دعا ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي، اليوم الاربعاء، إلى ايقاف حج أهالي الموصل وقطع الرواتب والكهرباء عن نينوى لحين تحريرها، وفيما عدت كتلة المواطن التابعة للمجلس الاعلى الاسلامي أن تنظيم (داعش) الارهابي أجبر حجاج الموصل على رفع شعاراته وراياته، ومن الضروري التعامل معهم بنحو "ايجابي وموضوعي" وصرف رواتبهم وتجهيزهم بالكهرباء، لئلا يضطروا للذهاب مع "الإرهابيين"، وأكدت الحكومة أنها قطعت رواتب موظفي الموصل ونفت إيصال المفردات التموينية إليهم.
وكانت قوافل حج عدة متجهة من مدينة الموصل إلى الديار المقدسة، قد انطلقت، يوم الأحد الماضي،(الثلاثين من آب 2015)، كما بيّنت بعض الصور التي بثت عبر مواقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك".
ائتلاف المالكي: ينبغي ايقاف حج أهالي الموصل وقطع رواتب الموظفين والكهرباء عن نينوى
وتقول النائبة عن ائتلاف دولة القانون، ابتسام الهلالي، في حديث إلى (المدى برس)، إن "خروج حجاج الموصل يوم الاثنين،(الـ31 من آب 2015)، بسيارات تحمل رايات داعش وشعاراته، يشكل تحدياً كبيراً للحكومة العراقية"، عادة أنه كان "يجب عليها ايقاف حصة حجاج الموصل للعام الحالي لحين تحريرها".
وتضيف الهلالي، أن "ائتلاف دولة القانون سيثير الموضوع في جلسة البرلمان المقبلة، لأن هناك الكثير من أهالي الموصل الرافضين لفكر (داعش) ونزحوا منها، ولا بد من مناقشة أمر من بقي منهم بالمدينة وتحديد موقفهم إما مع داعش وإما ضده".
وترى النائبة عن الائتلاف الذي يتزعمه نوري المالكي، أن من "غير المنصف إطلاق رواتب محافظة نينوى وايصال الخدمات إليها من كهرباء وغيرها"، مبينة أن "الائتلاف طالب أكثر من مرة بعدم اطلاق الرواتب لموظفي الموصل لأنها تذهب لتنظيم داعش، الأمر الذي يشكل تمويلاً حقيقياً لتنظيم، كما طالب بتوقف تزويد المحافظة بالكهرباء في حين تعاني المحافظات الأخرى من شحته".
ائتلاف المواطن : هل يعقل أن يرفع حجاج الموصل العلم العراقي أمام أنظار (داعش)
لكن ائتلاف المواطن رأى أن "عصابات داعش لم تكن تسمح لحجاج الموصل بمغادرة المدينة دون حمل راياته".
ويقول المتحدث باسم كتلة المواطن حبيب الطرفي، في حديث إلى (المدى برس)، "كيف يمكن تصور خروج حجاج الموصل من المدينة التي يسيطر عليها تنظيم مجرم"، متسائلاً "هل من المعقول رفع العلم العراقي على الحافلات التي تقل أولئك الحجاج".
ويعرب المتحدث باسم الكتلة التابعة للمجلس الأعلى الإسلامي، بزعامة عمار الحكيم، عن أمله بأن "ينظر للموضوع بصورة ايجابية وموضوعية بعيداً عن التشنج والمبالغة"، مؤكداً على ضرورة "وجود منفذ للتعامل مع أهالي الموصل، وصرف رواتبهم وتجهيزهم بالكهرباء، لئلا يضطروا للذهاب مع داعش".
مكتب العبادي: هل يعقل حمل حجاج الموصل بإرادتهم أعلام داعش بمناطق تسيطر عليها الحكومة
ويقول المتحدث باسم المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة حيدر العبادي، إن "الحجاج الذين خرجوا من الموصل قد يكونوا حملوا رايات داعش مضطرين"، مشيراً الى أن "تنظيم داعش الذي يسيطر على الموصل أجبرهم على حملها، أو وضع عبارات ما يسمى بالدولة الإسلامي على قوافلهم".
ويوضح الحديثي في حديث إلى (المدى برس)، أن "الكل يعرف أن أولئك الحجاج يمرون بمناطق عديدة يسيطر عليها تنظيم داعش، حتى وصولهم الكيلو 160 غرب الأنبار، حيث تبدأ عندها سلطة القوات الاتحادية العراقية".
ويتابع الحديثي، أن "هؤلاء الحجاج يعرفون أنهم بالنتيجة سيمرون بمناطق تسيطر عليها الحكومة العراقية"، متسائلاً "حتى إذا كانوا متبنين لفكر (داعش) كما يعتقد البعض، فهل من المعقول أن يحملوا راياته وشعاراته بالمناطق المسيطر عليها من قبل الحكومة.”
ويؤكد المتحدث باسم مكتب العبادي، بما يتعلق "بدفع رواتب الموظفين بالموصل، فإن الأمر ليس كما يعتقد البعض، وقد صدر قرار من مجلس الوزراء منذ شهرين أو أكثر ثبت به توقيف رواتب الموظفين والمتقاعدين في المناطق التي تخضع لتنظيم داعش، وعدت مرتبات المتقاعدين إدخاراً إجبارياً إلى أن يتم تحرير تلك المناطق".
ويشدد الحديثي، أن "الحديث عن وصول مفردات البطاقة التموينية لمدينة الموصل أمر غير صحيح"، وزاد "هل يعقل أن مدينة حديثة والخالدية وعامرية الفلوجة التي لا تخضع لتنظيم داعش وما تزال تقاوم، لا تصلها الحصة التموينية وترسل إلى مناطق يسيطر عليها تنظيم داعش كالموصل".
وكان مسؤولون موصليون أكدوا أن المدينة تشهد اشتباكات بين اجنحة عراقية وأجنبية تابعة لـ(داعش) بسبب المال والنساء، لكنهم بينوا أن جماعات شعبية داخل الموصل كثفت من استهدافها لعناصر التنظيم، مؤكدين أن الموصل باتت مهيئة للثورة ضد داعش بمجرد وصول الجيش إليها.
https://telegram.me/buratha