صحيفة الجارديان البريطانية أن الموقع مجهول الهوية إلى حدٍ ما فهو لا يذكر أسماء أشخاص للتواصل معهم ولا حتى عنوان لمكتب رئيسي، (أضيف أن ذلك كان قبل 3 أعوام لكن المنظمة أضافت عنواناً للتواصل مؤخراً على موقعها الإلكتروني كما شاهدت).
وقد انتقد الأخير بشكل لاذع السياسات الجائرة لهذه المؤسسة و وصمها بالإنتقائية وعدم الموضوعية. وهذا ليس الإنتقاد الوحيد الذي وجهته جهات غربية لمنظمة ميمري بل أيضاً جوان كول وهي أستاذة التاريخ في جامعة متشيجان الأمريكية التي تقاضيها المؤسسة بحجج كثيرة لأنها اتهمت المؤسسة بتقاضي 60 مليون دولار سنوياً كدعم لعملياتها ضد العرب و المسلمين، وأنها إنتقائية، وأنها مؤسسة ضد العرب أهدافها تصب في صالح حزب الليكود الإسرائيلي. وقد أرسل الكولونيل ييغال كارمون رسالة غاضبة إلى الأستاذة جوان كول يتوعدها بإقامة دعاوي قضائية عليها وقد ردت على رسالته بإيضاح مصادرها للحصول على معلوماتها يمكن إيجادها على هذا الرابط: http://www.antiwar.com/cole/?articleid=4046 .
فقد لاحظنا أن الترجمة يكون فيها كثيراً من التحريف و الإفتراء في بعض المقاطع كي تخدم هذه الترجمة مصالح صهيونية واضحة في المنطقة!
على سبيل المثال: آخر مقطع شاهدته على هذا الرابط http://www.memritv.org/clip/en/0/0/0/0/189/0/2237.htm كان الشيخ المنجد تحدث عن الحور العين في أحد برامجه التلفزيونية ، قامت منظمة ميمري بإقتصاص بعض أجزاء الحلقة و ترجمتها بطريقة توحي بالهوس الجنسي لدى المسلمين و كيف أن الجنة ليس فيها سوى “نساء جميلات” و“قوة هائلة لدى الرجال” ووو أمور أخرى لا علاقة لها من قريب أو بعيد بالسياق الذي كان يتحدث فيه الشيخ المنجد وهو نعيم الجنة! و كأن الجنة للرجل فقط وهذا مالم يقصده بالتأكيد الشيخ محمد المنجد!
وقس على هذا فـ يتم إقتصاص حديث بعض الأشخاص وتجييره لصالح أهدافهم ومصالحهم التي يهدفون إليها من وراء هذا المقطع أو ذاك، وهذا من الغباء الشديد الذي اتسم به “الصهاينة” فهذه الترجمات والإقتصاصات تضر بهم أكثر مما تفيدهم، فاليوم و في ظل الثورة المعلوماتية الإنترنتية يمكنني التأكد من المعلومة في ثوانٍ معدودة وهذا مايجهله العاملون على هذه المؤسسة “الغير مستقلة” أبداً! فهم يكذبون الكذبة ويصدقونها، وهذه سياسة أكل الدهر عليها و شرب!
ولكن ما تستخدمه هذه المؤسسة هو الحاجز اللغوي الذي يقف عائقاً بين كثير من المشاهدين الغربيين والمعلومات المقدمة في الإعلام العربي و خاصة ماله علاقة بالإسلام.
تزعم المؤسسة أنها متوفرة للجميع في حين عندما كنت أحاول استعراض ترجماتهم للشيخ سراج الزهراني المجاهد السابق في افغانستان على هذا الرابط http://www.memritv.org/clip/en/0/0/0/0/189/0/2411.htm اذا بي أفاجأ بأنه يتوجب علي الدفع لمشاهدة المقطع ! إذاً أنا أدفع لهم كي أشاهد المقطع! وهذا نوع من المتاجرة بالمشاهد !
أما السعودية فقد خصصو لها 3 أرباع الموقع من ترجمة لـ برامج تلفزيونية وسبحان الله لا يختارون إلا البرامج التي يذكر فيها أمور معينة وأغلبها متركزة حول الشأن الداخلي الذي لم يعد شأن داخلي بل دولي في كثير من القضايا كالتعليم، المرأة، المنظومة السياسية و غير ذلك فشملت التغطيات الإعلامية للموقع آراء عديدة تصب كلها في ذات المجرى، وهي عملية انتقائية بلا شك.
و المرأة المسلمة “عدوّة” أشد خطراً عليهم من الجماعات المسلحة، فتراهم لا يترجمون سوى البرامج التلفزيونية التي يظهرن عليها “المتمردات” من البنات و كأنهن يمثلن كل شرائح المجتمع، بل يكاد لا يجد المشاهد لهذه المنظمة إلا الأقلية بينما الأغلبية غائبة تماماً. ويأتون على صور سلبية من الطبيعي أن نجدها في كل مجتمع و يركزو عليها حتى يتخيل المشاهد أن هذا هو الواقع في بلادنا و ليس العكس !
فتجدهم لا يركزون إلا على قضايا العنف ضد النساء، الضرب، الظلم و قضايا كثيرة و يلصقون التهم بالإسلام وليس المنتسبين إليه و “شمّاعتهم” الخطاب الديني
نتساءل:
إذا كانت هذه القناة فعلاً تنقل واقعنا، وتسد الثغرة بين الغرب و الشرق فـ لماذا الإنتقائية في الطرح؟ و لماذا التحريف في الترجمة؟ و لماذا أغلب المقاطع إن لم يكن كلها تصب في مصلحة “الكيان الصهيوني” لا أقامه الله أبداً!
على سبيل المثال من التحريف في الترجمة هذا المقطع http://www.memritv.org/clip/en/0/0/0/0/0/79/2199.htm الذي تقتص فيه هذه المؤسسة قصاصات من كلام الشيخ محمود المصري على قناة الناس وتحرف الترجمة فهو كان يستشهد بالمرأة اليابانية أنها تقدم الطعام لزوجها كالأمة ولم يكن يقول كما هو عنوان المقطع أن المرأة يجب عليها ان تخدم زوجها كالأمة بل هي استنتاجات باطلة ليست من حق المؤسسة.
هذه ليست مشكلتة على أية حال، على الرغم من اعتقادي الشديد بجواز محاكمة هذه المنظمة لتعديها على حقوق الملكية الفكرية و حقوق النشر لمواد نشرت بحقوق محفوظة لم تستأذن المنظمة في إقتصاصها و إعادة نشرها مجزأة لتوحي معنى عكس ما قيل او نشر.
المشكلة أين المتخصصون في الشأن السياسي والحقوقي والإنساني من الإعلام الصهيوني، الغربي ليرصد لنا ما يذكره إعلامهم دون تحريف! فنحن لا نحتاج لتحريف كلامهم حتى يظهر لنا عدائهم كما يفعلون معنا. فنحن الذين نؤمن بقوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ” سورة المائدة آية (8). فالوقوف هنا و المواجههة تكون للفكر الصهيوني العدائي وليس لشخوص اليهود الذين لهم دينهم ولنا ديننا.
أعتقد أن ما تقوم به هذه المنظمة ناتج طبيعي للتحريف الذي طرأ على صحف موسى وكتاب التوراة المقدس حيث قام الصهاينة بالعبث بما جاء به موسى عليه السلام حتى يجعلوا من أنفسهم شعب الله المختار فهم عندما يسيئون إلينا يتعبدون بذلك بل النصوص التلمودية تحثهم على استحقار ما عدا اليهود فكما جاء في كتاب أحمد شلبي “اليهودية” نص التلمود اليهودي: ” إن الإسرائيلي معتبر عند الله أكثر من الملائكة ، وان اليهودي جزء من الله ، فإذا ضرب أممي إسرائيليا فكأنه ضرب العزة الإلهية ، والفرق بين درجة الإنسان والحيوان ، هو بقدر الفرق بين اليهود وغير اليهود . ولليهودي في الأعياد أن يطعم الكلب وليس له أن يطعم غير اليهودي . والشعب المختار هم اليهود فقط ، أما باقي الشعوب فهم حيوانات … يلزم أن تكون طاهرا مع الطاهرين ودنسا مع الدنسين ” صفحة (272-273)
فالصهاينة لا يؤمنون بأننا بشر من الأساس حتى يحترموا حقوقنا الإنسانية أو الفكرية أو حتى أن نعيش وهذا ما تنص عليه بروتوكولات حكماء صهيون أيضاً من تهميش للشعوب الأخرى عدا اليهود باعتبارهم حيوانات ليسوا بشراً.
أتساءل:
هل لدينا منظمات مدعومة تفضح الإعلام الغربي و خاصة “الصهيوني” و تصريحاتهم العنصرية و المعادية للإسلام و للحريات الفردية و ترجمة تلك المواد الإعلامية بحرفية و مهنية دقيقة!
نجزم أنه لو نشأت هكذا منظمة في بلداننا لوصمها “الغرب” و “الصهاينة” بأقذع التهم و أقصى أنواع القذف بأنها تكفيرية، إرهابية، وهابية، أصولية و غيرها من التهم المرعبة اليوم! فاليهود لا يريدون أن تذهب السلطة لغيرهم. يذكر أحمد شلبي في كتابه “مقارنة الأديان: اليهودية” تحت عنوان اليهود و السلطة، “ينص التلمود على أنه يجب على كل يهودي أن يبذل جهده لمنع تسلط باقي الأمم في الأرض، لتصير السلطة لليهود وحدهم… ويعيش اليهود في حرب مع باقي الشعوب حتى ينتقل لهم الثراء و السلطان من الجميع و حينئذ يدخل الناس أفواجاً في دين اليهود…” صفحة (272)
و ينص البروتوكول الثاني عشر من بروتوكولات حكماء صهيون كما ذكر أحمد شلبي في كتابه بالقول: ” كان دور الصحافة تهييج الغوغاء و إثارة المجادلات الحزبية التي كانت ضرورية لمقاصدنا، ولكن بعد انتصارنا يتغير كل شيء، فسنقود الصحف بلجم حازمة. ونسيطر على شركات النشر. ونصادر الصحف و الكتب التي لا تتماشى مع أغراضنا… و نعطل الصحف التي تكرر نقدها لنا، و سندس بين النشرات الهجومية نشرات من عملنا نحن، و لكنها لن تهاجم إلا النقط التي نعتزم تغييرها في سياستنا، و سنسيطر على وكالات الأنباء بحيث لا يصل للمجتمع خبر دون أن يمر على إدارتنا” ! صفحة (284)
فهل ننام بعد ذلك؟ بل يجب علينا الإستمرار في حراكنا الإعلامي النشيط لإستعادة مكانتنا القيادية في العالم أجمع. نحن كمسلمون أهل للقيادة و أحق بها من الظالمين الحاقدين الذين يعملون لإبادة الشعوب الأخرى لمجرد إختلاف دياناتهم. فنحن “خير أمة أخرجت للناس” نأمر بالمعروف و ننهى عن المنكر و نعيش كما يريد لنا الخالق سبحانه و تعالى لنخرج الناس من الظلمات إلى النور و من الشرك إلى التوحيد. حريٌ بنا أن نستشعر هذه المسؤولية الكبيرة و يقف كلٌ منا على ثغر من ثغور الأمة يحميها ، و يرتقي بها إلى العلياء بإذن الله.
أخيراً:
أشعر بالحنق على عيون “شبعت نوم” بينما عيون بني صهيون “ساهرة لا تنام !”
https://telegram.me/buratha