التقارير

فلسطين : من " وعد بلفور " إلى " وعود حمد بن جاسم"..؟!!...بقلم طه العامري* كاتب من أحرار اليمن

1923 07:08:00 2013-05-09

 

من وعد " بلفور" وزير خارجية "بريطانيا العظمى" إلى وعود " حمد بن جاسم " وزير خارجية " قطر الأعظم " تراوح القضية العربية الفلسطينية بكل تداعياتها وجراحاتها الدامية ونزيفها الذي لا يتوقف وعلى مختلف المستويات , في مربع " المزايدات والسمسرة" وفي أسواق "النخاسة " يديرها ويتحكم بها " حثالة " الرجال الذين تجردوا من كل قيم الهوية والانتماء لفلسطين وللعروبة والإسلام ..

بيد أن أخر مخرجات القضية العربية الفلسطينية هو " تبادل الأراضي" بين " الصهاينة " والعرب في فلسطين ولا ندري أي فكر شيطاني ابتكر هذا الحل والذي لم يأتي في مجمله تعبيرا عن رغبة في حل القضية النازفة , كما يأتي هذا الحل تعبيرا عن رغبة "صهيونية " في إعادة بعض الحقوق إلى أصحابها , لكن لهذا الحل ثمنا باهضا يفوق الحل الذي وضع في مؤتمر مدريد "1" والذي كان ثمنه تدمير العراق وتمزيق نسيجها المجتمعي ليتكلل ذاك الحل في "اتفاق أوسلو" بقيام ما يشبه "السلطة الوطنية الفلسطينية" رئيسها لا يمكن أن يغادر مكتبه إلا بموافقة الحاكم العسكري "الصهيوني" ..لتذهب العراق بكل مقوماتها ثمنا لذاك الحل الذي تنكر له لاحقا القادة الصهاينة ليحاصر رئيس السلطة والدولة في مكتبة في مقاطعة رام الله من قبل القوات الصهيونية وينتهي به المطاف إلى الاغتيال بالسم الصهيوني وعلى يد شلة من "الخونة " الذين يعتمد عليهم الكيان الصهيوني في الوسط العربي الفلسطيني كما يعتمد هذا الكيان على طابور من العملاء والمرتهنين في الوسط العربي سوى في أوساط الانظمة الحاكمة أو في أوساط النخب العربية وعلى مختلف الشرائح في زمن صارت فيه "الخيانة " وجهة نظر وحرية شخصية ..؟!!

أقول اليوم وفي سياق تصفية القضية العربية الأولى فلسطين يتحدث العالم عن مبادرة "صهيونية" تدور حول تبادل الأراضي بين "الصهاينة " والشعب الفلسطيني , دون أن نعرف أو حتى يعرف الشعب العربي عن أي أراضي " صهيونية " يتحدث عنها بعض العرب فيما يسمى ب" المبادرة العربية" ؟ ثم من أطلق هذه المبادرة ؟ ومتى ؟ وكيف ..؟

والمؤسف أن الذين يتحمسون لمثل هذا الحديث يجهلون الثمن الذي سيدفعه العرب لقاء القبول الصهيوني بحل صاغه الصهاينة أنفسهم مثله مثل المبادرة العربية للسلام التي قدمها ولى العهد السعودي في قمة الدار البيضاء عام 1982م وتم الأخذ بها في قمة بيروت العربية وهي المبادرة التي كتبها الكاتب الأمريكي / الصهيوني " توماس فريدمان" ..!!

بيد أن اتفاق " أوسلو" كان ثمنه " العراق " غزوا وتدميرا واحتلالا ونهبا لثرواته والأهم إخراجه من معادلة الصراع العربي / الصهيوني , فأن فكرة "تباد الأراضي " الذي تسوقه قطر هو فكرة صهيونية تحدث عنها رئيس الكيان الصهيوني في وقت مبكر في كتابه الشهير " الشرق الأوسط الجديد" , وهذه المرة فأن القبول الصهيوني بالفكرة ثمنها تدمير سورية الدولة والقدرات والمقومات والدور والتأثير وهذا ما تسوقه قطر بعد أن فشلت مؤامراتهم بحق سورية ميدانيا وعبر العصابات المسلحة والعمليات الإرهابية والحصار والمقاطعة , وبالتالي فأن الدور الذي يقوم به " وزير خارجية قطر " اليوم , لا يختلف كثيرا عن الدور الذي قام به " وزير خارجية بريطانيا السر بلفور " ذات يوم فالتاريخ يعيد نفسه بمهازل ومآسي وخاصة حين يتصل الأمر بقضية فلسطين ..

أن الشعب العربي الفلسطيني يدرك هذه الحيلة التأمرية ولن يقبلها بغض النظر عن من يقف في واجهة الحدث الفلسطيني وعندي ثقة مطلقة أن لا السلطة الفلسطينية بقيادة عباس تملك حق التنازل والمساومة ولا حركة " حماس" التي اصبحت في الحاضنة الأمريكية _ الصهيونية _ الرجعية , فكل هؤلاء لن يتمكنوا من تمرير هذا الاتفاق فيما سورية لن ولم تسقط وهي قد انتصرت فعلا على المؤامرة والخيانة بدليل أن هذه الفكرة تسوق بعد أن تأكد المتآمرون على سورية وقيادتها ونظامها وقدراتها أن مؤامراتهم قد فشلت وانكشفت رغم الحشد الدولي الهائل والغير مسبوق الذي تم تسخيره ليكون في صف المؤامرة والمتآمرين وتحت شعارات الثورة والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان , والتي تم كشفها وفضحها من قبل سورية الدولة والمؤسسات والرئيس والجيش والشعب , وبالتالي فأن حمد بن جاسم ليس مخول بالحديث عن فلسطين ولا عن العرب ولا جامعته التي لم يعد لديها شرعية تعطيها هذا الحق ففلسطين ليست في الأخير ملك شعب بل هي ملك أمة شاء من شاء وأباء من اباء ..نعم فلسطين قضية لا يحدد مصيرها حمد بن جاسم ولا أي نظام خليجي لم يطلق يوما رصاصة باتجاه العدو الصهيوني بل أن أنظمة الخليج شكلت ولا تزل عائقا أمام تحرير فلسطين بل لم توجد هذه الأنظمة يوما إلا لتكون حامية وحارسة للكيان الصهيوني وبالتالي ليصمت هؤلاء الجبناء ولا ينصبوا أنفسهم أوصيا على فلسطين وعلى منظومة الصراع العربي / الصهيوني / الذي لم تكون أنظمة الخليج يوما طرفا فيه ..كما أن فلسطين الأرض والإنسان والقضية لن تكون مادة للمزايدة أو للنخاسة والسمسرة لاي طرف خاصة "قطر " التي تشكل بدورها ومواقفها خطر على الأمة يفوق ألف مرة الخطر الصهيوني على الأمة ووجودها وامنها واستقرارها

7/5/13509

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك