التقارير

اليمن:(صعدة ........المأساة والتطلعات ) ! بقلم : نور الدين الشريف * كاتب من أحرار اليمن

1437 19:53:00 2013-01-12

 

من المؤسف أن هناك حملة اعلامية قذرة ممنهجه وبنفس الاقلام والأصوات و الأدوات القديمة التي استخدمها صالح لتشويه سمعة أنصار الله وليس لهم ذنب سوى أنهم رفضوا المؤامرة الخليجية، وكان الأولى بمخالفيهم وخاصة من أصبحوا في السلطة أن لا يتعاملوا بمنطق صالح الذي أوصل الشعب إلى ما نحن فيه من انحطاط على جميع المستويات، فلغة التخوين والتكفير ليست من أخلاق الكريم، كما التهم لكل مخالف بلا عدد ولا حساب لتحقيق بعض المصالح الفردية والشخصية ليست من أخلاق الأحرار، فبث الشائعات والدعايات لا يعود ضررها على جهة بعينها، بل سيصل أثرها السلبي إلى كل بيت ، وأول من سيكتوي بنارها هم من يعملون على تلك المشاريع، ومن هنا ندعوا الجميع إلى التعقل، والوفاء لدماء الشهداء.

وكأنهم لم يكتفوا ما تعرضت له محافظة صعدة وأبنائها من وحشيه وإجرام ممنهج من قبل أكثر من طرف داخلي تمثل في نظام صالح ومن تحالف معه حينها ممن استطاع جرهم إلى مشاركته في العدوان على صعدة والمناطق المجاورة لها بواسطة زيف إعلامه المضلل والمخادع من خلال تزييف الحقائق

ولقد أكلت الحروب الظالمة الأخضر واليابس، ودمرت المساكن و القرى، ولم ترع للإنسان أي حرمة، وتكالب وتأمر الكل على أبناء هذه المحافظة ، واستخدمت شتى الوسائل لمحو هذه المحافظة من خارطة الكرة الأرضية، ومن أهم تلك الوسائل:

 

 

التكتيم الإعلامي الممنهج :

ارتكبت أبشع الجرائم الإجرامية في حروب صعدة القذرة من قتل للمدنيين والأطفال والنساء ، وحصل ما لم يحصل في غزة ولبنان، وتشردت الأسر ، وقصفت القرى والمدن والأسواق بشتى الأسلحة المحرمة دوليا وعالميا، ولم يبق منطقة في صعدة إلا ونالت حظها من الصواريخ والكاتيوشا، واستخدمت الغازات السامة والتي لا يزال الكثير يعاني من أثارها إلى اليوم ، حتى الماشية لم تسلم من القتل، أما الطلعات الجوية فحدث ولا حرج ففي بعض الأحيان كانت تصل إلى ( 70-80) طلعة جوية في الساعة الواحدة، أضف إلى ذلك الحصار المطبق ومنع دخول الأغذية والأدوية، فقد وصل سعر الكيس القمح إلى ( 12000 ريال) واسطوانة الغاز إلى ( 7000ريال)، ومات الكثير بسبب عدم توفر الأدوية ، وصد ت أبواب مستشفى السلام وهو الوحيد في المحافظة أمام الجرحى والمرضى، وكذلك المستوصف الجمهوري، وحتى وأنت جريح لا تستطيع أنت تذهب إلى محافظة أخرى للعلاج، ومن كان يغامر ويذهب للعلاج فقد كانت السجون والمعتقلات من نصيبهم.

- وفي عقاب جماعي لأبناء صعدة قصفت المزارع ودمرت وخاصة مزارع الرمان والتفاح، وفي أسلوب قذر ودني كان النظام يتعمد ضرب وقصف المزارع قبل الحصاد بـأيام أو أسابيع .

- قطع مرتبات الموظفين والتي لا زال الكثير منها إلى اليوم ، وفصل البعض ونقل البعض الآخر إلى محافظات بعيدة.

- انقطاع تام للكهرباء، وعزل محافظة صعدة تماما عن العالم ، بل عن اليمن ، فجميع الاتصالات الثابت والمحمول مقطوعة، وكل آلات التواصل محظورة.

- أطفال صعدة تحت النيران ليل نهار، بلا رحمة ولا شفقة، أكثر من ست سنوات بلا تعليم، حتى طلاب الثانوية حرموا من الامتحانات، ومدارسهم البسيطة والتي بناء أغلبها الأهالي دمرت، ولم نسمع عن حملات إغاثة لا شعبية ولا دولية.

هذا جزء بسيط وكما يقال قطرة من مطرة، ومحافظة صعده في عزله تامة عن العالم، فلقد كانت ترتكب أبشع المجازر في حق أبناء صعدة في ضل تعتيم إعلامي مطبق وتواطؤ دولي غير مسبوق ، فلا الجرائم نقلت، ولا صراخات ونداء الأطفال والنساء سمعتـ ، وياليتهم اكتفوا بالتعتيم وعدم نقل الحقائق ، بل عمدوا إلى تشوية أبناء صعدة بأنهم خونة، عملاء ، مارقين عن الدين، سحرة، تجار مخدرات، حتى أعراضهم لم تسلم، وكما يعلم الجميع فقد اتهموا السيد حسين بدرالدين باتهامات عدة تتناقض بعضها البعض فتارة بأنه ادعى النبوة، والمهدوية ، وتارة أخرى بانه ساحر، وحينا بأنه ادعى الإمام ورفع علم الملكية، و... الخ والأبشع والأغرب من ذلك لقد أصدر العديد من علماء السوء وفقهاء السلطان العديد من الفتاوى التي تبيح قتل أبناء صعدة، وتكفيرهم واعتبارهم خارجين عن الدين الإسلامي، وأن لا حرمة لهم ولأبنائهم ونسائهم و وعندما تكلم البعض كانت السجون والمعتقلات والزنازين الانفرادية مصيرهم .

و حين كان بعض الأحرار من الصحفيين يحاول أن ينقل بعضا من الحقيقة في ظل الوضع المأساوي كانت السجون والمعتقلات تنتظرهم، وعصابات الخطف تلاحقهم، والكل يعلم كم زار الصحفي عبد الكريم الخيواني السجون والمعتقلات والمحاكم الجزائية ، وكم ضرب وعذب، وكذلك الصحفي محمد المقالح سجن واختطف، عبدالفتاح الحكيمي ضرب وسمم بالغاز، وغيرهم من الأحرار، صحيفة الشارع توقفت وجرر القائمين عليها إلى المحاكم بسبب ملف في عددها الأول عن صعدة.

وحينها لم نسمع من يتباكى بل على العكس ، ولم نسمع من يتكلم عن مشاعر تلك الأمهات اللواتي كن لا يبرحن يجمعن أشلاء أبنائهن تارة ، وتارة يضمدن جراح أزواجهن وإخوانهن، ولا يجدن من يمسح دمعتهن ، و يخفف من لهفتهن ، ويؤمن من روعهن ، فلم يكن في هذه المحافظة الجريحة بأكملها من هو بمأمن من نسور جو نظام علي صالح وأباتشي آل سعود وطائرات بدون طيار واف ستة عشر الأمريكية، حتى أولئك اللذين اعتقدوا أ نهم قد نأو بأنفسهم من همجية هؤلاء عندما نزحوا إلى المخيمات التي أعدت للمشردين لم يسلموا من الهمجية والبربرية ، فقد لاحقتهم الطائرات والقذائف الصاروخية إلى خيامهم ، وحصدت منهم المئات من النساء والأطفال والشيوخ والعجزة . وشارك نظام صالح أطراف عربيه ودوليه في صنع المأساة بطرق عدة: منها ما هو مباشر عبر التدخل العسكري السافر الذي انتهك حرمة وسيادة اليمن ، ومنها ما هو غير مباشر من خلال تقديم الدعم المادي واللوجستي، والتقاط الصور الحية بواسطة الأقمار الصناعية.

 

محاولات محو الهوية:

الاستهداف لم يقتصر على الإنسان في صعدة ، فلقد عمد نظام صالح وشركائه إلى استهداف الهوية ،وكذلك الفكر الثقافة، وذلك من خلال نشر وبث الدعايات الكاذبة اللا أخلاقيه التي كانت تنال من ثقافة وأخلاق وأعراض اليمنيين ككل، وأهالي صعدة على وجه الخصوص، وسخر لذلك إمكانيات هائلة، فمن وسائل علام صالح المضللة( المسموعة والمقروءة) التي هي ملك لهذا الشعب ،إلى الطيران الذي كان يقوم بالتحليق على أجواء مناطق صعدة وينثر الأوراق والنشرات والملصقات والصور المكذوبة والمفبركة والهدامة في نفس الوقت، بالإضافة إلى مواقع وصحف تمولها جهات خارجية لها أجندة خاصة.

وهكذا تم استهداف التراث التاريخي الذي هو جزء من تاريخ وتراث اليمن حيث عمدوا إلى قصف المساجد التاريخية والمباني الأثرية مثل مسجد الإمام الهادي عليه السلام ، ومدينه صعده القديمة التي دمرت شبه كليا ومدينة ضحيان ومسجدها الكبير وغيرها. وصودرت العديد من المساجد، وتم فرض خطباء يكفرون الفكر الذي عليه أبناء المنطقة .من يمر بين تلك الحارات المنكسرة الخاطر وتلك المنازل التي أصبح بعضها أثرا بعد عين ،والبعض خلفت القنابل العنقودية مكانه حفره ،والبعض لا يزال يحتفظ بأحد أركانه، من يمر أمام هذا المشهد المؤلم سيدرك حجم المؤامرة والوحشية والعدوان الممنهج الذي لم يكن له سبب ولا مبرر على الإطلاق ،مع أن نظام علي صالح وإعلامه المضلل حاول أن يصور القضية أنها دفاع عن الاستقرار، وعن الجمهورية والشرعية كما جرت عليه عادته ، وكم وقتل سفك من الدماء ، وشرد ، ونهب ثروات الوطن تحت هذه الذرائع الواهية.

ومع ذلك لقد تناسى أبناء صعدة جراحهم ، وحينما دعا السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي في خطابه الشهير بمناسبة المولد النبوي 1432هــ الشعب للخروج إلى الساحات والميادين ، وأن الفرصة مواتية لا سقاط نظام الظلم والجور، نظام الديكتاتور والتسلط والتجبر ، نظام العمالة، نظام الإفساد الممنهج والمشرعن، فكانوا في طليعة أبناء الشعب الأحرار، واتضح للكثير زيف وخداع إعلام صالح المضلل والكاذب والمخادع، وعرفوا ما لحق بأبناء صعدة الجريحة، وكما اتهم أبناء صعدة بأنهم متمردون وخارجون على القانون، فقد اتهم الثوار بأنهم خارجون على الشرعية، وكما نال من أعراض نساء صعدة وأنهم يمارسون المتعة، فقد اتهم الثوار بالاختلاط، وكما روج بأن أبناء صعدة يحلمون بإعادة الإمامة وارجاع عقارب الساعة إلى الوراء، فقد اتهم الثوار بأنهم يريدون تقسيم اليمن إلى أربع دويلات، وهكذا ، ولقد صرخت جماهير شعبنا العظيم في وجه الاستكبار والاستبداد والظلم والقهر وقالوا: كفى أيها الظالمون ارحلوا عنا، ، ولن يقبلوا بأنصاف حلول تعيد الأوضاع كماهي.

 

أهم التطلعات:

الدولة المدنية الحديثة التي تكفل الحقوق والحريات ، وتحقق العدالة لجميع فئات وأفراد الشعب ،بعيدا عن انتمائهم وتصنيفاتهم القبلية والمناطقية التي كثيرا ما جعلها نظام صالح المتهالك أوراقا يلعب بها ويحركها متى ما شاء،، والقضاء على تسلط وأنانية واستبداد الفرد.

والتطلع إلى دولة القانون للجميع وعلى الجميع، ، من أجل تحقيق العدالة والمساواة في الحقوق والحريات الفكرية والسياسية والأدبية للجميع أبناء الشعب، واحترام الرأي الأخر قولا وعملا وممارسة ، بعيدا عن الإقصاء والتهميش لأي فئة من فئات الشعب ـ وممارسة الغطرسة والإرهاب الفكري على أي جهة أو فرد ما ، ، متطلعين إلى حل جذري وعادل لقضيايا الوطن وفي مقدمتها قضية الحنوب وقضية صعدة ومعالجة كل آثار الحروب الظالمة .

11/5/12112

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك