تقرير دولي:
ظل يوجه سهامه المسمومة ضد الإسلام والمهاجرين: فرنسا تطوي صفحة رئيس الكراهية
الجزائر: لطفي جيلالي
أكثر من تصويتهم لمرشح الحزب الاشتراكي، أراد الفرنسيون إنهاء خمس سنوات من "الساركوزية" التي أنهكتهم من عدة جبهات، عبر رئاسة ساركوزي التي كانت دائما قائمة على منطق "فرق تسد"، فوجه أصابع الاتهام للمهاجرين وللبطالين والنقابيين والعديد من شرائح المجتمع الفرنسي.
سمحت السنوات الخمس التي قضاها ساركوزي في قصر الإليزيه لعودة اليسار إلى الحكم، فآخر استحقاقات رئاسية فاز بها اليسار كانت سنة 1988، حين تفوق ميتيران على شيراك، ومنذ ذلك التاريخ عجز كل مرشحي الحزب الاشتراكي الفرنسي من إزاحة اليمين من أعلى منصب في الجمهورية الخامسة.
ساركوزي حفر قبره بيده
غير أن ذهنية ساركوزي في طريقة تمرير إصلاحاته بالقوة دون حوار، سمحت بتحقيق المعجزة لحزب اشتراكي لم يستطع طيلة العشريتين الأخيرتين على الاقل، هزيمة ساركوزي، لا يمكن تفسيرها بمجريات الحملة أو الأشهر الأخيرة من حكمه. فمنذ البداية، ساهم ساركوزي في حفر قبر هزيمة اليوم، من خلال سياسته التي أسقطت صورة الرئيس الفرنسي في نظام الجمهورية الخامسة، فينظر للرئيس الفرنسي على أنه "ملك جمهوري"، صورة شوهّها ساركوزي إلى حدّ تشاجره مع صيادين خلال زيارة ميدانية في شمال فرنسا.
الإصلاحات أيضا التي باشرها ساركوزي، تمت بطريقة عنيفة دون حوار اجتماعي وبلغة حد التهديد ضد الفرنسيين، حتى أقرب المقربين لم ينجُ من ذهنية الرئيس السابق، حيث ظهر في ثوب الرئيس، الوزير الأول الذي وصفه في عدة مناسبات بمعاونه، ما جعل العلاقة بين الرجلين تتشنج في عدة مناسبات.
جعل من الإسلام عدواً
ساركوزي الذي فاز سنة 2007 بفضل أصوات اليمين المتطرف، أراد إعادة الكرة هذه المرة، فخلال عهدته الأولى شن سياسة متشددة ضد المهاجرين، من خلال تبني قوانين ضدهم والإساءة بالنسبة لانتماءاتهم الدينية خاصة الاسلام، فمن بين القوانين التي أسالت الكثير من الحبر قانون منع ارتداء النقاب في الأماكن العمومية. وحتى خلال الحملة واصل كراهيته ضد المهاجرين الذين اتهمهم بالاستفادة من إعانات فرنسا والاسلام والمسلمين أيضا، وهو ما يفسر أيضا كره المسلمين عبر العالم للرئيس الفرنسي السابق الآن.
ويتذكر الجميع محاولته استغلال حادثة تولوز أو قضية محمد مراح لكسب بعض النقاط، حيث أطلق رفقة وزير الداخلية كلود غيان تصريحات جارحة ضد الاسلام والمسلمين. فهذه هي فرنسا التي يخلفها وراءه ساركوزي، فرنسا كره الآخر، فرنسا تحصل فيها الأغنياء على تسهيلات جبائية على حساب الطبقات الفقيرة.
والغريب في الأمر، أن أحسن خطاب ألقاه ساركوزي هو خطاب الوداع الذي ألقاء منذ لحظات، حين طالب الفرنسيين البقاء متحدين والالتزام بمبادئ التسامح والمحبة، خطاب جاء متأخرا طبعا.
12/5/507
https://telegram.me/buratha