التقارير

جيوسياسيا الموقف: إيران ـ العراق ـ حزب الله ـ سوريا والقضية الفلسطينية

1866 2017-07-07

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

لم يستطع العرب تفهم أو فهم الدوافع الكامنة وراء موقف محور الممانعة الإيراني ـ العراقي مما يحصل ضد سوريا وحزب الله في لبنان..ليس لإنهم لم يقرأوا تلك الدوافع جيدا، لكن لأنهم لم يقرأوا الخارطة الجيوسياسية جيدا.. قراءة الخرائط الجيوسياسية عادة ما توفر مدارك مهمة تعين السياسي على صناعة موقف..

والسياسة العربية ليست من هذا النوع، فهي سياسة ترتبط بالزعامات لا بالشعوب، وهم غير مدركين أو على الأقل لا يرغبون إدراك حقيقة الترابط العقيدي بين أطراف الخارطة التي نعنيها..

إن قراءة وتقييم الحدث السوري يجب أن تتم من خلال قراءة خارطة المؤامرة الخارجية التي تنفذ بزخم عال ضد سوريا لإسقاط نظامها لأسباب معلومة، ترتبط أساسا بمحور الممانعة كمدخل للوصول إلى إيران التي تقض مضجع الولايات المتحدة الأمريكية والغرب بصفة عامة .سيما وأن الانتصار للقضية الفلسطينية، ودعم مقاومتها المسلحة، بمثابة الترمومتر الذي نقيس به مواقف الحكام و الشعوب. وفي هذا الصدد فأن الموقف السوري الإيراني وحزب الله، والموقف الشعبي العراقي، المصاحب بموقف رسمي مقنن تفرضه إعتبارات معلومة، كانت دوما وبثبات مواقف أكث جرأة من غيرها في التعامل مع قصية الحق العربي في فلسطين..

ولذا فإن الموقف المبدئي لأطراف الممانعة ذاتها من قضية الحرب التي يشنها الإرهاب العربي المتأسلم كوكيل عن الصهيونية العالمية، ينطلق من ذات الإعتبارت من القضية الفلسطينية..

فالذي عملت عليه الصهيونية طويلا هو أن تخرج الصراع العربي معها من دائرتها الى دائرة أخرى، اي أن توجه العرب وجهة أخرى في صراعهم معها، بأن تحول الصراع العربي الأسرائيلي الى صراع مع آخر..

وصادف أن يجد هذا التوجيه والتوجه أرضية صالحة في البيئة العربية التخاذلية التي ما فتئت تبحث عن أعذار وتبريرات لهزائمها المتكررة في الحروب الخاطفة التي خاضتها مع أسرائيل، والتي لو راجعنا التاريخ ومعطياته جيدا، لوجدنا أنها حروب "مرتبة" معروفة النتيجة سلفا..واستطاعت الصهيونية بمكرها وأدواتها العربية أن تخترع عدوا للعرب غيرها، وكان هذا العدو الأفتراضي هو إيران ما بعد الشاه.

 فالشاه كان حليفا للصهيونية، وإيران كانت أكبر دولة إسلامية أعترفت باسرائيل كدولة وككيان ومعها تركيا التي مازالت تحتفظ بسفارة كبيرة في تل أبيب، خلافا لما يروج له رئيس الوزراء التركي الأسلامي جدا..! بسقوط الشاه نشأ وضع جديد، فإيران الإسلام كنست الصهيونية وأذنابها من طهران، واعلنت بل وعملت على أن هدف تحقيق العدالة التي بني عليها نظامها، لا يتحقق إلا بأزالة الظلم ومسبباته من المنطقة، ووجدت أن أول مسببات الظلم وإمالة ميزان العدل نحو كفة الباطل، يتمثل بالكيان الصهيوني الغاصب..

في الوضع الجديد وضعت الأنظمة الراديكالية في المنطقة العربية في إختبار لم تنجح به، وفشلت في أن تعبر عن عروبتها، في الوضع الجديد بدت الصورة وكأن جمهورية إيران الأسلامية أكثر عروبة من كثير من العرب في دفاعها عن القضية الفلسطينية، وطبعا يقف ذات الموقف المحور الجيوسياسي الذي أشرنا اليه في بداية مقاربتنا هذه... وهو توصيف ليس غريب أذا نحينا العصبيات جانبا ونظرنا الى البعد الأسلامي . في الصراع مع أسرائيل فاتت على الكثيرين نقطة مهمة جدا، هي أن أسرائيل لم تقم على أساس قومي، فاليهود ليسوا قومية بمعنى القومية الأكاديمي، هم دين منغلق على نفسه، ومن المفترض أن يتم مقارعة الصهيونية بنفس أدواتها، القومية ليست أداة صالحة للصراع مع أسرائيل، وما دام العرب يقدمون الأنتماء القومي على الأنتماء الديني والعقائدي لن يفلحوا في صراعهم مع أسرائيل، بل أن الصراع غير قائم أساسا لأختلاف المنطلقات.. عصر القوميات أنتهى من العالم، وأسرائيل لن تخسر حربا مع دعاة القومية قطعا،

إسرائيل ستخسرها مع المسلمين وليس غيرهم، وفيما يبدو فإن المحور الذي نحن بصدده هو الذي تبقى للإسلام، أما غيره فقد نزعوا جلودهم وظهروا على حقيقتهم.....

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك