التقارير

ظاهرة تزداد انتشارا .. (شركات التسول) تغزو المناطق السكنية

2807 09:42:00 2012-11-11

 

 

امام احد المطاعم وفي وقت متأخر ، وقف رجل مسن يحمل ( صينية ) مليئة ببذور عباد الشمس.استوقف منظر الرجل الطاعن في السن احد زبائن المطعم فسأله عن سبب بقائه في الشارع حتى هذا الوقت المتأخر وقد بدا عليه الارهاق الشديد ، فقال له ان عليه بيع كل ما تبقى في الصينية ليعود الى بناته الثلاث.تصور الرجل ان هذا هو احد اساليب التسول المتنوعة ، فمنح الرجل مبلغا جيدا من المال طالبا منه العودة الى بناته ـ كما يقول ـ لكن الرجل رفض ذلك بشدة فهو لايقبل المعونة بهذه الطريقة ما اجبر الرجل على شراء بضاعته الرخيصة كلها بنفس ثمنها ـ لا اكثر ـ ليرضي الرجل ولا يجرح عزة نفسه التي اثارت اعجابه لا توجد نماذج كثيرة مثل هذا الرجل الذي فضل العمل في سن متأخرة ، فالتسول مهنة اسهل واكثر ربحا كما تدل على ذلك نهاية رجل مسن آخر امضى حياته متسولا امام احدى المقابر ، وبعد وفاته عثر اقاربه في ارضية الحجرة البائسة التي كان يسكن فيها على صفائح معدنية مليئة بالاوراق النقدية وحتى العملات المعدنية القديمة. ولم يستفد الرجل من ثروته لأن التسول كان بالنسبة له اسلوبا لحياته ويمكن اعتباره متسولا من النوع التقليدي على العكس من متسولي اليوم الذين يمارسون التسول وفق تخطيط مسبق وضمن شركات منظمة وتحت اشراف متعهدين ومراقبين.

ويأسف عماد طالب /مدرس/ على ما وصلت اليه ظاهرة التسول في العراق من تطور بعد ان غزا المتسولون المناطق السكنية الهادئة ولم تعد تقاطعات الطرق وكراجات النقل الخاص والاسواق تكفيهم. ويصف هذا المدرس كيفية وصول المتسولين يوميا الى منطقة سكناه في سيارة خاصة يترجلون منها امام مدخل المنطقة السكنية لينتشروا في شوارعها وخاصة يوم الجمعة حيث تتجمع النساء المتسولات والمعاقين من الرجال والاطفال امام باب الجامع ليستقبلوا المصلين ويودعوهم وقد امتلأت جيوبهم بعطاياهم وهبات العوائل الميسورة من مبالغ نقدية وملابس وطعام. ويقول انه شهد شجارا حاميا بين امرأة متسولة شابة ورجل يبيع العلكة امام مدخل منطقتهم لأنه سبقها الى مكان وقوفها اليومي ، وادهشه لسانها السليط وضحكات عناصر الحراسة في المنطقة على الموقف الذي يستدعي تدخلهم لردع المتسولين لأنهم يعكسون صورة سيئة للمنطقة بدلا من اعتبار الموقف كوميديا !! من جهته يرى الباحث علي الغزي ان التسول لا يرتبط بمجتمع او زمن معين ، فهو موجود في كل دول العالم ، لكنه يتفاوت حسب المستوى الاقتصادي والتطور الاجتماعي والاستقرار السياسي ونسبة التعليم بين المجتمعات.

 بل ان ظاهرة التسول تختلف في المجتمع الواحد من فترة زمنية لأخرى بسبب العوامل السابقة نفسها. والتسول ليس ظاهرة جديدة على المجتمع العراقي ـ بحسب الغزي ـ الا انها تظهر وتختفي بحسب تقدم وتراجع مستوى النمو الاقتصادي الذي يمر به المجتمع العراقي ، واليوم ظهرت بنسب كبيرة لم نعهدها من قبل وباساليب وطرق جديدة وصلت الى استئجار الاطفال والمعاقين. اما اسبابها فتتلخص في ارتفاع نسبة البطالة وارتفاع معدلات الفقر واعتبار التسول هو الطريق الاقصر للحصول على المال والكسب في ظل غياب فرص العمل ، فضلا عن التفكك الاسري والانقسام السياسي وتمزق نسيج العلاقات الاجتماعية في المجتمع ووجود عصابات التسول التي تعمل على استغلال الاطفال الذين يعيشون وضعا اقتصاديا متدنيا او المتسربين من المدارس او المتشردين لغرض التسول او ممارسة البغاء بالنسبة للفتيات. في احد احياء بغداد القت الشرطة القبض على عصابة للسرقة اتخذت من التسول غطاء لخططها. اذ تطرق امرأة منقبة بملابس رثة باب احد المنازل لتطلب مساعدة مالية او ملابس وحين تدخل صاحبة المنزل لتجلب لها ما ارادت مواربة الباب ، تلحق بها المرأة ومعها مجموعة من الشباب ليهددوا المرأة بالسلاح ويجبروها على تسليمهم ما خف حمله وغلا ثمنه.

 والدكتورة ليلى العاني /طبيبة اسنان/ تعرضت لمثل هذا الموقف ، اذ فوجئت باحدى النساء المنقبات تطلب منها مساعدة ، ولاحظت وجود رجال معها خارج العيادة التي لم تكن قد استقبلت الزبائن بعد ، لذا اغلقت الباب بوجه المرأة وطلبت مساعدة اصحاب المحال المجاورة لعيادتها فانسحبت العصابة بسرعة حين سمعت صرخات الطبيبة. وتتألم العاني لمرأى الاطفال النائمين على اكتاف المتسولات طوال اليوم وتكاد تجزم ان هؤلاء الاطفال مخدرون بمواد منومة ، والا فاي طفل ينام لساعات متواصلة تحت حر الشمس الحارقة او البرد القارس. وتدعو الوزارات المعنية بالقضاء على ظاهرة التسول لما فيها من واجهة غير حضارية للبلد وايذاء للاطفال والشيوخ المرضى الذين يستغلهم المتسولون بسحبهم على مقاعدهم المتحركة طوال اليوم. وتقدر منظمات انسانية عدد المتسولين في بغداد وحدها بنحو 100 الف متسول ، كما تشير دراسات لهذه الظاهرة الى ان نحو 95% من ممارسي التسول هم من الاطفال الذين تقودهم جماعات تعمل على استغلالهم. لذا يرى المشرف التربوي اياد اللامي ان بعض الحل يكمن في تطبيق التعليم الالزامي واعادة الطلبة المتسربين الى مدارسهم. ويدعو خطباء الجوامع الى تثقيف الناس حول موقف الشرع من التسول وحثهم على العمل ، مطالبا المثقفين والكتاب التطرق الى هذه الظاهرة وحث الدولة على ايجاد الحلول الناجعة لها ، ذلك ان العراق من الدول الغنية ومن غير اللائق ان يمارس ابناؤه التسول بهذا الشكل المهين والذي تتحكم فيهم عصابات تعمل على تدمير اخلاقهم وتعويدهم على ممارسة الاعمال الاسهل فضلا عن زج الفتيات في مجال ممارسة الرذيلة. بهذه الطريقة ، يصبح التسول آفة تنخر جسد المجتمع العراقي اضافة الى الآفات الاخرى الكثيرة ما يحتاج الى تدخل سريع من قبل الجهات المعنية لمعالجة هذه الظاهرة اذا ما حملت الايام المقبلة املا في تطبيق قانون لمنع التسول.

4/5/1111

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك