التقارير

هل ما حصل يوم الخميس في البرلمان يعتبر حل للازمة ام هروب منها للأمام ؟

1699 15:25:36 2016-04-03


الدكتور حاجم الحسني

   في معظم دول العالم منصب الوزير هو منصب سياسي وهذا الوزير السياسي يحاول من خلال تصديه للمنصب دفع برنامج الحكومة الى الأمام لأن ذلك يصب في خدمة الحزب او التيار الذي ينتمي اليه من حيث استمرار نجاحه في الدورات الانتخابية ويثبت للشعب بأنه هو المؤهل في تقديم الأفضل له من الخدمات والتنمية والتطور. وشرط التكنوقراط ليس مهما في الوزير بل شرط القيادة وقدرة الادارة والتخطيط، قياديا يجيد نقل صلاحياته الفنية الى المناصب الفنية في وزارته، تلك المناصب التي يفترض توليها عناصر التكنوقراط المتدرجين في العمل الاداري والفني. هذه الطبقة في الوزارات هم التكنوقراط، ولكن في العراق من يتصدى لهذه المواقع الفنية او لنقل معظمهم هم خارج دائرة التكنوقراط، منا أدى الى خلق ترهل كبير في جسد الدولة العراقية وأتاح للفاسدين دورا كبيرا في نهب ثروات العراق.
ما حصل يوم أمس هو ابعاد شبح الفوضى والانفلات الأمني في وضع عراقي قاهر، هذا هو جانب النجاح الوحيد في تفاعلات الأمس، وهو نجاح كبير ولا شك، ولكن قادم الأيام سيكشف لنا ان مشكلتنا أكبر بكثير من تغيير كابينة وزارية بغيرها، فنحن نمتلك دولة نخرها الفساد وسوء الادارة وتسلط الارهاب بجميع أشكاله وفرقة سياسية واجتماعية، وغياب الرؤية وانعدام الاسترايجيات والخطط التنموية. الخطوات الاقتصادية القاسية المطلوبة للمرحلة القادمة قادرة وحدها على اسقاط أية وزارة مهما كانت شخصياتها. الخروج من الأزمة يتطلب بناء رؤية مشتركة من قبل الأطراف السياسية الفاعلة في الساحة العراقية بعيدا عن المصالح الضيقة الحزبية والفئوية والطائفية، نحتاج تثقيف الشعب على ان المرحلة تتطلب شد الحجارة على البطون من قبل القيادات قبل الشعب وتحمل قساوة القرارات الاقتصادية . ان تحقيق دولة المواطنة يتطلب برامج فكرية وثقافية تعبر بنا من جزر الطائفية والاثنية الى الأرض والفضاء الممتد للمواطنة.
وأمر كهذا ليس مستحيلا تحقيقه لو توفرت القيادة الحكيمة الواعية والرؤية العميقة والخطط العملاقة والأحزاب الواعية. أما حكومة غير مسنودة من الكتل والفعاليات السياسية، بل المحاربة لها، فمآلها الفشل والانهيار. فالسلاح اليوم ليس بيد الحكومة وحدها، والتدخلات الخارجية ستجد فراغات أكبر للنفوذ في دوائر الصراع الداخلي وتدفع الحالة العراقية الى مزيد من التشرذم والتفرق والانقسام.
الكلام الجميل المنمق في الفضاء الواسع لا يعني شيئا عندما يقابله كلام مناقض في الغرف المغلقة، فالجميع خائف على مصالحه الحزبية والطائفية والاثنية، والثقة مفقودة ، والثقة كقعر القنينة فإن انكسرت سال كل ما فيها، فالصف الواحد كالبنيان المرصوص يصعب اختراقه والخلل في الصف يسهل الاختراق والتدمير.
العراق بحاجة الى حكماء أكثر من تكنوقراط

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك