التقارير

«قوّة الردع» لدى المقاومة ترهب قادة الاحتلال الصهيوني

1622 21:40:00 2013-07-12

 

«هاكم سؤال حساب: اجمعوا عدد صواريخ «سكود» بعدد صواريخ «الكاتيوشا» التي يملكها «حزب الله»، ثم أضيفوا إليها عدد صواريخ «زلزال» و«شهاب 3» واقسموها على 7.5 ملايين نسمة، فكم صاروخا سيتلقى كل مواطن في إسرائيل؟ اما الآن فللهندسة: ارسموا 3 دوائر حول تل أبيب، الأولى تؤشر إلى مدى تدمير «شهاب». الثانية لـ«السكود» والثالثة لـ«لكاتيوشا». وعلى فرض أن الهجوم على إسرائيل سينسق بين ايران و«الحزب» وسوريا. فهل كنتم توصون «الحزب» بإطلاق «السكود» فقط وتوفير «الكاتيوشا»؟ أم ربما كنتم ستوصون بإطلاق «شهاب» وتوفير «الكاتيوشا» على الحزب؟ عللوا اجاباتكم استنادا الى مكان سكنكم ومدى الصواريخ».

لا يحتاج المرء عند التدقيق في هاتين العمليتين، الحسابية والهندسية اللتين وضعهما الكاتب الإسرائيلي في صحيفة «هارتس» تسفي بارئيل، ليكتشف حجم الإحساس بالقلق الدائم الذي تغرق به إسرائيل من التهديد الوجودي لقوة الردع الصاروخية التي تراكمت لدى المقاومة منذ انتهاء عدوان تموز في العام 2006 وحتى يومنا هذا.

«الدولة الفزِعة» تهيئ الرأي العام والجيش تمهيداً للمواجهة القادمة مع المقاومة في لبنان، و«التي ستحسمها إسرائيل في شهر واحد»، وفق رئيس الأركان بني غانتس.

بين إسرائيل والمقاومة

 هناك ميزان رعب هدفه الردع من المواجهة، وهذا ما عبرّ عنه وزير الدفاع الأميركي السابق روبرت غيتس، حين قال: «إن لدى حزب الله صواريخ أكثر مما لدى حكومات عديدة».

وهذا يضع إسرائيل أمام خيارين لا ثالث لهما: إما التعايش مع هذه القوة والتسليم بها كأمر واقع، وهذا ما يتناقض مع عقيدتها الأمنية القائمة على العدوان، أو المجازفة والمخاطرة والدخول في مواجهة لا تعرف القيادة العسكرية ماهيتها أو نتائجها، بالرغم من مزاعم بني غانتس.

وقد أتقن «حزب الله» فنّ التلاعب بإسرائيل. اكتفى أمينه العام السيد حسن نصر الله بالرسائل المشفرة التي يجيد العدو قراءتها جيدا.

تلقفت إسرائيل كلام نصر الله. فجندت طوال السنوات الماضية أجهزتها الاستخباراتية، للحصول على معلومات أو معطيات وافية تتعلّق بمستوى التسليح والتدريب والجهوزية وخطط المواجهة المقبلة.

وضعت القيادة العسكرية الإسرائيلية رسماً بيانياً لقياس وتيرة نشاطات «حزب الله» التسليحية المتصاعدة. أما مؤشراته، فقد توقّفت عند مرحلتين زمنيتين رئيسيتين:

الأولى بدأت مع انتهاء عدوان تموز، واستمرت حتى العام 2010، وفيها حقّق الحزب قفزة نوعية باعتراف جهاز «الشاباك الإسرائيلي».

أما المرحلة الثانية فهي الأهم، نظراً لارتباطها بالأزمة السورية، وفيها اختصر الحزب مسافة التسلح كلها بحصوله على وسائط دفاع جوي متطورة وصواريخ من طراز «سكود».

في المرحلة الأولى أضاءت شهادة رئيس «دائرة البحوث» السابق في شعبة الاستخبارات العميد يوسي بايدتس، أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست في العام 2010، على حقيقة مؤلمة للجمهور الإسرائيلي عندما صارحه بامتلاك «حزب الله» ترسانة من آلاف المقذوفات الصاروخية من كل الأنواع والمسافات، بما في ذلك صواريخ مع وقود صلبة أكثر دقة وابعد مسافة، لافتا الانتباه الى أن «حزب الله» في «موديل 2010» يختلف تماما في قدرته عنه في «موديل 2006».

التقديرات الإسرائيلية بشأن كمية الصواريخ الموجود لدى المقاومة، تدرجت كالتالي: من 12 ألف صاروخ، وفقا لـ«دراسة افيعاد»، ثم ما لبث أن ارتفعت إلى أكثر من 20 ألف صاروخ بحسب وزير الدفاع الإسرائيلي ايهودا باراك في آب العام 2007. ولاحقا استقرّ العدد، وفق مصادر استخباراتية، على 42 ألف صاروخ من طراز: «كاتيوشا»، «رعد»، «زلزال»، «خيبر»، و«فاتح 110» التي يبلغ مداها ما بين 250 و300 كلم، وبإمكانها حمل رؤوس متفجرة.

أما النقلة النوعية فتمثلت، وفقاً لمحافل استخباراتية إسرائيلية في العام 2010، بامتلاك الحزب صواريخ من طراز «ام 600»، التي تعتبر أكثر دقة من الصواريخ السابقة وقادرة على الوصول إلى مدى 250 كم ومزودة برأس متفجر وبوزن نحو نصف طن.

بالإضافة إلى صواريخ أخرى نقلت من سوريا من طراز «سكود»، يصل مداها الى 500 كلم ومزودة برؤوس بوزن نصف طن، وصواريخ من نوع «زلزال» يصل مداها الى 400 كلم، ومزودة برأس متفجر بوزن نحو 300 كغم.

الحديث الإسرائيلي لا يدور هذه المرة عن «كورنيت» و«ميتس» التي كانت بحوزة الحزب قبل الحرب، بل عن أنواع اشد خطورة وفتكا. وبالفعل، أضحى بين يدي الحزب بعد العام 2008 خليفة لصاروخ «كورنيت»، وهو صاروخ «كريزنتما» الروسي، الذي يصل مداه إلى ستة كيلومترات. ويتمتع أيضا بقدرة على اختراق دروع جميع أنواع الدبابات.

نقطة التحول في ميزان الردع لمصلحة المقاومة، كانت مع انطلاق شرارة الأحداث السورية. ما كانت تخشاه القيادات الإسرائيلية بات واقعا، بعدما وجدت إسرائيل نفسها في موقف العاجز عن فعل أي شيء لوقف تدحرج كرة السلاح لدى «حزب الله» التي تكبر يوما بعد يوم.

نجح «حزب الله» في تسجيل عدة أهداف قاتلة في مرمى الردع الإسرائيلي.

ويخلص رئيس «شعبة الاستخبارات العسكرية» السابق في الجيش الإسرائيلي الجنرال عاموس يدلين، في دراسة اعدها عن المقاومة، إلى نتيجة صادمة للمجتمع الإسرائيلي مفادها أن «جميع الأسلحة الموجودة في سوريا وإيران، إن كانت تقليدية أو غير تقليدية، قد وصلت إلى حزب الله».

زميله رئيس «الدائرة الأمنية السياسية» في وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس غلعاد، وفي إقرار هو الأول من نوعه، أكد الحقيقة: «لدى حزب الله صواريخ من طراز «سكود دي» يصل مداها إلى 700 كيلومتر، قادرة على حمل رأس حربي يزيد وزنه على 150 كيلوغراماً وقادر على حمل رأس حربي بيولوجي أو كيميائي، وبمقدوره استهداف أي مكان في إسرائيل من أي مكان في لبنان».

«حفلة الرعب» اكتملت بانضمام معلّق الشؤون العسكرية في موقع «واللا» الإلكتروني الإخباري أمير بوخبوط الذي اعتبر أن «تسلّح المقاومة بصواريخ «سكود» يغيّر التوازن الاستراتيجي في الشرق الأوسط، و«يكفي إطلاق صاروخ واحد من أجل خلق مفعول ردعي شديد».

ولم يكد العدو يتجرع كأس «سكود» المرّة، حتى عكست دراسة مدير «مشروع التوازن العسكريّ في الشرق الأوسط في الاحتياط» يفتاح شابير في شباط الماضي، عن «تداعيات حصول المقاومة على أسلحة مخلّة بالتوازن الاستراتيجيّ في المنطقة».

تكلم شابير عن الشر المستطير، ألا وهو وجود منظومات جديدة من شأنها أن تنتقل إلى لبنان، ويجب أن تقض، على حد قوله، مضاجع صناع القرار في تل أبيب على المستويين الأمني والسياسي. وهما منظومتا «ستيرليتس» و«بانتسير» للدفاع الجوي».

وضع شابير في دراسته عددا من الخطوط الحمر التي يجب على إسرائيل عدم تجاوزها وإلا اختلّ التوازن مع «حزب الله». الخط الأوّل: منع وصول منظومة الدفاع الجوي SA17 إلى لبنان، لأن وجودها بيد الحزب سيكون بمثابة خط أحمر بالنسبة لها، تعتبر واحدا من أكثر أنظمة قاذفات الصواريخ المضادة للطائرات تطوراً. الخط الثاني: يكمن في منظومة صواريخ (الباستيون)، بحر ـ بر. فنصبها على الشواطئ اللبنانيّة من قبل «الحزب» سيغطي الساحل الإسرائيلي برمته، ذلك أن صاروخ «الياخونت» الروسي خارقا للصوت، سيجعل مهمة سلاح البحرية الإسرائيلي في اعتراضه صعبة للغاية. وبالتالي، فإن دخول هذه المنظومة أيضًا إلى لبنان هي بمثابة خط أحمر ثانٍ.

وبدخول طائرة «أيوب» التي أطلقها الحزب في تشرين الأول الماضي الأجواء الفلسطينية المحتلة بعمق 55 كيلومترا، تكون المقاومة في لبنان أرست معادلة ردعية جوية في تاريخ الصراع مع إسرائيل. وتمكنت من تصديع منظومة الحماية لمجالها الجوي الذي قد يصبح عرضة للاختراق المتكرر خصوصا أن هذه الطائرة ومعها أختها «الصغرى» مرصاد ليستا وحيدتين لدى الحزب، وذلك استنادا الى مصادر في شعبة الاستخبارات العسكرية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك