التقارير

إستطلاع : فورين بوليسي: ماذا عن "صمود" الملكيات العربية؟

1368 22:09:00 2012-09-04

 

تساءل الصحافي الأميركي "مارك لينش" في مقاله المنشور في مجلة "فورين بوليسي" عن ظاهرة "استثناء" الملكيات العربية من موجات الثورات التي اجتاحة المنطقة: ماذا يعني أنه لا يوجد حتى الآن من بين الملوك من سقط في الانتفاضات العربية، في حين أنه أُطيع بعروش أربعة حكام غير ملكيين (زين العابدين بن علي، مبارك، القذافي وصالح) .. هل هناك استثناء للملكية في العالم العربي؟

كانت أهمية الملكية واحدة من المناقشات الأكثر إثارة للجدل بين المحللين السياسيين (الغربيين) خلال العامين الأخيرين. ولكن الكاتب لا يزال يشكك في صوابية الأفكار والتحليلات التي تسوق لـ"الاستثناء الملكي"، ويرى أن الحصول على ثروة هائلة والارتباط الوثيق والمفيد بالأجنبي يبدو تفسيرا معقولا لـ"صمود" معظم الأنظمة الملكية العربية.

وفي نظر الكاتب، فإن "صمود" الملوك والأمراء في الحكم اعتمادا على الموارد المالية والإسناد الدولي المتاح لهم ليس إلا خدعة كبيرة. ويبدو أن الدعم الاقتصادي والسياسي (وأحيانا العسكري) السعودي والقطري للملكيات الأقل ثراء منهم كان أكثر ضمانا لبقاء الملكيات الحالية من الخصائص المؤسسة للعرش.

ويرى الكاتب أنه كانت هناك حجة قوية "أكاديمية" بخصوص المكاسب السياسية الممكنة للحكم الملكي على الأقل منذ صدور المقال القوي والمؤثر للباحثة السياسية "ليزا أندرسون" ونشر في العام 1991 تحت عنوان: "الاستبداد والقدرة الملكية على الصمود". لكن استماتة الملكيات خلال الانتفاضات العربية في السنوات الأخيرة وإن كان يوحي بشيء ما، حسب الكاتب، إلا أنه لا يزال متشككا جدا في صحة النظريات والحجج التي ترى بالأهمية السياسية للملكية العربية.

وكتب في هذا يقول: (أنا غير مقتنع بالحجج التي ترى بأن الأنظمة الملكية العربية تتمتع بشرعية مميزة. ولا شك في أن بعض الملوك يحظون بشعبية بسبب شخصيتهم، سياساتهم أو قدرتهم على أداء المهمة المسندة إليهم بشكل فعال. ولكن من الصعب التوفيق بين فكرة الشرعية الملكية والرقابة الصارمة على وسائل الإعلام.. وفرض "الخطوط الحمراء" التي تميز هذه الأنظمة بشكل عام. ويبدو لي أن الشرعية "الفريدة" المزعومة للملوك العرب ليست أكثر من أسطورة سياسية مزروعة بعناية وتراقب بلا رحمة..".

ويتساءل الكاتب في هذا السياق: "إذا كانت الملكة تضفي شرعية فريدة من نوعها، كما ادعى عبد الله ملك الأردن، فلماذا الحاجة إلى إصدار قانون صارم لتجريم إهانة الملك، أو فرض ضوابط على وسائل الإعلام الاجتماعية الالكترونية؟ لماذا الحاجة في الكويت إلى سجن شخص لنشره شريط فيديو يوتيوب بسبب قصيدة ينتقد فيها الأمير؟ لماذا هذا القلق بين القيادة السعودية من تذمر المؤسسة الدينية؟".

ويستطرد الكاتب: "بالنسبة لي، تبدو الممالك مثل الأنظمة الاستبدادية العربية المعتادة، وأما بقاؤها على قيد الحياة فلأن مواردها المالية أكبر، ومطالب الحلفاء الدوليين الضاغطة على عروشهم أقل، ويملكون وسائل إعلام قوية لتكريس الأساطير المؤسسة للشرعية الخاصة بهم". ولكن هذا يعني، حسب رأي الكاتب، أن مرتكزات هذه الشرعية قد تفقد قيمتها لاعتبارات داخلية وخارجية: من بروز جيل ناقد وواع من الشباب إلى تزايد معدلات البطالة إلى انتشار استعمال وسائل الإعلام الذكية إلى اضطراب المؤسسات الحكومية إلى الوعود الباهظة من الإنفاق العام الذي قد يشكل ضغطا كبيرا على ميزانيات دول الخليج  ، إلى تبدل السياسية الإقليمية وانخفاض التزامات الولايات المتحدة والخلاف على ولاية العهد.

ويختم الكاتب بالقول: ربما يكون الملوك في وضع هجومي في الوقت الحالي، ولكن دفاعهم قد لا يكون قويا كما يبدو.

24/5/904

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك