براثا نيوز ـ التقارير والمتابعة
كشفت صحيفة إسرائيلية عن تعاون سجل أخيرا بين المملكة السعودية والكيان الإسرائيلي من خلال عقد أبرمته إحدى الشركات السعودية النفطية الكبرى وشركة إسرائيلية . وقد اثار هذا الأمر الكثير من علامات الاستفهام حول ماهية هذا التعاون وأهدافه .
فقد ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن شركات نفط سعودية تستعين بشركات إسرائيلية في إدارة شركاتها مما يدلل على أن النفط السعودي أصبح في يد الإسرائيليين فتحت عنوان "النفط السعودي بأيدينا" نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في الكيان الصهيوني، أن أكبر شركة نفط سعودية وتدعي "يانر" ويملكها الشيخ عبد العزيز الفايد، والذي وصفته بأنه أحد رجالات التيار الديني "المعتدل" في السعودية، قد اشترت مؤخرا برنامج إدارة محوسب من شركة إسرائيلية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الشركة السعودية التي كانت تبحث مؤخرا عن طريق لترشيد عملها ونشاطها التجاري قد أوفدت مندوبين عنها للمشاركة في المعرض الدولي في مالبورن في أستراليا .
وقررت الشركة السعودية في ختام سلسلة مشاورات شراء برنامج من شركة "دارونت" الإسرائيلية التي تقع مكاتبها الرئيسية في مدينة "رمات غان" قرب تل أبيب، ويعمل مركز الدعم التقني التابع لها من مستوطنة "إلعاد" المسكونة بمستوطنين حريديين.
وبحسب "يديعوت أحرونوت" فقد اشترت الشركة السعودية المذكورة من الشركة الإسرائيلية برنامجا يسمى TMB الذي يستعمل في إدارة الشركات الكبيرة، بمبلغ وصل إلى 700 ألف شيكل اي ما يعادل 200 ألف دولار وبعد إتمام الصفقة جرى تدريب عاملي الشركة السعودية على البرنامج في مدينة مالبورن في أستراليا من قبل طاقم إسرائيلي قوامه 18 شخصا.
ووصفت الصحيفة أجواء عملية التدريب بأنها كانت حميمة وجيدة. ووفقا لأقوال مدير شرطة الاحتلال الإسرائيلية، إيفي شبينترسكي، فإن الصفقات مع السعودية لن تقتصر على هذه الصفقة، إذ لم يخف السعوديون خلال المفاوضات انطباعهم الجيد عن "إسرائيل" بل إنهم أشاروا إلى أنهم سيسرون بالعمل مستقبلا مع تكنولوجيا إسرائيلية.
وقد رأت وسائل إعلام عربية أن الطابع السري للعلاقات الوطيدة بين النظام السعودي والكيان الصهيوني التي بدأت قبل عشرات السنين في الغرف المغلقة بدأ ينفضح تدريجيا ويخرج إلى العلن عبر تقارير استخباراتية تكشف سر المواقف المشبوهة للعائلة المالكة في السعودية الداعمة للكيان الصهيوني المارق على القانون الدولي الذي كشفت وسائل إعلامه عن تعاون بين إحدى أكبر شركات النفط السعودية وشركة إسرائيلية هذا الواقع طرح بقوة التساؤلات حول ما يشاع عن علاقات سرية بين الرياض وتل أبيب ،العلاقات السعودية الأميركية، والسعودية الإسرائيلية قديمة، طبعاً آل سعود ليسوا بذلك الغباء الذي يفضحون فيه أنفسهم، ويعلمون أن شرعيتهم تتأثر أو تضرب لو كشفوا هذا الأمر، ولذلك تكتموا عليه تكتماً تاماً، والعلاقة بين بندر بن سلطان والإسرائيليين علاقة وثيقة، ولكنها سرية، وإنما تصر الحكومة السعودية دائماً على أن العلاقة مع إسرائيل مهما بلغت من التعاون ينبغي أن تكون سرية ولأن ذلك لمصلحة إسرائيل نفسها، هم يقولون لمصلحتكم أنتم المفروض أن نتريث حتى ما حصل في لبنان أخيراً، التفاهم في حرب 2006 في صيف 2006 تقريباً اعترفت الحكومة السعودية أنه هناك اتخاذ موقف لصالح إسرائيل، وهناك كلام قوي جداً أن بندر بن سلطان أعطى ضمانات قوية لإسرائيل، ضمانات مادية أن أضربوا الجنوب ونحن نضمن لكم تكاليف الحرب وزيادة عليها، تعويضاً عما يصيبكم من ضرر، في العلاقة السعودية الأميركية والعلاقة السعودية الإسرائيلية موجودة لكنها تدار بطريقة ذكية.
هناك شيء مشترك بين السعودية ودولة إسرائيل مما سيجعلكم تتفاجؤن، المؤسس، نفس القوات، والتي عملت لتأسيس إسرائيل، هي نفس القوات، والتي عملت لتأسيس السعودية، القوات التي تبقي إسرائيل على قيد الحياة وتحفظ أمن إسرائيل هي نفس القوات التي تبقي السعودية على قيد الحياة الآن، وعندما... تدمر دولة إسرائيل السعودية ستلقى هي الأخرى في القمامة!.
وعن سبب تعامل شركات سعودية مع شركات إسرائيلية ، قال الكاتب والمحلل السياسي حكمت شحرور: لا شك بأن العلاقات العربية الإسرائيلية لها تاريخ بعيد منذ قيام نشأت الكيان الإسرائيلي على ارض فلسطين المحتلة، كلنا نعلم بأن ملك الأردن حسين الذي رحل، قال قبل وفاته بأن علاقته مع إسرائيلي كانت منذ العام 1963 وكلنا نعلم بأن قطر لها علاقات كانت معلنة في بعض الأحيان على مستوى مكاتب العلاقات الاقتصادية، ولكنا نعلم بأن المغرب كان يقيم سنوياً المؤتمر الصهيوني العالمي، وبالتالي هناك علاقات كبيرة بين العالم العربية كان سواء سرية أو معلنة بشكل أو بآخر، أما بالنسبة للسعودية فهذا الأمر يعود أعتقد بأن إلى لورانس العرب حيث كانت بريطانيا قد أسست لهذه الملكة عبر المؤسسات الصهيونية الكثير من العلاقات وساهمت في تغطية الكيان الصهيوني في احتلاله لفلسطين، نعم الآن بدأت مرحلة جديدة من التاريخ العربي الذي يحاول أن يطبع العلاقات سواء باتفاقات معلنة أو اتفاقات سرية مع الكيان الإسرائيلي.
وعن دلالات هذا التعامل اضاف شحرور : إعلان هذا الأمر بهذا الشكل وبهذه التعليقات التي سمعناها هو فتح بوابة كبيرة لكافة العالم العربي بأن السعودية تمثل رمزاً ليس فقط عربياً على المستوى السياسي، إنما تمثل كمرجعية لبعض السلفيين والوهابيين من الذي يتبعون هذا المذهب في العالم العربي وفي الشعب العربي وبالتالي سنسمع قريباً خروج بعض العمامات بالفتاوى لتسهيل هذا الأمر وتشريعه، هذا الإعلان لا يشكل بساطة بل هو اختراق لكل الخطوط الحمر ويؤشر بمؤشرات سلبية.
وعن رأيه في سياق استبدال إيران بالكيان الإسرائيلي كعدو للعرب، قال: هذا حقيقة وهذا أحد الأهداف العميقة لأن المرحلة الإعلامية للسنوات الأربعة التي مضت بدأت في محاولة لابتداع عدو جديد اسمه إيران تحت عناوين طائفية ومذهبية وعرقية، وبالتالي تغطية على العداوة الإسرائيلية. القاعدة الآن الصديق والحليف أصبح عدو، والعدو الحقيقي أصبح صديق وحليف، هذه قاعدة صعبة.
21/5/603
https://telegram.me/buratha