لم تتوقع علياء موسى، وهي سيدة في الخامسة والخمسين من عمرها، ان تزور قبر زوجها المدفون بمقبرة الكرامة في أيسر الموصل صباح العيد.
كانت بهجة الفرح مرسومة على وجه علياء (أم عمرو) رغم وجودها قرب قبر زوجها. وهذه هي الزيارة الاولى التي حظيت بها منذ وفاته.
وكقضية معنوية، تتوجه السيدات صباح عيد الأضحى لزيارة قبور أزواجهن وابناءهم لتخفيف عن كاهلهن.
ومنع تنظيم داعش الارهابي، الذي سيطر على الموصل أكثر من 3 سنوات، النساء من زيارة القبور.
تقول ام عمرو ، “لم ازر قبر زوجي منذ احتلال داعش للمدينة.. هذه المرة الاولى. اخترت ان اقضي العيد بجوار قبره”.
وبعيداً عن القبور، يتجمع أطفال في مدينة ألعاب افتتحت حديثا في منطقة الغابات، وفيها ألعاب صغيرة تمت تهيئها على عجل؛ بسبب ضيق الوقت بين التحرير والعيد.
وتقف الثلاثينية مريم الى جانب اطفالها، لدفع أجور ركوبهم على لعبة تتأرجح يمينا وشمالاً.
تم طلاء الارجوحة باللون الأصفر لتغطية صدأ الحديد. تقول مريم لـ”الغد برس” إن “فرحة اطفالها عظيمة في هذا العيد”.
وتضيف “لم يكن لهم متنفس عندما اجتاح داعش المدينة، فهم كانوا لا يخرجون من منزلهم خوفا من التنظيم ولم يكن العيد عيداً”.
وفي حي الزهور الراقي، يتجمع رجال وشباب في أحد المطاعم بإنتظار طبق “باجة” او قلية كما تشتهر فيها الموصل.
والقلية كما يقول محمد، وهو عامل في احد مطاعم الموصل، عبارة عن لحم مسلوق ومخلوط مع البصل والخبز والدبس العراقي، مؤكدا انها وجبة صباحية يحرص على تناولها الموصليون.
ويتميز حي الزهور بمطاعمه الفاخرة، ومنها مطعم “سيدتي الجميلة” الذي فجره تنظيم داعش الارهابي بعد تحرير الساحل الأيسر.
يقول عبدالعزيز الموصلي وهو رجل في الستين انه “تعود على طعم مختلف للباجة في العيد فالحالة النفسية في العيد شكل اخر يملئه الفرح، هذا الشعور غاب خلال سيطرة داعش، وعاد اليوم”.
وعلى قاعة معهد المعلمين يقيم شباب اول عرض لهم في العيد لمسرحية يسعون من خلالها لاعادة الحياة الثقافية في الموصل.
المسرحية تحمل اسم كنكني، وهي أول مسرحية كوميدية تعرض في المدينة منذ ثماني سنوات بسبب الظروف الامنية.
يقول احمد عودة وهو احد المسؤولين على المسرحية لـ”الغد برس” ان “مثل هذه الامور هي مكملات الحياة.. يجب أن نسمع لها. ليس الحرب والقتل والارهاب”.
ويضيف “اهالي الموصل ساعدونا على انجاح هذا العمل من خلال حضورهم”.
https://telegram.me/buratha