واصلت سلطات الاحتلال الصهيوني قهر واستضعاف الفلسطينيين المقدسيين وتشريدهم، ضمن مشروعها القاضي بطردهم من كافة الأراضي المحتلة وخصوصاً القدس. وفي هذا الإطار لم تنكفئ يد الاحتلال عن تصعيد حملات التهجير القسرية بحق المواطنين بل تمادت ابعد من ذلك في تعزيز الوجود الصهيوني داخل المدينة، خاصة في شطرها الشرقي، عبر المصادقة على إقامة 558 مستعمرة جديدة.
وفي هذا الإطار كشفت المعطيات الأخيرة للجنة تنسيق الشؤون الإنسانية الأممية، عن معطيات تشير الى مضاعفة الجهود الصهيونية الرامية الى طرد الفلسطينيين من منطقة غور الأردن من خلال سياسة هدم المباني. وتبين المعطيات أن سلطات الاحتلال هدمت في العام الماضي 390 بيتاً فلسطينياً، ويشكل اكثر من ضعف البيوت التي هدمت عام 2012، وعددها 172 بيتاً، فيما فقد 1103 فلسطينيين عام 2013 سقفاً يؤويهم نتيجة سياسة الهدم الصهيونية، بينهم 558 طفلاً. وفي غور الأردن وحده فقد 590 فلسطينياً بيوتهم، بينهم 297 طفلا.
وبموجب تقرير اللجنة فقد هدمت قوات الاحتلال في بقية مناطق في العام الماضي، 52 بيتا و123 بناية أخرى. وفي شرق القدس المحتلة هدمت 52 بيتاً و46 بناية أخرى، وبلغ المجموع الكلي للبنايات التي تم هدمها 663 بناية.
وقد أثار قرار الصليب الأحمر وقف توزيع الخيام على الفلسطينيين فور هدم بيوتهم، غضباً عارماً، أيضاً بين جهات إسرائيلية لانه يحرج السلطات الصهيونية لانها أعدمت الفلسطينيين مأواهم. واعتبرت صحيفة "هارتس" القرار انتصاراً لسياسة "الترانسفير ـ نقل المهجرين"، وكتبت منتقدة الصليب الأحمر على قراره بالقول: "بقرارها هذا تتوقف المنظمة عن القيام بدورها الإنساني، في حال مواجهتها لظروف متطرفة تفرض عليها ذلك، كمنع وصولها الى المنطقة المنكوبة، او وجود ميليشيات مسلحة تخرق القانون الدولي والتفاهمات الاجتماعية المتعارف عليها".
وتناولت الصحيفة في سياق انتقادها للقرار، معطيات حول مصادرة قوات الاحتلال لخيام الفلسطينيين، التي زودتهم بها منظمة الصليب الأحمر، وقالت: "قام الجيش ست مرات بمصادرة الخيام التي احضرها الصليب الأحمر لمن تم هدم بيوتهم، ولكن بعد هدم مباني أم الجمل في غور الأردن مؤخراً لم يحاول الصليب الأحمر حتى إحضار الخيام".
حال المقدسيين بعد هدم قوات الاحتلال الصهيوني بيوتهم ومصادرة الخيم، ساءت بسماعهم خبر إعطاء بلدية القدس المحتلة موافقتها على عدة خطط لبناء 558 وحدة سكنية جديدة في احياء شرق المدينة. وقالت البلدية الاسرائيلية للقدس في بيان "خلال اجتماع اللجنة المحلية للتخطيط والبناء اليوم تمت الموافقة على خطط لبناء 386 وحدة سكنية في هار حوما و136 في نيفي ياكوف و36 في بسغات زئيف".
من جهته، اعتبر الناطق باسم رئاسة السلطة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، الخطوة الصهيونية دليلاً على استمرار الكيان في تعطيل الجهود الأميركية لإنجاز اتفاق تسوية ؛ مطالباً كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات بدعوة المجتمع الدولي للتحرك ومحاسبة سلطات الاحتلال.
هذا وقال مدير دائرة الخرائط في "مؤسسة بيت الشرق" خليل التفكجي :" إن هذه المشاريع الاستيطانية هي بمثابة رسائل سياسة لجميع الأطراف ؛ وفي مقدمتها السلطة ؛ مفادها أن القدس عاصمة الكيان. وأشار التفكجي إلى أن الاحتلال يعمد بصورة يومية إلى فرض وقائعه على الأرض ؛ دون اكتراث بأي تحرك سياسي.
بدوره أكد القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" طارق قعدان، أن فصائل المقاومة لن تسمح بتمرير اتفاقات تنتقص من الثوابت الوطنية. وحذر "قعدان" المفاوض الفلسطيني من مغبة الانصياع للإملاءات والتحركات الصهيو ـ أمريكية، والقبول بمقترحات "كيري" التصفوية.
وفي موازاة ذلك ، انتقد رئيس حزب "البيت اليهودي" المتطرف الوزير نفتالي بينت الإدارة الأمريكية عموماً ؛ قائلاً:" إن القرارات الخاطئة التي اتخذتها، هي من بين الأسباب التي أدت إلى انطلاق الهجمات الصاروخية على جنوب الأراضي المحتلة". الى ذلك أعلنت حركة "السلام الان" الإسرائيلية المناهضة للاستيطان أن بناء المستوطنات سيبدأ في الاسابيع القادمة.
19/5/140207
https://telegram.me/buratha