التقارير

المظاهر الحسينية تطغى على معالم الحياة اليومية في الكوت

3968 17:41:00 2007-01-21

طغت المظاهر الحسينية على معالم الحياة اليومية في مدينة الكوت بمحافظة واسط اليوم الأحد ، الأول من محرم الحرام ، حيث تنوعت تلك المظاهر في طريقها لتبلغ ذروتها في العاشر من محرم ذكرى واقعة الطف الأليمة، بينما ازدهرت على نحو كبير تجارة القماش الأسود كذلك الألبسة السوداء الرجالية منها والنسائية.مظاهر إحياء يوم عاشوراء لم تقتصر على جانب معين بل امتدت لتشمل جوانب كثيرة ،إذ انتشرت اللافتات السود في الأماكن العامة وفي واجهات المنازل والمحال التجارية وعلى الدوائر والمؤسسات الحكومية ما جعل مهنة الخطاطين تنتعش أيضا ، فيما استخدمت مركبات النقل العام أو المركبات الخصوصي أجهزة التسجيل الموجودة فيها لاذاعة الأحاديث الدينية والمدائح والقصائد الحسينية ورافق ذلك أيضا إقبال كبير على شراء الأقراص الحسينية من أصحاب الأكشاك التي تختص ببيعها.

وفي جانب آخر من مراسم عاشوراء يتفنن أهالي الكوت في تعليق النشرات الضوئية في الأماكن العامة وفي المنازل والشوارع وإنارة المواكب أيضا باستخدام المولدات الصغيرة التي تعالج انقطاعات الكهرباء.وفي أيام عاشوراء عادة ما تقام الولائم ويقدم الطعام والشراب مجانا في الأماكن العامة وفي البيوت ويمكن أن تشترك مجاميع من الشباب من هذه المحلة او تلك بعمل الطبخ في وقت تكون هذه الحالة يوميا ليوزع الطعام والشراب تارة بين المشاركين في العزاء وتارة يكون لعامة الناس ويحرص الجميع على تناول شيء من هذا الطعام والشراب تبركا بمنزلة الإمام الحسين (عليه السلام).

السيد علي حميد البديري أحد المساهمين في موكب شباب الزهراء بمدينة الكوت قال لوكالة أنباء ( أصوات العراق) المستقلة " نحن اعتدنا على خدمة مواكب الحسين (ع) وتوفير كل ما يمكننا توفيره لهذه المواكب" ، مضيفا " إننا توارثنا ذلك من الآباء وهو عمل نسعى إليه فخدمة مواكب الأمام الحسين (ع) عمل ما بعده عمل عندنا." وأشار إلى أنه " في المواكب الحسينية عادة يشترك الكبار مع الصغار والصبية لهم دور في ذلك، كل يسعى للمشاركة في هذه المواكب."وقال "المواكب في شهر عاشوراء كثيرة ومختلفة فهناك المجالس الحسينية التي تقام في المساجد والحسينيات في الغالب ، وهناك مواكب الزنجيل (الضرب على الأكتاف بالسلاسل الحديدية)" موضحا في هذا الصدد أن " الزناجيل أنواع بحسب الوزن ولها أسلوب وحركات تؤدى فيها بحسب المنطقة او الجماعة ، لكنها في الغالب تؤدى مع قرع الطبول."

ولعل من اللافت للانتباه أن اللون الأسود يطغى على ملابس عامة الناس في هذه المدينة أثناء شهر محرم الحرام ،فترتدى النساء اللون الأسود وكذلك يفعل الرجال والشباب وحتى الصبية كما ان الاطفال يحرصون على ارتداء غطاء الرأس الاسود أو الاخضر المسمى الشفة أو الطاكية أو العرقجينة أو ما سوى تلك الاسماء أيضا.

وقال كمال جاسم (40 عاما) صاحب محل لبيع المنسوجات والأقمشة لـ ( أصوات العراق) " هناك طلب كبير على اللون الأسود ، عادة نستقبل شهر محرم بخزين كبير من القماش ذي اللون الأسود وبأنواع مختلفة، فهناك ما ترتديه النساء وهناك أنواع للرجال ونوع آخر يستخدم في الرايات التي لا يكاد يخلو منزل منها." وأضاف " بالتأكيد اللون الأسود له دلالة الحزن ، والجميع يشعرون بحزن عميق على مصاب أبي عبد الله الحسين عليه السلام ، بينما اللون الاخضر هو لون ملابس أصحاب واولاد الحسين ويرمز اللون الاحمر الى الامام العباس وعادة تكون راية العباس حمراء وراية الحسين سوداء."

وتابع " هذا العام كان القماش يختلف فقد استورد التجار أقمشة من الصين مطبوع عليها كتابات وعلامات تحيي الإمام الحسين وآل بيته، وقد لقيت هذه الاقمشة رواجا كبيرا فهي بأشكال وألوان وطبعات مختلفة لكن كلها جميلة." وأشار إلى أنه "ظهرت في العام الماضي ايضا في السوق اقمشة عراقية مطبوعة لكنها ليست بالمستوى الجيد وايضا هناك اقمشة مطبوعة وصلت من ايران أيضا.. لكن القماش الصيني في هذا العام سجل حضورا لافتا للانتباه."

وفي الاطار نفسه قال مهند عبد الحميد صاحب محل منسوجات إن " القماش الحالي يمتاز بجودة وإتقان العلامة أو الشعار المطبوع وانه بزخارف متنوعة وفيها فن راق وجمالية كبيرة وهو ماجعل الإقبال عليه كبيرا."وأشار إلى أن "طول القماش يعتمد على نوعية الطباعة الموجودة عليه فأحيانا تكون الطباعة طولية وفي نوع آخر تكون عرضية لكن كلا النموذجين يحملان جمالية وهو ما يجعلنا نبيع إما بالامتار أو حسب القطعة التي يتراوح سعرها مابين ثلاثة آلاف الى ثلاثة آلاف و500دينار وبطول ما بين متر وربع الى مترين." وأضاف أنه " يمكن ان تعلق تلك القطعة بصورة عمودية أي طولية أو بصورة عرضية ويمكن أن تعمل بها راية حسب راغبة الشخص."

من جانبه قال الخطاط مظفر كاظم لـ ( أصوات العراق) إن مهنة الخط انتعشت هذه الايام بسبب الاقبال الكبير على كتابة اللافتات الحسينية التي تنشط مع حلول شهر محرم الحرام. وأضاف " غالبية الخطاطين يعملون مجانا لاجل ابي عبد الله الحسين ولا نطلب ثمنا أبدا لكن صاحب اللافتة عادة ما يبادر الى دفع الثمن دون أن نحدد أو نطلب منه ثمنا معينا انما الخطاط يقبل باي مبلغ ويعتبره بركة الامام الحسين." وأضاف "نلجأ دائما للكتابة على القماش الخام البازة الاسود أو الكريب أو قماش الستن أو الكودري وهذه النوعيات عراقية كانت أم اجنبية لكل منها محاسنه ومساوئه من حيث الكتابة.. فبعضها سرعان ما يجف وهناك نوع ثانٍ يتأخر جفافه ويبقى البازة هو الأفضل والأجود والأكثر إقبالا."

وأشار إلى أنه " عادة ما يشتري الخطاط القماش بنفسه قبل فترة من حلول شهر محرم ويعمل اللافتات لتكون جاهزة للمشتري وفي هذه الحالة ايضا نطلب من المشتري فقط الكلفة أي كلفة القماش والاصباغ وله ما يشاء بأن يعطي اكرامية فوق الثمن أو لا." وأوضح أن اللافتة الواحدة التي يقوم الخطاط بعملها مبكرا تكون في الغالب بطول متر ونصف الى مترين لكن هناك من يعمل لافتة حتى بطول ثلاثين مترا حسب الحاجة . وقال إن الاصباغ ازدهرت تجارتها أيضا هذه الايام وسجلت ارتفاعا طفيفاً في أسعارها لان أصحاب محال بيع الاصباغ يعتبرون عاشوراء موسما لهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك