وفيق السامرائي
خبير ومحلل عسكري ستراتيجي عراقي مغتربابتداء أقول أعان الله القائد العام على فوضى السياسة، وسنتحدث في يوم آخر عن محاولات الحرامية والجهلاء والمتآمرين ممن يحلمون في تقسيم العراق.
عندما سقطت الفلوجة قبل أكثر من سنتين خرج العملاء والجهلاء مطالبين باعطاء فسحة من الوقت للتفاوض وترك المجال لأهل المنطقة لحل المعظلة. فتعزز وجود داعش بقوة، وتصاعدت لغة منصات الطائفيين قبل أن يفروا، وحصل الاجتياح الكبير من الموصل نحو بغداد، الذي حذرنا منه تلفزيونيا مسبقا.
ومنذ البداية نصحنا بتحرير الوسط قبل التوجه إلى قلب المؤامرة في الموصل، حفاظا على سلامة القوات، ومنع الدواعش من استغلال فراغ للتغلغل في بغداد، وقد جرى تفهم ما قلنا بعد أن أصبح كل فرد من العراقيين على بينة منه.
لكن، قصة الفلوجة أصبحت أمرا محيرا، ولم يجر حتى استكمال تحرير قصبة الگرمة، وترك الناس تحت سلطة الدواعش، وأراد المغرضون داخل العراق وخارجه استغلال الحالة لمصلحة مشروعهم.
والسؤال هو: هل أن الفلوجة أكثر صعوبة من الرمادي؟ الجواب: كلا.
وبغض النظر عن التفسيرات والمواقف غير المجدية فإن من المستغرب عدم تحريرها، والتركيز على فتح عمليات بطيئة جدا شمالا نحو الموصل. علما أن فتح جبهة مخمور ليست خطأ، بل ضرورية للقيام بها من قبل أبناء نينوى وتجربة المغرضين والوطنيين من سياسييها. لكن، لا يجوز تشتيت موارد الدولة المركزية، وليصفيّ المسؤولون من المحافظة الشكوك حولهم قبل أن يُستمع إليهم.
الآن، غاية المخربين والحرامية إرباك أمن الوسط والجنوب، والرد عليهم يكون بسلسلة إجراءات متداخلة أهمها تحرير الفلوجة، وستلمسون تحسنا كبيرا في أمن بغداد والجنوب ، تماما كما حدث بعد تحرير جزيرة سامراء حيث لم يعد أحد يسمع صوت رصاصة خفيفة وليس قذيفة.
السيد القائد العام مدعو إلى حسم القرارات اللازمة وترك جبهة الموصل لشباب الموصل، وقد دربت وزارة الداخلية الآلاف منهم. ولكي لا يساء الفهم، فالموصل عزيزة ومهمة ومن الضروري تحريرها بأقرب فترة، لكن المركز والخاصرة أكثر أهمية في ترتيب الأسبقيات. والاختلاف بين متحدون واتحاد القوى مؤشر ايجابي يدل على تصحيح مسارات سنأتي إليها.
مع التحية
https://telegram.me/buratha