محمد سعيد الصحاف سفير العراق في السويد وبجانبه القائم بالاعمال العراقي موفق عبود المتهم بجريمة القتل
قراءه في كتاب صدر باللغة السويدية : På Uppdrag från Baghdad
(مهمة من بغداد : خدمة استخبارات صدام حسين على الاراضي السويدية )
بقلم الدكتور حسن حلبوص
والذي صار سفير العراق في باريس منذ عام 2004 -2010
اثناء تقديم الاوراق الاعتماد للسلطات السويدية عام 1985
عنوان الكتاب باللغة السويدية : På Uppdrag från Baghdad
الكتاب باللغة العربية : مهمة من بغداد : خدمة استخبارات صدام حسين على الاراضي السويدية
لغة الكتاب : السويدية
تاريخ النشر : 22-12- 2011
الطبعة الاولى – السويد – استوكهولم
يذكر المؤلف والباحث السويدي ( Mats Ekman ) ومن خلال وثائق الاستخبارات السويدية ووزارة الخارجية السويدية بانه كان لنظام صدام نشاطا استخباريا ناشطا منذ عام 1970 وحتى سقوط النظام عام 2003 وغاية هذه الانشطة هو التجسس على العراقيين اللاجئين في السويد وبخاصة من طالبي اللجوء من خلال زرع عيون كثيرة وصلت بعضها الى تجنيد عناصر من الشرطة السويدية للتجسس على العراقيين المعارضين لحكم صدام ( راجع صفحة 13 من الكتاب ) وقد وصلت الى حد قتل احد العراقيين وتقطيع اوصال جسده في منطقة تقع شمال العاصمة استوكهولم ( Västerbotten ) حيث كانت اجهزة صدام في الساحة السويدية قوية بسبب وجود شركات سويدية وعدد كبير من السويديين يعملون في العراق مما شكل ضغطا على السلطات السويدية انذاك في عملية الموازنة بين هذه الانشطة والمصالح الاقتصادية .
وعندما اصبح ( اولف بالمه ) وسيطا في الحرب العراقية – الايرانية التقى سفير العراق في السويد محمد سعيد الصحاف وموفق مهدي عبود مع اولف بالمه قبل مقتله بيوم واحد ! حيث حصل اللقاء طبقا لوثائق وزارة الخارجية السويدية يوم 28 شباط 1986 وهذا اللقاء ما يزال محل شكوك وقلق السلطات السويدية وحاولت وزارة الخارجية في السويد التعرف على مضمون اللقاء من موفق عبود ولكن دون جدوى .
كما خصص الکتاب 76 صفحة لتغطیة عملیة قتل عنصر المخابرات السابق المنشق ماجد حسین. الذي عثر على جثته في جنوب ستوکهولم في 17-3-1985 وهي مقطعة الى اشلاء وفي اکیاس بلاستیکیة داخل حقیبتین سوداویتین. وبعد ایام من اختفاء ماجد حسین في 9-1-1985 وخلال تنصت جهاز (FRA) مؤسسة اتصالات الدفاع السویدیة على وسائل اتصالات السفارة العراقیة، تمکنت من حل الشفرة السریة للسفارة وان یلتقطوا عبارة ( تم استئصال الورم ) تبینت فیما بعد للشرطة السریة السویدیة ( SÄPO ) انها تعني التخلص من ماجد حسین.
والوثائق السریة السویدیة استطاعت تحديد العناصر الذین کانوا وراء تخطیط ومتابعة تنفیذ عملیة الاغتیال منهم:
• فاضل براك التکریتي (مدیر المخابرات).
• موفق عبود، القائم بالاعمال العراقي والذي اصبح سفیرآ للعراق في فرنسا في عام 2004 بعد سقوط نظام صدام حسین والذي دخل العراق مع لجنة اعمار العراق الامريكية التي كانت برئاسة عماد الخرسان وكان موفق عبود ضمن لجنة الاعمار لوزارة الخارجية العراقية واستطاع بناء علاقات مع الجانب الامريكي ومع عادل عبد المهدي ومحمد علي الحكيم ( السفير الحالي في جنيف ) ومع محي الخطيب سفير العراق الحالي في سلطنة عمان .
وموفق مهدي عبود متزوج شقيقة القاص العراقي موفق خضر .وهو يشغل الان منصبا كبيرا في وزارة الخارجية العراقية (( رئيس دائرة امريكا الشمالية والجنوبية والبحر الكاريبي في وزارة الخارجية العراقية )). انظر موقع وزارة الخارجية العراقية :
http://www.mofa.gov.iq/arab/Theministry/depart.aspx?sm=83
• محمد سعید الصحاف الذي عین سفیرآ للعراق في السوید بعد شهرین من عملیة قتل ماجد حسین والذي قام بدور محو آثار الجریمة، وتقدیم المکافأة المادیة لاثنین من المواطنین السویدیین الذين ساعدوا المخابرات في عملیة القتل.
• فاضل فراق، مواطن عراقي کان یٌٌصدر جریدة (الحوار) في مدینة اوبسالا، ثم انتقل الى مکتبه الجدید الفاخر في ( Kungsgatan 55 ) )في ستوکهولم.
• الملحق الدبلوماسي في السفارة العراقیة کامل سلیم.
وتحدد الوثائق اسماء العناصر الذین نفذوا الجریمة وهم:
• جمیلة الشافي، امرأة عراقیة وعنصر مخابراتي بجواز لبناني مزور ، استخدمت کطعـم للایقاع بالضحیة في شرك نصبها المخابرات.
• علي موفق حسین عنصر المخابرات والقاتل الذي وصل الى السوید في 14-12-1984 وغادر في 9-1-1986 یوم تنفیذ العملیة برفقة جمیلة الشافي الى کوبنهاکن ومنها الى نیس في فرنسا.
• علي عبد حسین عنصر المخابرات والقاتل والذي وصل الى السوید في 14-12-1984 بجواز دبلوماسي کحامل للبرید وغادر الى یونان في 9-1-1985 واختفى اثره هناك.
ان هذا الکتاب مهم لرصد النشاطات المخابراتیة لبقایا النظام السابق في الخارج ( سابقا وحاليا لبقايا نظامه ) وکشف وفضح من ارتکب الجرم ولایزال بعید عن ایادي العدالة وخاصة في البلدان الذي استقروا فیها کلاجئین سیاسیین . بل ان كثير منهم يحتلون حاليا مواقع مهمة في الدولة العراقية , سفراء , ضباط في الاجهزة الامنية , موظفون كبار في وزارة الخارجية العراقية والاجهزة الاخرى رغم سقوط النظام منذ عام 2003 .
يشير المؤلف Mats Ekman المختص بشؤون الشرق الاوسط والعراق خاصة الى ان صورة الغلاف تضم محمد سعيد الصحاف الذي شغل منصب سفير العراق في السويد مع موفق مهدي عبود القائم بالاعمال العراقي انذاك باعتباره الشخص الثاني في سفارة العراق في استوكهولم ( وهو منصب استخباري ) والصحاف صار مشهورا اثناء قصف بغداد من قوات التحالف عام 2003 وهو متورط في جريمة القتل التي وقعت في العاصمة السويدية عام 1985 مع موفق مهدي عبود طبقا لوثائق وزارة الخارجية السويدية والبوليس السويدي .
كما يذكر الكاتب الى ان وزارة الخارجية السويدية وجهت سؤالا للسفير موفق مهدي عبود عام 2007 حين كان يشغل منصب سفير العراق في باريس عن مقتل العراقي ماجد حسين وعن امكانية تعاونه لكشف المخططين والفاعلين والمشاركين في الجريمة بعد 25 عاما من وقوعها الا انه ابدى استغرابه من توجيه هكذا سؤال له ؟!
ويذكر الكاتب (( بان الحكومة العراقية يبدو انها لم تقم بعمل كافي للتدقيق والتحقق من خلفيات الاشخاص المرشحين لهكذا مناصب ومنهم موفق عبود الذي له خلفية تاريخية اجرامية والذي لا يصلح للدبلوماسية)) - ( صفحة رقم 209 )
بتاريخ 13 مايس من عام 2008 زار وزير الخارجية هوشيار زيباري السويد وقد ابلغته السلطات السويدية – بحضور الكاتب الكردي كردو بخشي – اهمية التعاون بخصوص قضية تورط موفق مهدي عبود سفير العراق في باريس بمقتل عراقي وتقطيع اوصاله على الاراضي السويدية , وقد اجاب زيباري بانه سيكون مسرورا للتعاون وجاء الرد منه بتعيين موفق مهدي عبود بعد فترة بتعيينه رئيسا لدائرة امريكا الشمالية والجنوبية والبحر الكاريبي في وزارة الخارجية العراقية وهو يشغلها الان وعلى رأس منصبه حاليا ؟! ( انظر الصفحة رقم 210 من الكتاب ).
تجسس موفق عبود على الاكراد المعارضين في لندن 1980
وفي ذات الصفحة 210 يشير المؤلف بان موفق مهدي عبود ووفقا للوثائق المرفقه بالكتاب كان قد تجسس على نشاطات الاكراد المعارضين للنظام الدكتاتوري في اثناء عمله في السفارة العراقية في لندن عام 1980 كما شغل مناصب استخبارية بغطاء دبلوماسي في قطر ولندن واستوكهولم واختفى في النمسا ( فينا ) عام 1988 واستطاع التغلغل مع المعارضة العراقية لاحقا ولم يتمكن البوليس السويدي من الاستماع الى اقول موفق عبود خلال وجوده في النمسا بسبب سكنه غير المعروف وسلوك طريق التخفي وهنا يذكر المؤلف سؤالا محيرا وهو :
كيف استطاع موفق عبود العيش في ترف خلال 15 سنة بلا عمل من عام 1988 – 2003 مع زوجته جهينة ناصر راجع صفحة 211. ويتسائل المؤلف في الصفحة 106 من الكتاب كيف يمكن تعيين شخص مثل موفق عبود في موقع حساس في الدولة العراقية الحالية وهو كان يقوم بالتحقيق في دائرة المخابرات العراقية ببغداد في عام1983 بعد عودته من لندن مع العراقيين الساكنين في السويد او العاملين مع الشركات السويدية والمرفوعه عليهم تقارير سرية للمخابرات العراقية ؟ وكشف المؤلف عن تعاون وثيق بين جهاز المخابرات في بغداد والدكتور فوزي طبو ( طبيب من الموصل يعمل في شمال استوكهولم – مدينة اوبسالا ) وبالتعاون مع مسؤول تنظيمات البعث في السويد عبد المهيمن تقي العريبي الذي يشرف على خلايا التنظيم للبعث ومنها خلية استوكهولم التي كانت تضم ( صلاح سليمان ونزار باز وحسين غالب وهادي حبش جراح دماغ وطبيب بيطري اسمه جبار واخرين ) انظر صفحة 84
في الصفحة رقم 192 يشير الباحث الى ان اغتيال عميد المخابرات المنشق عن نظام صدام ماجد عبد الكريم حسين اغتيل بعد ثمانية ايام من اغتيال اولف بالمه التي وقعت يوم 28 شباط 1986 والذي كان محمد الصحاف وموفق عبود في اجتماع معه بل ساعات من اغتياله وقد لعب موفق عبود دورا كبيرا في عملية اغتيال ماجد حسين والذي جرى تقطيع جسده لقطع صغيرة ووضعها في حقيبتي سفر .
وبالعودة الى موضوع القائم بالاعمال العراقي في السفارة العراقية في السويد موفق مهدي عبود والذي شغل منصب سفير العراق في فرنسان لمدة تزيد عن 9 سنوات ويشغل حاليا منصب رئيس دائرة امريكا الشمالية والجنوبية والبحر الكاريبي في وزارة الخارجية العراقية فان الكاتب يخصص العديد من الصفحات من ص 208- 212 لدور موفق عبود الاستخباري في عمليات الاغتيال على الساحة السويدية والتجسس على العراقيين المعارضين لنظام صدام في العديد من الدول التي اشتغل بها .
وجاء في الصفحة رقم 208 ما يلي ( عقب ثلاثة ايام من عملية ازالة الورم اي تقطيع جسد ماجد حسين في استوكهولم اي في 4-3-1985 حصل اتصال هاتفي مع موفق عبود على رقم هاتف السكن رقم 653073
وكان يسكن في شقة – الطابق السابع وهو يمارس عملا تجاريا ايضا وهو قريب جدا من حادثة القتل المذكورة وهو يعمل بنفس خلية تنظم البعث مع محمد سعيد الصحاف في بغداد .
اجابت زوجة موفق عبود ( جهينة ناصر )بان موفق في الحمام الان وقال لها المتصل ابلغيه التحيات وقولي له بان الشخص الذي اختفى قد وجدت جثته مقطعة وانتظر اتصال موفق معي بعد خروجه من الحمام ).
لم يتصل عبود في ذات اليوم وانما اتصل في اليوم الثاني وكان قلقا ومتوترا واتصلت به اكثر من صحفي لمعرفة معلومات عن الموضوع لكنه لم يجب .ومن الطبيعي ان القتله كانوا قد غادروا السويد بنجاح وبدعم من السفارة العراقية وقد حصلت ازمة دبلوماسية بين بغداد واستوكهولم .
موفق عبود غادر السويد مع زوجته يوم 31 مارس 1985 الى لندن ومن ثم قبرص ورجع بعد ثلاثة اسابيع وان (( موفق مهدي عبود القائم بالاعمال العراقي وطبقا للخلفية الاستخبارية له مسؤول عن عملية ازالة الورم وتعني تقطيع ماجد حسين في السويد ص 208 ))وهو كان على اتصال مع صالح مهدي عماش في فلندا للتنسيق حول تصفية ماجد حسين .
ص 210 كان موفق عبود يطارد النساء وله علاقات متعددة وصلت الى حد الشكوى عليه لدى البوليس السويدي بسبب التحرش الجنسي رغم انه تزوج اكثر من مرة .
· ملاحظة : رغم مرور 9 سنوات على زوال حكم الطاغية فان الساحة السويدية ما تزال تضم عناصر كثيرة لبقايا صدام وهم ينشطون ويقيمون الاحتفالات في مناسبة اعدامه وفي 7 نيسان من كل عام وغيرها من المناسبات ؟! ووصلت حدا ان بعض الاجتماعات عقدت في مكتب الخطوط الجوية العراقية في العاصمة استكهولم وبموجب محضر يوثق نشاطاتهم الاجرامية .
· انظر ملف فساد موفق مهدي عبود سفير العراق في فرنسا :
http://www.urbab.net/news.php?action=view&id=3187
· حول وضع وزارة الخارجية وتغلغل بقايا صدام انظر:
http://www.janubnews.com/iraqiraq/modules/news/article.php?storyid=2902
الكتاب يضم معلومات مهمة عن التجسس على العراقيين المعارضين لصدام وعن اسماء العملاء والخونة من العراقيين وغيرهم وهو جدير بالقراءة وللاتصال بالكاتب باللغة الانجليزية يمكن الاتصال ب:
">Mats@ekman.info
https://telegram.me/buratha