التقارير

هل تزهر الثورة في المملكة السعودية؟

1797 09:45:00 2012-08-09

 

تقارير / براثا نيوز

تأخر الربيع السعودي، فالثورة المضادة التي قادها آل سعود والقمع الذي قوبل به محتجو شرق الجزيرة العربية، كانت عوامل مؤثرة في تململ قدوم التغيير السعودي، لكنه اليوم وبحسب استقراء المحللين بات يدق أبواب المملكة. فماهي أبرز علائم انطلاق الثورة في عموم جزيرة العرب؟

كتبت صحيفة « الغارديان» البريطانية تقول أن كافة الممهدات لزحف « الربيع العربي» في المملكة العربية السعودية تبدو جلية للعيان، وتتمثل في أفعال القمع الواسعة النطاق التي تنفذها السلطات وتفشي الفساد والإعتقالات الجماعية للمواطنين وازدياد عدد السجناء السياسيين. وتخشى الأسرة السعودية البقاء وحيدة في مواجهة المعارضة لدى حرمانها من دعم واشنطن. ولهذا فإنها تعمل في خدمة مصالح الولايات المتحدة دون أن تدرك بأن هذا بالذات يقربها من النهاية المحتومة.

إن النهج الذي تتبعه سلطات المملكة في الشرق الأوسط يمكن أن يحمل إليها مفاجآت شنيعة. إن « الربيع العربي» يدق فعلاً بشدة على أبواب المملكة. وكانت الأسرة الحاكمة تأمل في أن يقود القضاء على النظام في سورية إلى هزيمة إيران، وعندئذ يمكن أن تصبح المملكة العربية السعودية دولة إقليمية كبرى. لكن هذا الهدف بعيد المنال. إن إدارة باراك أوباما تنأى بنفسها عن السعوديين، والزمن يمارس لعبته ضد البيت السعودي.

إن موقف واشنطن المتحفظ الحالي من المملكة العربية السعودية له دلالة بالغة جداً. والولايات المتحدة لن تدافع عن الرياض في حالة اندلاع حركات احتجاج جماعية فيها لأن فكرة « دمقرطة » الشرق الأوسط قد ترسخت بثبات في رؤوس الإستراتيجيين الأمريكيين.  

ينبغي الآن متابعة تطورات الوضع السياسي في المملكة العربية السعودية بإهتمام بالغ. وثمة إحساس بان أحداث الفصل القادم من دراما « الشرق الأوسط الكبير»، يمكن أن تجري في الرياض. إن سياسة المملكة العربية السعودية التي لا تتسم بالحذر تقود إلى تقريب هذه النهاية.

يُذكر أن التظاهرات كانت قد تأججت مجدداً في المنطقة الشرقية بعد إصابة الشيخ النمر واعتقاله من قبل السلطات السعوديةوشكلت هذه التطورات الخطيرة على الساحة السعودية حدثاً أثار اهتمام وسائل الإعلام والمحللين.

أما الكاتبة والأكاديمية السعودية الدكتورة مضاوي الرشيد، فاعتبرت أن الخطر القادم الذي يهدد النظام السعودي ليس من نمر النمر الشيعي، بل من نمر النمر السني، مؤكدة أن النظام السعودي يرتعد من البركان السني المتعطش للثورة بكافة محاوره ومراكزه المناطقية والقبلية والطبقية والأيديولوجية.

ورأت الرشيد في مقال تحت عنوان "السعودية والخطر القادم"، أن الدعوات على شبكات التواصل الإلكترونية وتداول مصطلح "جمهورية الإحساء والقطيف" والتي لا تجد قبولاً عند أغلبية الشيعة بالسعودية، يبدو وكأنها تهدف لتبرير الاعتقالات والمصادمات التي يقوم بها الجهاز الأمني السعودي، وتحاول تقديم الدليل مسبقاً لدعم اطلاق الرصاص على الشيخ النمر ومن ثم اصابته واعتقاله.

وأضافت : إن الحراك الشيعي السابق والحالي ظل بعيداً عن النفط رغم قربه من مناطق التوتر وساحات المواجهة، ويصر التيار الشيعي على أن مواجهاته مع النظام سلمية تتمثل في الحشد والحراك دون اللجوء الى السلاح، رغم الدعاية السعودية الرخيصة عن قنابل المولوتوف وغيرها.

وأكدت على أنه بالرغم من نجاح النظام السعودي في تصعيد الشحن الطائفي ضد الشيعة، إلا أن الخطر القادم ليس من نمر النمر الشيعي، بل من نمر النمر السني، حيث لن ينفع شحن الرأي العام والتمترس والتخندق الطائفي في مواجهة أكبر تحد تواجهه القيادة السعودية في تاريخها الحديث، رغم سلسلة من المصادمات والإعتقالات والحركات الاسلامية العنيفة التي ظهرت على الساحة السعودية منذ عام 1927.

وأضافت الدكتورة مضاوي الرشيد : يستمتع النظام السعودي حالياً بدعايات جمهورية الإحساء والقطيف المزعومة لكنه يرتعد من البركان السني المتعطش للثورة بكافة محاوره ومراكزه المناطقية والقبلية والطبقية والايديولوجية من سلفية إلى إخوانية، مروراً بوسطية إسلامية وتيارات قديمة ارتبطت بمحاربين قدامى كانوا قد هادنوا النظام بعد فترة نضال طويلة.

وأشار المقال إلى أن السعودية تمر بمرحلة حرجة في لحظة تعتبر من أخطر المراحل، حيث لا توجد قيادة ديناميكية تنهج السياسة والدبلوماسية، بل أصبح اللجوء إلى الحلول الأمنية والعسكرية الملاذ الأخير لهذه القيادة بعد أن فقدت قدرتها على استيعاب مطالب شعبية مستحقة تصب كلها في خانة المطالبة بتغيير النظام السياسي وفتح الباب لمشاركة شعبية أكبر في صناعة القرار.

الشرق الأوسط الجديد لن يكون على مقاسات خطط واشنطن ففيه لا مكان لعائلة هرمة يتساقط أمرائها الواحد تلو الآخر، أما زمن تكميم الأفواه قد ولّى ولا نفع للمال أو الارهاب والاعتقال فيما الخوف يتلاشى أمام طموح وتضحيات الشباب السعودي والبحريني. المملكة اليوم تنتظر ولادة جديدة على أيدي طالبي الحرية والكرامة، ويعجل مخاضها تخبط آل سعود ورهن بقائهم بحماية مصالح واشنطن ووجود الكيان الصهيوني.

7/5/809

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك