التقارير

"العراق الجديد''واستمرار في العبث السياسي


محمد كاظم خضير
العراق الجديدة" مصطلح جاء مع فترة بعد 2003 السياسية التي عرفتها البلد لتبرير خطيئة العبثية السياسية التي ظل الحكم الامريكي كل مرة يؤخر بها الديمقراطية والحريات في العراق، هذه التسمية أيضا هي تلاعب بالتاريخ السياسي المعاصر لعراق الحديثة النشأة والتصور بين اقتراب أفول أصنام سياسية ظلمت الوطن أكثر من نصف قرن وشباب لا يملكون رؤية لبناء دولة حديثة، شباب لا يملكون "جرأة الأمل" التي يمكن أن تغير المجتمع وتحمله من طور التهميش إلي مرحلة تاريخية حديثة تغلفها الضبابية....

إن "العراق الجديد" هي قطيعة استمرار ومرحلة من العبث السياسي الذي ولد مع هذا "المنكب البرزخي" منذ عهود "السيبة" والبداوة السلبية. إنها محاولة لترويج منعطف مختلف في التاريخ السياسي لعراق والسماح لأصنام وذئاب المرحلة السابقة أن يلبسوا جلود خرفان تتظاهر بالبراءة والطيبوبة.....

إن رسم الوطن في هكذا تصور أشبه بلوحة مائية على الرمال العطشى للدم والرجال والحرية.. سخر دعاة مصطلح "العراق الجديد" وسائل الإعلام المحدودة أصلا للقفز على حبال التاريخ القصيرة ليثبت في أذهان الرعاع والحواشي من الجوعى والمحرومين في وطن لا يعرفون غيره ولا يطمحون لغيره.....

يعرض التلفزيون صور للسياسيين، ويمجدون زيارة سياسي لشارع تم افتتاحه، ويعلقون لوحة على قارعة الطريق تحمل صورة للرئيس الحزب الفلاني بالأبيض والأسود وصورة ملونة لقائد الحزب الفلاني وكان عمر الوطن يبدأ وينتهي في لوحة رديئة على قارعة شارع طمرته الرمال كما فعلت بعقول الساسة والسياسيين الذين بدؤوا يشعرون بدنو قبضة الزمن التي لا ترحم....

إذن "العراق الجديدة" هي مصطلح قديم متجددة للنفاق السياسي الذي تعودنا عليه مع كل بداية للعد من مستوى الصفر في النشأة السياسية، مستوى الصفر أعني بها نقطة العودة بعد كل حكم فسادة يشهده العراق التي يبدوا أنها دخلت موسوعة الدول الأكثر فقراو فسادا ...

عود على بدء من القديمة إلي الجديدة:

الديمقراطية عندنا في العراق لا تخضع للقواعد والنظم المتعارف عليها دوليا مع بعض الخصوصيات لدول العالم الثالث، حيث أننا في العراق لا يمكن أن نصف نظامنا السياسي بالديمقراطي.....

صدق البعض من المرتزقة السياسيين الذين وجدوا في القرارات الارتجالية لقبول بول بريمر ومعلمهم الأول وبدؤوا يصفقون ويعرضون البضاعة البائرة ويسوقون لبيع الوطن-الطفل في أسواق النخاسة للديمقراطية والكذب الدولي والتسول لمن يأخذ الكثير ولا يعطي إلا القليل....

إن المراقب للوضع السياسي والاقتصادي والتحولات الاجتماعية ممثلة في المنعرجات الزلقة التي تمر بها "العراق الجديد" يستنتج بكل بساطة أن الدولة رجعت لزمن الفوضى والنفاق السياسي وظهور نفس الأصنام والأرواح الشريرة ومصاصي الدماء الذين كانوا يرفعون شعار الإصلاح مع حيدر العبادي والذين خدعوه، أو خدعهم على الأصح، عندما أقنعهم أنهم لا يملكون من العراق إلا بقدر ما يصفقون ويتملقون للحاكم....

بول بريمر من تبنى هذا المصطلح وهو كان هو أول رئيس حكم بعد 2003 أنه جعل من الوطن مجرد "كعكة" تقتسمها الأحزاب حسب الكتلة الاكبر... أصبح الشعب و الناخب في العراق سلعة نادرة تباع وتشترى ويراهن عليها وتتم مقايضتها بالدخول إلي دائرة السياسية....

بول بريمر بدأ هو وأبناء البررة والأصدقاء المخلصين لسياسة هذا الرجل في تطبيق مشروعه البناء لتشييد "العراق الجديدة"، أصبح البعض قادة لأنهم أرادوا الترفع درجة والتقرب زلفي من الوطن المستباح العرض والأشبه بلحم الرقبة في ثقافتنا "موكول ومذموم"....

لم تتغير العراق منذ العقود الماضية سوى على مستوى درجة تنظيم نهب المال العام والتموقع السياسي لبعض القبائل، وإعادة الخريطة السياسية حسب القرب والتقارب وتضخيم رموز الفسادة والعودة إلي "النظام الشمولي" الذي من أهم خصائصه شخصنة رؤساءالكتل وتفعيل دور الأسرة السياسية الممتدة كأذرع الإخطبوط المتمدد في سكون الظلام داخل قفص الصيد..

توطئة متأخرة:

يبدو أن العراق محرم عليها ومقدر لها أن تظل حبيسة الضياع من حلقة فارغة إلي قلب زوبعة سياسية تعصف بكل الأحلام... الشباب محروم من الوطن والأصنام السياسيين يحتكرون كل شيء منذ الولادة... ماذا يمكن أن نفعل لكي نحرر وطنا يستعبدنا...؟ متى يأتي ذلك اليوم الذي يخرج فيه العراق من شرنقتها لتحلق بين الزهور...؟ متى نشهد قطيعة مع الماضي المظلم والحاضر الغامض نحو مستقبل نتحكم فيه ونرسمه بألوان الحلم والرفاه والعدالة والحرية

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك