تحت عنوان "ترامب أو كلينتون.. "إسرائيل" هي الفائزة"، نشرت صحيفة هآرتس العبرية مقالًا للكاتب شفي بارئيل، اعتبر فيه أنّ المتابعة الإسرائيلية للانتخابات الأميركية هي مجرّد "فضول"، ذلك أنّ العدو الصهيوني قد "ضمن كل الوعود والالتزامات الضرورية" من كافة المرشحين على اختلاف انتماءاتهم، معقّبًا بالقول "كلينتون لن تجبر نتنياهو على أي أمر، في حين أنّ ترامب سينقل السفارة الأميركية الى القدس. إلامَ نحتاج أكثر من ذلك؟".
يتابع بارئيل قائلًا "الكونغرس الأميركي كان وسيبقى دائمًا الى جانبنا، البنتاغون بحاجةٍ لنا، ويهود أميركا سيضمنون خيرنا. النموذج الذي يقود السياسة الإسرائيلية، والتي ترى أنّ #أميركا هي دائمًا في صفّنا، قد نُقش في الحجر. لذا، فإنّ الانتخابات الأميركية لن تكون بأي حال من الأحوال نقطة تحوّل مصيرية قد تنتج تحوّلًا خطيرًا على الأرض.
الرئيس الأميركي المقبل سيبقى في السلطة لمدة ثماني سنوات، أي حتى العام 2024، قبل أن ينتهي الاتفاق النووي مع إيران. إذًا، الاحتلال الإسرائيلي سيستمر لثماني سنوات أخرى دون عائق، ثماني سنوات ستبقى خلالها الحرب مشتعلة في العراق، وسيكون فيها اقتصاد #مصر عرضة للانهيار، وسوف يتسوّل خلالها الأردن للحصول على الصدقات للحفاظ على النظام الملكي الصدئ. أما في "إسرائيل"، فما هو أكثر إلحاحًا اليوم هو حل "مشكلة أمونا"، منح صلاحيات ديكتاتورية لوزير "الدفاع" وسن تشريعات للالتفاف على المحكمة العليا. في نهاية المطاف، يمكننا دائمًا أن نلعب دور الضحية أنّ غير اليهود هم المسيطرون على البيت الأبيض. لقد نجح هذا الأسلوب حتى الآن، ولا يوجد أي سبب لأن يفشل في إنقاذ "إسرائيل" في المستقبل".
وأشار الكاتب في مقاله الى أنّ " إسرائيل" نجحت، بتفوّق كبير، "في بيع الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني على أنه شأن إسرائيلي داخلي"، كما أنها "تطمح إلى تصوير نفسها على أنها دولة غربية، حتى لا تتمّ مساواتها وجمعها مع جيرانها العرب في جامعة الدول غير الديمقراطية. إنها فخورة أنها تنتمي إلى منظمة التعاون والتنمية بدلًا من الجامعة العربية أو مجلس التعاون الخليجي".
وختم الكاتب بالقول إنّ الكيان الصهيوني "استطاع بناء جدار محصّن حول نفسه، وأقنع نفسه أنّ أي قوة في العالم لن تكون قادرة على إسقاطه، لا ترامب ولا كلينتون"، معقّبًا بالقول "ليس هناك طريقة أخرى لتفسير الصمت الإسرائيلي في مواجهة التصريحات المعادية للسامية التي صرّح بها ترامب، والعديد من أنصاره. ليس هناك طريقة أخرى لفهم اللامبالاة، حتى في اليمين، نحو إمكانية أن تقوم كلينتون، نظرًا لتصريحاتها السابقة، بمحاولة دفع مبادرة السلام الى الأمام.
وفي حين عبّر القادة الأوروبيون علنًا عن خوفهم من إمكانية فوز ترامب، كانت القدس تغني "هافا ناجيلا". جرى استطلاعات رأي لقادة العالم حول موقفهم من نتائج الانتخابات الأميركية، وكان جواب "إسرائيل": "لا رأي لي". وكما جرت العادة، نحن مستعدون لأي سيناريو".
https://telegram.me/buratha