قبل اشهر أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أن النظام الإيراني يعيش أيامه الأخيرة. فرد عليه نائب قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي بأن 100 ألف صاروخ جاهزة للطيران باتجاه إسرائيل.
مؤخرا هدد ترامب بتغريدة له ايران فردت عليه ايران وعلى لسان اعلى المستويات بان الارض ستحترق تحت اقدام الجميع وان تهورتم وبداتم المعركة فلن تستطيعوا انهائها لان امر انهائها وانهائكم سيكون بايد اخرى جربتم بعضها ولم تجربوا الاخرى بعد .
قبلها قال محمد بن سلمان سننقل المعركة الى داخل ايران فانتقلت الصواريخ الى الرباض وابو ظبي وباستطاعتها الوصول الى اي عاصمة معادية لايران وحلفائها في المنطقة .
تجارب خاسرة من التاريخ المعاصر:
جرب العالم الحرب مع ايران طوال ثمان سنوات تم خلالها دعم صدام حسين بكل انواع الدعم ووقف الشرق والغرب والشمال والجنوب معه وكانت ايران للتو ثورة تحبوا في اول خطواتها حيث انتهت ثورتها باسقاط احد كلاب حراسة الخليج و اسرائيل وامريكا في المنطقة هو شاه ايران ولم تكن القيادة الايرانية الجديدة ملمة بتجارب الحروب وتاسيس الجيوش فاستغل الغرب والخليج نقطة الضعف هذه وبدا الحرب المباغتة وغير المتوقعة نفذها صدام حسين ودعمها الخليج بالاموال والغرب بالسلاح واستمرت بثمان سنوات طاحنة ذهب ضحيتها ملونين من الضحايا من البلدين وخرجت منها ايران وهي اقوى من بدايتها , دولة مكتفية ذاتيا صناعيا وزراعيا ودولة تصنع السلاح والتكنلوجيا ودخلت النادي النووي والصناعي ودخول عالم الفضاء وصناعة الاقمار الاصطناعية والصواريخ الحاملة لها من اوسع الابواب فيما انتهى صدام غزا حلفائه العرب وغدر بهم فشنوا عليه الحرب حتى انتهى به المطاف مشنوقا بمساعدة كل الدول التي دعمته ومنها دول الخليج المعادية لايران وايران تتفرج .
المملكة العربية السعودية واسرائيل يعتبرون ان لايران ادوات في لبنان والعراق واليمن والبحرين وسوريا وبعد الياس في المواجهة المباشرة معها شنت السعودية وحلفائها ومن خلفهم تل ابيب على هؤلاء "حلف المقاومة" اشرس الحروب وهذه المرة بواسطة ساح جديد بواسطة تحريك الارهاب التكفيري الانتحاري المعبئ طائفيا الى حيث يتواجد الشيعة المعاندون وانتهى الامر الى نهاية ماساوية للمخطط السعودي الصهيوني الامريكي وخرج هؤلاء اقوى مما يتصور المخططون لا بل ان هؤلاء الحلفاء وبدل من وجود حزب الله واحد في لبنان وجدوا انفسهم امام نسخ متعددة من حزب الله في كل دول المنطقة المحيطة بالخليج واسرائيل معا والقصة لما تزل مستمرة .
حزب الله المدعوم من قبل ايران وهو حزب صغير بتعداد كوادره استطاع منفردا اركاع اسرائيل وفرض معادلة الردع لاول مرة في تاريخ الحروب العربية انهزم جميع العرب بجوشهم الجرارة امام اسرائيل وانتصر حزب الله بالقلة النوعية ايما انتصار فكان ان وجدت معادلة جديدة لاتقبل القسمة على اثنين تقول ان خيوط اللعبة في المنطقة لم تعد بيد امريكا واسرائيل وذيولها في الخليج بل بيد ايران وحلفائها .
في اليمن وما ادراك ما اليمن مرت اربع سنوات من الحرب الطاحنة تشنها اقوى الترسانات الامريكية والغربية من الاسلحة والعتاد والجيوش العربية معهم المرتزقة من كل انحاء العالم على شعب يمني من الحفاة البسطاء وتوقع العالم هزيمتهم خلال ايام معدود الا اننا دخلنا العام الرابع وهؤلاء الحفاة صامدون في كل ساعة يعرضون صور حرق الترسانة الامريكية بولاعة صغيرة و يعرضون صور الفتلى متناثرة اشلائهم هنا وهناك تركتهم جيوشهم نهبا لوحوش البراري والاسرى والجرحى نهبا للذل والاعتراف العلني بالهزيمة والقيود .
في العراق انتصر الحشد الذي وقفت ايران معه في حربه ضد داعش الارهابية الصناعة الوهابية الصهيونية وكان الخبراء الامريكان يقولون نحتاج الى سنوات طويلة لهزيمة داعش فكان ان تحرك العراقيون بفتوى من اكبر مراجعهم حولت ليل داعش الى نهار ونهارهم الى ليل بمعركة اذهلت العالم وتسمر خبراء الحروب امام هذا العزم والقوة قل نظيرها في عالم الحروب وقف الجميع مذهولين لايستطيعون فعل شئ سوى الاعتراف بالهزيمة .
كل هذا وايران لم تحارب بجيشها النظامي ولا بحرسها الثوري ولا بشعبها العقائدي ولم تستخدم ترسانتها الحقيقية في المعركة سوى انها دعمت المعركة الاخيرة في العراق بالمستشارين وحزب الله وحماس وباقي فصائل المقاومة بالسلاح الخفيف والمتوسط .
هناك من يتسائل هل ستستطع الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها الانتصار على ايران لو دخلوا الحرب ضدها بصورة مباشرة واستهدفوا ارضها وشعبها بالصواريخ والطائرات ؟.
الكاتب بوريس جيريليفسكي قال مؤخرا في مقال له عنوانه "إيران بوصفها كوريا ثانية" في صحيفة "فوينيه أوبزرينيه"، حول بوادر حرب أمريكية ضد طهران، وخطورة المواجهة المرتقبة بين الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة.
وجاء في المقال: بدأ الزعيم الأمريكي حرب تغريدات ضد إيران , والوضع، يشبه إلى حد كبير المواجهة بين الولايات المتحدة وكوريا الديمقراطية. إلا أن "المشكلة الإيرانية" أكثر تعقيدًا وغموضاً. على الأقل بسبب عدد اللاعبين المشاركين فيها، الذين تتضرر مصالحهم بشكل مباشر.
لتأخذ، مثلا، المملكة العربية السعودية وحلفاءها النفطيين في الخليج، الذين يفعلون كل شيء للاستفادة من موقف ترامب المناهض لإيران في تسوية حساباتهم مع خصمهم الجيوسياسي الأول ايران .
يضيف "بوريس جيريليفسكي "مما لا شك فيه أن إسرائيل إحدى الأوراق المهمة في الميزان الإيراني، فمن المتعارف عليه اعتبارها العدو الرئيس والمناهض لجمهورية إيران الإسلامية وهنا من المستبعد حدوث مواجهة عسكرية مباشرة بين هذه الدول , فوزن الجمهورية الإسلامية والدولة العبرية غير قابل للمقارنة، ناهيكم بامتلاك الأخيرة أسلحة نووية ولن تقوم إيران بمهاجمة إسرائيل مباشرة، ليس فقط بسبب الأسلحة النووية، إنما ولأن مثل هذه الخطوة ستعني بالتأكيد حرباً مع الولايات المتحدة، ما زالت طهران، رغم تصريحاتها النارية، تبذل قصارى جهدها لتفاديها ولكنها مستعدة لها .
ربما يرضي إسرائيل تماماً أن تلعب الولايات المتحدة الدور الرئيس في الحرب مع إيران، إلا أن مثل هذه الفرصة هي الاخرى قليلة الاحتمال.
وفي ذات الصدد، قالت المستشرقة الروسية كارينيه غيفورغيان: "درس البنتاغون في حينه إمكانية القيام بعملية عسكرية ضد إيران، فتبين أنه بحاجة إلى وحدة برية من حوالي 800 ألف مقاتل !! ولا وجود لهذه القوة عند أحد وليس هناك من يقاتل". ولا معنى للحديث عن احتمالات اتخاذ التحالف السعودي إجراءات مباشرة ضد إيران، فهو عاجز عن الحسم حتى مع الحفاة في اليمن " .
وكما نرى، فإن احتمالات نشوب حرب بين الولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط ضد إيران، لحسن الحظ كما يتوقع بوريس جيريليفسكي، ليست كبيرة، ومثلها قدرة الولايات المتحدة على خنق إيران اقتصاديًا. يمكن أن لا يكون هناك شك في أن العقوبات الأمريكية لن تدعمها روسيا والصين، وبعض الدول الأخرى كاوربا. وهذا يعني أن طهران، على الرغم من كل الصعوبات، ستكون قادرة على الصمود وكسب المعركة.
المحلل السياسي والعسكري الأمريكي "مایكل کریغر" كتب مقالاً في موقع "راشا اینسایدر" للدراسات الاستراتيجية جاء فيه: " تورط واشنطن في شنّ الحرب على العراق كان خطأً استراتيجياً فادحاً، لافتاً إلى أن هذه الحرب تسببت بإلحاق هزيمة سياسية واستخباراتية بأمريكا تجسدت بالنتائج الكارثية التي تلت ذلك ".
وأضاف إن الخطأ الاستراتيجي الذي ارتكبته أمريكا في غزو العراق والذي حرّضت عليه تل أبيب كان السبب الرئيس في إزهاق أرواح الآلاف من الأبرياء خلال السنوات التي أعقبت هذا الغزو.
وأشار کریغر إلى أن تل أبيب تسعى في الوقت الحاضر لتهيئة الظروف لشنّ الحرب على إيران مستخدمة ذات الأسلوب الذي لجأت إليه في التحريض لشنّ الحرب ضد العراق، محذّراً من أن الاندفاع وراء مزاعم نتنياهو سيجرّ إلى حروب مدمّرة وواسعة النطاق في الشرق الأوسط نهاية المطاف.
وأعرب کریغر عن اعتقاده بأن أي خطأ عسكري قد ترتكبه واشنطن وحلفاؤها ضد إيران سيعجّل في نهاية الوجود الأمريكي بعموم المنطقة.
وأشار إلى أنه لا يمكنه تحديد وقت معيّن لاحتمال ارتكاب أمريكا حماقة عسكرية واسعة النطاق في الشرق الأوسط إلّا أنه قال في الوقت نفسه إنه يتوقع أن يحصل ذلك خلال السنوات السبع القادمة.
ومن الجدير بالذكر أن جميع المراقبين يؤكدون بأنه ليس في وسع أمريكا التورط بمواجهة عسكرية مع إيران لما تمتلكه طهران من عناصر قوة تمكّنها من إلحاق خسائر كبيرة بالجانب الأمريكي خصوصاً وأنها قد أثبتت قدرتها على إجهاض المشروع الأمريكي الرامي لتمزيق الشرق الأوسط وذلك من خلال دعمها الواضح والمؤثّر جداً لمحور المقاومة في العراق وسوريا ومناطق أخرى.
وفي وقت سابق ذكرت صحف غربية بينها "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن التجييش ضدّ إيران أصبح الشغل الشاغل لإسرائيل، لكن وبما أن تل أبيب تعلم جيداً بأن مهاجمة إيران عسكرياً ستكلفها الكثير بدأت تضغط على الإدارة الأمريكية للقيام بهذا الدور مستفيدة من تهوّر "ترامب" الذي أعلن الثلاثاء خروج واشنطن من الاتفاق النووي مع طهران.
وأعربت هذه الصحف عن اعتقادها بأن المناخ الذي أوجدته تل أبيب للتحريض ضد إيران لا يمكن أن يقنع حلفاء واشنطن خصوصاً الترويكا الأوروبية "ألمانيا وفرنسا وبريطانيا" التي مازالت تعتقد بضرورة تنفيذ الاتفاق النووي حفاظاً على مصالحها في الشرق الأوسط التي باتت مهددة بسبب السياسية المتهوّرة والمتخبّطة للإدارة الأمريكية التي تراجع أداؤها كثيراً بعد تسلم ترامب زمام الأمور في البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني 2017.
إلى جانب ذلك يعتقد الخبراء العسكريون بأن القوة الصاروخية البالستية الإيرانية التي تطوّرت كثيراً وبشكل لافت في السنوات الأخيرة كافية لردع أمريكا والكيان الإسرائيلي عن التفكير بشنّ الحرب على إيران، فضلاً عن الرفض الذي تصرّ عليه الكثير من الدول الأوروبية باللجوء إلى القوة العسكرية لحل الأزمات الإقليمية والدولية خصوصاً وأن هذه الدول تربطها علاقات اقتصادية وسياسية مفيدة مع إيران التي أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التزامها بالوفاء بتعهداتها في إطار الاتفاق النووي، ما يعني فشل أي محاولة للتحشيد ضدّ إيران من قبل أمريكا والكيان الإسرائيلي وحلفائهما في المنطقة ولاسيّما النظام السعودي.
وفق المعطيات اعلاه فان الحرب على ايران 2018 لن تكون نزهة ولن تكون لعبة ممكن تحديد بدايتها ونهايتها وسيكون العالم بعدها غير ماقبلها وستزول دول وتتغير الخرائط اذا ماتهور احدهم واشعلها .
صدى الخليح
سلمى التويجري
https://www.sada-alkhaleej.com/news/2832
https://telegram.me/buratha