التقارير

لبنان: خطط التكفيرييّن ضد المقاومة وناسها

1452 07:27:00 2013-08-19

منذ إعلان "حزب الله" انخراطه العلني في المعركة إلى جانب الجيش العربي السوري ضد المجموعات التفكيرية وضعت الأجهزة غير المدنية في الحزب تقديرات حول ردّات الفعل سياسياً وطائفياً واعلاميا وأمنياً وعسكرياً.

وكان متوّقعا ان تبادر مجموعات المعارضة السورية المسلّحة إلى اطلاق صواريخ من مناطق الحدود باتجاه مناطق بعلبك الهرمل، وأُخذ بالحسبان أنّ من الضروري المسارعة إلى إتخاذ إجراءات تصعّب الأمر.

كذلك تحسّبت المقاومة ومعها أجهزة رسمية لإمكانية قيام مجموعات مسلّحة متطرفة سورية وغير لبنانية بعمليات امنية في العمق اللبناني وعدم الإكتفاء بمنطقة البقاع. وأعدّت مديرية الاستخبارات في الجيش اللبناني قوائم تحذير ربطاً بما لديها من معلومات جمعتها من مصادرها المباشرة، أو بالتعاون مع اجهزة أمنية خارجية عن نشاط مجموعات متطرفّة على صلة بتنظيم القاعدة. والمشكلة ان الجيش واجه حملة من أنصار فريق 14 اذار بقيادة تيار «المستقبل» تحت عنوان انه لا وجود لمثل هذه المجموعات في لبنان. ومع ذلك فقد واصل الجيش إجراءاته الإحترازية، وتعرّض لعدة هجمات مباشرة من جانب هؤلاء، ولم تفلح محاولاته في الوصول إلى أماكن يعيشون فيها داخل بلدة عرسال، أو في الجرود التابعة لها.

يضيف الكاتب أنه مع مرور الوقت، بدا واضحاً أن هذه المجموعات قررّت وضع خطة عمل تستفيد من خلالها من مجموعة عناصر، أبرزها الفوضى الأمنية وعدم وجود تنسيق بين الأجهزة الأمنية الرسمية ووجود غطاء سياسي وإعلامي لها يصل إلى حد تبرير أفعالها، من خلال تحميل "حزب الله" مسؤولية اي عمليات أمنية تحصل في مناطق نفوذه، إضافة إلى شنّ حملة على كل محاولة لدخول منطقة عرسال، أو بعض المخيمات الفلسطينية، كذلك الحملة غير المسبوقة التي تلت احداث عبرا شرقي صيدا.

ويسرد الأمين لوقائع العمليات: فقد كانت العملية الأولى في بيروت من خلال قصف الضاحية الجنوبية بصواريخ كاتيوشا، وتكررّت العملية لكن من خلال استخدام منطقة في كسروان، بعدما اتخذت اجراءات في مناطق عرمون وبشامون والتلال المشرفة على مطار بيروت والضاحية، لكنّ الاسترخاء الامني سمح لهذه المجموعة بالعودة إلى هذه المنطقة، والقيام بحركة مراقبة ورصد ونقل لوجستي بين البقاع وبيروت وصيدا والمخيمات الفلسطينية في أكثر من منطقة، حيث جرى الإعداد لمشاريع إرهابية جديدة.

بعد تفجير "بئر العبد" في التاسع من تموز/ يوليو الماضي، سارعت مديرية الإستخبارات في الجيش إلى تفعيل أنشطة المكافحة لهذه المجموعات، وجرى تقاطع يومي للمعلومات مع جهاز أمن المقاومة بينما ظل فرع المعلومات «بليداً» لا يقوم بانشطة جدية، رغم التواصل الذي جرى بينه وبين استخبارات الجيش اللبناني من جهة و"حزب الله" ايضا.

وخلال ثلاثة اسابيع كانت المعلومات الأساسية قد توافرت بفعل أخطاء أرتكبها الجناة، وبفعل أعمال متابعة وتحقيقات حرفية من نوع خاص. وجرى التوصّل إلى نتائج أولية اتاحت التعرّف إلى عدد من الأشخاص حيث نُفّذت عمليات توقيف لبعضهم، ما ساعد على كشف بقية التفاصيل، بينما توارى الآخرون عن الأنظار علماٍ أن كل عمليات الرصد تؤكد وجودهم في بلدة عرسال او في محيطها. وهو أمر لا ينفيه ضباط من فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي أيضاً.

صحيفة "الأخبار" تتحدّث عنّ جهاز أمني تابع لدولة ضالع في الأحداث الأمني

ويكشف الكاتب أنه بعد تفجير الرويس وجدت قيادة الجيش أنّ المطلوب المبادرة إلى خطوات عملانية وعلنية لوضع الجميع أمام مسؤولياتهم، فكان القرار الصعب الذي صدر الجمعة، وقضى بان يصدر وزير الدفاع فايز غصن بياناً يضمّنه المعلومات المفصّلة الموثقة والأكيدة لدى مديرية الإستخبارات، وخصوصا أن الجيش يعاني بقوة حملة الإنتقادات التي يتعرض لها منذ وقت بعيد من قبل فريق 14 اذار، وهي الحملة التي تكثفت بعد احداث عبرا وبعد التوصّل إلى معلومات عن نية فريق 14 اذار وتيار «المستقبل» على وجه الخصوص منع أي عملية دهم أو متابعة امنية في بلدتي مجدل عنجر وعرسال.

وبحسب مصادر التحقيق فقد امكن التوصل الى معلومات منها:

ـــ المجموعة التي توّلت اطلاق الصواريخ على الضاحية الجنوبية تتكون من فلسطينيين أبرزهم يُدعى أحمد طه وهو متوارٍ حالياً في بلدة عرسال. ويتولى إدارة طه وتحريكه أحد المسؤولين في تنظيم اسلامي فلسطيني معروف. وجرى شراء الصواريخ من أحد المخيمات الفلسطينية في بيروت.

ـــ المجموعة التي أعدّت ونفذّت التفجيرات على طريق شتورا ـــ المصنع، وشتورا ــ زحلة، اتخذت من بلدة مجدل عنجر قاعدة لها، وهي كانت تتولى مراقبة الطرقات المؤدية إلى سورية مباشرة، أو إلى بعلبك وأعدّت قائمة بسيارات تعتقد انها مخصصة لنقل كوادر او مقاتلين من حزب الله الى سورية. وقد صارت لائحة الأسماء والتفاصيل الخاصة بها لدى مديرية الإستخبارات في الجيش اللبناني. وحاولت المديرية اعتقال عدد منهم مرات عديدة، لكنها ووجهت بمقاومة تدل على «إقامة محصنة» لهؤلاء في بلدة مجدل عنجر.

ـــ المجموعة التي كُلفت إعداد السيارات المفخخة وتفجيرها في الضاحية الجنوبية كذلك العبوات على طريق الهرمل اتخذت من عرسال قاعدة لها. وقد جمعت مديرية استخبارات الجيش اللبناني المعلومات المفصلة عن هؤلاء وأورد الوزير غصن بعض الاسماء في بيانه امس علما ان ح. الحجيري هو الاسم الاكثر شهرة بين هؤلاء، بعدما تولى بنفسه وضع متفجرة بئر العبد الاولى في 9 تموز/يوليو الماضي.

ـــ اتُّخذ القرار بتفجيرات الضاحية قبل اكثر من شهر ونصف شهر، وكُلّفت مجموعة بينها ح. الحجيري التوجه إلى بيروت يوم 8 تموز الماضي، بسيارة ضمته واخرين، مع حقائب تحوي كمية كبيرة من المتفجرات والصواعق الخاصة بها. وأُبلغت هذه المجموعة ضرورة الحصول على سيارة من المنطقة القريبة من الضاحية وسرقتها وتفخيخها، وهو الأمر الذي جرى نهاية نهار 8 تموز/يوليو على شاطئ خلدة، حيث ترّجل مسلحان من سيارتهما نحو سيارة "كيا" كانت تقف الى جانب الطريق، وأُجبرا من فيها على الخروج من السيارة التي عمد المسلحون إلى نقل حقائب المتفجرات اليها، قبل الإنطلاق بها نحو منطقة قريبة من الضاحية، بينما توّجهت الفتاة صاحبة السيارة الى مخفر قريب لقوى الامن الداخلي، متقدمة بشكوى عن سرقة السيارة، واعطت مواصفات السارقين والسيارة التي كانت بحوزتهم، لكنّ قرار التنفيذ كان متخذا مسبقا، حيث توجهت سيارة "الكيا" بعد تفخيخها، ويقودها ح. الحجيري الى الضاحية عبر طريق مطار بيروت، ووصلت الى المرأب في بئر العبد، حيث تركت ثُم فُجّرت لاحقاً عن بعد.

ـــ كذلك تولّت مجموعة من الفرقة إياها سرقة سيارة "بي ام اف" وتفخيخها بكمية كبيرة من المتفجرات، وقادها احد اعضاء المجموعة الى منطقة الرويس أول من أمس، وركنها قرب صالون للحلاقة هناك، لتنفجر بعد نحو 15 دقيقة من مغادرته المكان. بحسب ما اظهرت التحقيقات الجارية الآن.

ـــ وتشير معطيات التحقيقات الاولية الى ان المجموعة نفسها تقف خلف عمليتي التفجير في الضاحية الجنوبية رغم حصول محاولة للتضليل من خلال بعض الأسماء.

ويختم الأمين مقاله بالإشارة إن التحقيقات تشير كذلك إلى أن إدارة الملف بكاملة عهد بها إلى اشخاص من بلدة عرسال، ليسوا منتمين سابقا إلى أي تنظيم اسلامي، لكن تولى إدارة عملهم وتمويلهم والتخطيط لهم واختيار الأهداف ثلاثة اشخاص، بينهم سوري وفلسطيني وسعودي. وهؤلاء يتبعون بواسطة جهة أخرى لجهاز أمني تابع لدولة خليجية كبرى.

23/5/13819

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك