دخلت عصابات «داعش» في زاوية ضيقة يسودها الخوف والتخبط عندما قامت امس باخلاء جميع مخابئها وأخفت عناصرها من شوارع ساحل الموصل الايمن. يأتي هذا على اثر تكثيف القصف الجوي وتجديد القادة الميدانيين تأكيدهم قرب انطلاق القوات المتأهبة لتحرير هذا الساحل مع التركيز على استخدام اسلحة وقذائف ذكية لضمان الحفاظ على ارواح السكان وممتلكاتهم.
«الدواعش» مذعورون
ونقل عن الرائد في شرطة نينوى عادل مروان قوله: ان ارهابيي داعش هرعوا منذ فجر امس الاربعاء الى اخلاء وغلق جميع مواقعهم في الساحل الايمن من مكاتب ما يسمى بـ(ديوان الحسبة والمكاتب الامنية) وغيرها كما سحبت العصابات جميع عناصرها من التقاطعات والشوارع، وذكر شهود عيان ان الطائرات الحربية كثفت تحليقها في سماء هذا الساحل الامر الذي اجبر هؤلاء الارهابيين على الهروب من مخابئهم خوفا من استهدافها.
واضاف مروان ان التخبط تفشى بين صفوف هذه العصابات بمجرد سماعها تصريحات القيادة العسكرية العليا وكبار الضباط الميدانيين حول اكمال الاستعدادات والتأهب للانطلاق بتنفيذ عملية تحرير الساحل الايمن في اية ساعة.
كما اكد مصدر محلي ان فلول «داعش» اقدمت امس على تفجير مبنى المحكمة الاتحادية والاستئناف في حي الدندان ضمن الساحل الايمن بعد نقل الوثائق المهمة منها الى جهة مجهولة وسرقة محتوياتها الثمينة.
ومن العلامات التي تثبت تفشي التخبط بين صفوف هذه العصابات، ما افاد به النقيب في شرطة نينوى خليل ابراهيمبقوله: ان «انفجارا كبيرا وغامضا حدث في احد معسكرات داعش السرية في منطقة الحاوي شمالي الساحل الايمن ما اسفر عن مقتل 16 ارهابيا من عناصرها تم تسليم جثثهم الى دائرة الطب العدلي في الموصل، الامر الذي اجبر تلك العصابات على توزيع سياراتها المفخخة بطريقة عشوائية بين اماكن متفرقة».
المعركة الحاسمة
ويرجع سبب اتساع حالات الارباك بين صفوف فلول «داعش» المحاصرة، الى شعورهم بالخطر الداهم عليهم بسبب التأكيدات المتكررة للقيادة العسكرية العليا وكبار الضباط الميدانيين باكمال جهوزية القطعات المتأهبة للانطلاق في اية لحظة باتجاه تحرير الساحل الايمن وتلعفر في آن واحد، اذ وصف المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول هذه المعركة بـ»الحاسمة والنهائية» لاستئصال عصابات «داعش» الارهابية والقضاء على وجودها في عموم العراق.
وتابع انه»سيتم انجازها بنجاح تام من خلال استخدام اسلحة متطورة وذكية كون الساحل الايمن يشتمل على احياء قديمة تضم ازقة ضيقة جدا، لاسيما ان الخطة الموضوعة تركز على ضمان سلامة ارواح وممتلكات الاهالي المتواجدين بأعداد كبيرة في منازلهم»، كاشفا عن ان عمليات التحرير ستنطلق خلال الايام القليلة المقبلة بمشاركة جميع صنوف القطعات العسكرية والامنية كل بحسب محور وقاطع مسؤوليته.
تحديد محاور القتال
بدوره، جدد قائد قوات جهاز مكافحة الارهاب الفريق الركن عبد الغني الاسدي، امس التأكيد ان القطعات المشتركة من قوات مكافحة الارهاب والجيش والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي وبجميع صنوف الاسلحة وصلت الى مرحلة الاستعداد التام لخوض معركة تحرير الساحل الايمن وهي تنتظر اعطاء القائد العام للقوات المسلحة الضوء الاخضر لانطلاقها.
واضاف الاسدي ان محاور المعركة تم تحديدها بالنسبة للقطعات المشاركة، منبها الى ان اساليب عصابات داعش اصبحت مكشوفة ولا جديد فيها سوى التلفيق والكذب عبر ماكنتها الاعلامية.
في الوقت نفسه، قال القائد في الجهاز الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي: ان جميع القوات على اهبة الاستعداد وجاهزة لبدء المرحلة الثالثة من معركة «قادمون يا نينوى».
وشدد على ان من اولويات مسؤولياتنا الحفاظ على سلامة المواطنين والبنى التحتية والممتلكات العامة والخاصة على غرار ما حصل في الجانب الايسر، معبرا عن تفاؤله بقرب تحرير الموصل بالكامل لاسيما ان معنويات المقاتلين عالية وبانتظار انطلاق المعركة عكس ما اصاب المجاميع الإرهابية من احباط وهزيمة نكراء في الجانب الايسر وقتل المئات منهم والعشرات من قادتهم وتدمير المئات من العجلات المفخخة والمقرات والمضافات والمخازن التابعة لهم وبالتالي فإن العدو يعيش حالة انكسار وتخبط كبير وقريبا سيتم القضاء عليه.
ضبط معامل الصواريخ والعبوات
ومن الساحل الايسر، اعلن العميد في قيادة العمليات المشتركة محمد الجبوري، ان قواتنا عثرت على معامل لتصنيع الصواريخ وانواع العبوات الناسفة والقت القبض على عشرات الدواعش بينهم قياديون عرب وعراقيون في المحور الشمالي للساحل.
واوضح ان القوات الامنية تواصل عملياتها لتفتيش وتمشيط الاحياء المحررة في هذا الساحل ومنها احياء الجامعة والمهندسين والزراعي ونركال والمجموعة الثقافية بحثا عن خلايا داعش ومخابئ اسلحتها، مؤكدا ان القوات عثرت على ثمانية معامل لتصنيع صواريخ الكاتيوشا تحتوي على المئات من الصواريخ كانت موزعة داخل هذه المعامل، فضلا عن معامل اخرى تضم عبوات لاصقة وناسفة.
كما القت القبض على 33 داعشيا من الذين كانوا يقومون بحماية وحراسة هذه المعامل.
ولفت الجبوري الى ان القوات الامنية اقدمت على غلق منافذ هذه الاحياء قبل عمليات المداهمة والتفتيش وفرضت حظر تجوال مؤقتا لمنع تسلل وهروب الدواعش منها، مشيرا الى ان قواتنا تواصل عمليات التمشيط بحثا عن ارهابيي داعش المتخفين بهدف تأمين حماية اهالي المناطق المحررة من شرورهم وجرائمهم.
https://telegram.me/buratha