التقارير

معركة الفلوجة...تحليل عسكري اولي

2996 06:34:43 2016-06-10

سعود الساعدي
لطالما لعبت العقول العسكرية الاستراتيجية دورا كبيرا في حسم العديد من المعارك رغم التفاوت الكبير في كفتي الميزان بين طرفي المواجهة في الامكانات والقدرات المادية والتقنية والتنظيمية ولطالما كُسبت معارك كبرى بسبب مواقف او قرارات استراتيجية حاسمة في لحظات حرجة ولطالماخُسرت معارك كانت على حافة تحقيق الانتصار بسبب مواقف او قرارات استراتيجية خاطئة ما يؤكد ان للعنصر الانساني دور حاسم وكبير في تحقيق الانتصار النهائي.
يبدو المُخطط العسكري لمعركة الفلوجة الذي يمتاز بعقل استراتيجي او منظومة عقول استراتيجية عمل على مراعاة حرفية لمبادئ فن علم الحرب كمبدأ تركيز القوات ومبدأ الامن ومبدأ الحركة ومبدأ الهجوم ومبدأ المفاجأة او المباغتة - الذي سجل لهذا المخطط ابداعا ملفتا في ساعات وايام المعركة الأولى - وغيرها من المبادئ فالخطة العامة او الاستراتيجية العسكرية الموضوعة للمعركة وتكتيكاتها المتبعة واساليبها المستحدثة فاجأت العدو وكسرت ظهر دفاعاته بمجرد انطلاقها.
عملية الفلوجة ابتدأت بمرحلة عزل وتطويق اولي مطلق لمحاصرة المدينة بنسبة 360  درجة عل طريقة "الصندوق المغلق" قامت على أساس التحرك من ثلاثة محاور أساسية اولها المحور الجنوبي الشرقي وثانيها المحور الشمالي الشرقي وثالثها المحور الشمالي الغربي تفرعت الى ستة محاور عملت أولا على تفتيت قطعات العدو وارباكها وقطع خطوط الامداد وابطال اساليبه الدفاعية المعروفة بطرق إبداعية جديدة.
عندما يتم محاصرة مدينة ما وقطع خطوط امدادها وتقطيع اوصالها ومنعها من توفير عنصر الاسناد المتبادل بين قطعاتها سيؤدي الى سقوطها عسكريا وهذا هو جوهر العمليات العسكرية في حرب المدن واستكمال عمليات المحاصرة سينقلنا الى مرحلة جديدة وهي حرب الشوارع ما يستدعي تغييرا في الاساليب والتكتيكات المتبعة لاختلاف بيئة المعركة.
المرحلة الثانية كما مخطط لها هي مرحلة العزل والتطويق الداخلي المزدوج بعد التوغل عبر احد عشر محورا تتفرع من المحاور الستة وتقسّم الفلوجة بعد اقتحامها المباشر الى عدة مناطق "صناديق مغلقة" محاصرة ليسهل بالتالي عزل والقضاء على مراكز تواجد تنظيم داعش وحلفاءه ومعالجة مصادر النيران المعادية بسهولة.
التقدم السريع والمباغت يدل على حرفية عالية في رسم خطة المعركة والتعاطي مع قطعات داعش بعد التعرف على الثغرات والاستمكان من مواقعه واستكشاف نقاط ضعفه ومسح الموارد والطاقات والإمكانات وابطال توظيفها ما مكنها من التعاطي مع داعش بطريقة مختلفة ستؤدي الى حسم المعركة خلال أيام قليلة بخسائر محدودة اذا لم تمنعها الارادة السياسية العراقية التي يبدو ان البعض يسعى الى مصادرتها.
تعاظم قدرات المنظومة العسكرية وبالذات قوتها الضاربة فصائل الحشد الشعبي وقواه الرئيسة وتراكم الخبرة لديها وتضاعف الامكانات على مستوى الإدارة والقيادة والسيطرة وحسن اختيار اللحظة الحاسمة لتوجيه الضربة القاصمة كلها عوامل ستساهم بتحقيق نصر سريع ونوعي اذا لم تحصل بعض المفاجآت او العرقلة الداخلية او الخارجية السياسية.
 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك