الاصالة- احمد عبد الجبار رزج
كشف عضو مجلس محافظة النجف الاشرف خالد الجشعمي عن تعرض هيئة استثمار النجف لضغوطات وتأثيرات من جهات متنفذة ومعروفة في المحافظة لاعطاء اجازات استثمارية لاشخاص معينين وعدم سحب الاجازات من المستثمرين المتلكئين في تنفيذ مشاريعهم، مبيناً ان اكبر خطر يواجه الاستثمار في المحافظة هو اعطاء اجازات لسماسرة ومستثمرين وهميين.وفي الوقت الذي وصف فيه "عمل هيئة الاستثمار في المحافظة بالعشوائي وغير المدروس لعدم اعدادها لخارطة استثمارية تشمل كافة القطاعات"، اكد ان "هنالك الكثير من الممارسات التي تثير الريبة والشك في مقدمتها اعطاء اراضي مميزة جداً تقدر قيمتها بمئات ملايين الدولارات لاجازات استثمارية بمبالغ زهيدة لاتضاهي قيمتها الحقيقية".
وفيما يخص انسحاب كتلة شهيد المحراب من لجان مشروع النجف عاصمة الثقافة الاسلامية اكد الجشعمي ان " الفساد الاداري والمالي الذي سجل في بعض المشاريع العمرانية للمشروع والعراقيل التي وضعها رئيس لجنة الصرف لعمل بعض اللجان كانت من اهم الاسباب للاستقالة"، مشيراً الى ان "بعض لجان المشروع تعمل بأجندة سياسية".وعن علاقة كتلة شهيد المحراب مع محافظة النجف بين ان "الكتلة بعثت برسائل تهنئة وتطمين في بداية استلام مهامه لدعمه "، مضيفاً "الا ان الوقت اثبت ان المحافظ يعمل لشخصه ولجهته السياسية".
بين العشوائية والخطط الاستثماريةويقول عضو المجلس عن كتلة شهيد المحراب خالد الجشعمي لـ"الاصالة" ان"هيئة استثمار النجف لم تعد الى الان اي خارطة او خطة استثمارية تشمل جميع القطاعات التي تحتاجها المحافظة في مجال الاستثمار سواء القطاع التجاري او السياحي او السكن وغيرها من القطاعات"، مضيفاً "وبغياب هذه الخطة فأن عمل الهيئة اصبح عشوائياً وغير مدروس ويخضع لما تعطيه البلدية من قطع اراضٍ".
ويوضح ان"الحاصل اليوم في هيئة الاستثمار ان أي شخص يقوم بتقديم طلب لتنفيذ مشروع استثماري معين ويقدم دراسة جدوى اقتصادية له ويتم منحه اجازة استثمارية بعد ان يدعون انه اكمل المستمسكات المطلوبة للمشروع ويتم منحه الاجازة دون تحديد مسبق للارض وايحاناً لايعلمون ان كانت هنالك ارض تتوفر لتنفيذ المشروع ام لا وبالتالي فأن الدراسة التي يقدمها المستثمر وتقرها الهيئة هي دراسة نظرية على الورق فقط".
غياب الشفافيةومن الملاحظات التي يسجلها عضو مجلس المحافظة الجشعمي على عمل الهيئة هو"عدم وجود شفافية في عملها"حيث يؤكد ان "القانون ينص على اتاحة جميع المعلومات عن كل الفرص الاستثمارية للجميع بصورة شفافة وعادلة ليقوم المستثمرون بتقديم عروضهم والتنافس للحصول على تلك الفرص"، مكملاً "الا ان هذا كله اليوم غير حاصل بل كما قلنا سابقاً انه بالاساس لاتوجد لدى الهيئة اي خارطة استثمارية للمشاريع".
ويضيف "ومن الامور المثيرة للريبة ايضاً في عمل الهيئة هو تخصيص الاراضي فمثلاً يتم تخصيص قطعة ارض لمشروع في قطاع معين في حين لايتم تخصيص الارض لمشروع في القطاع نفسه ومنح الاجازة الاستثمارية قبل المشروع الاول بأشهر عديدة".
سماسرة ومستثمرين وهميين ويشير الجشعمي ايضا الى "منح اجازات استثمارية لاشخاص ليسوا مستثمرين حقيقيين بلد هم عبارة عن سماسرة مشاريع ومستثمرين وهميين يأخذون الاجازة الاستثمارية ويقومون بعرضها للبيع بمبالغ كبيرة جداً "، مضيفاً ان "الكثير من المشاريع التي منحت ولم يتم المباشرة بها تتعلق بهذا الامر لعدم قدرة هذا السمسار على المباشرة وتنفيذ المشروع وعدم بيعه للمشروع لحد الان".
ويبين ان "مجلس المحافظة حاول معالجة هذا الموضوع من خلال عدة قرارات اهمها ايداع المستثمر لـ10% من قيمة المشروع في احد المصارف لحين تحقيقه نسب انجاز في المشروع مقدارها 10% "، مكملاً "الا ان الهيئة طبقت القرار على البعض ولم تطبقه على آخرين.
جهات متنفذة تضغط على الهيئة ويكشف عضو مجلس المحافظة لـ "الاصالة" عن " تعرض الهيئة لضغوطات وتأثيرات من جهات متنفذة ومعروفة في المحافظة لارتكاب هذه المخالفات والتجاوزات وعدم تطبيق قرارات مجلس المحافظة ومنح اجازات استثمارية لمستثمرين غير متمكنين وعدم سحب الاجازات من المستثمرين المتلكئين بالعمل او الذين لم يباشروا اصلاً في التنفيذ"، مبيناً ان "الهيئة تتحمل التبعات القانونية لتلك المخالفات والتي قد تصل الى الحبس".ويوضح ايضا "كحجة رقابية في مجلس المحافظة قدمنا هذه الاشكالات بشكل تقارير رسمية ومن المؤمل ان تتشكل لجان تحقيقية لاتخاذ القرارات المناسبة".
الاستقالة- اسباب ومبرراتوعن استقالة اعضاء كتلة شهيد المحراب من لجان مشروع النجف عاصمة الثقافة الاسلامية يبين الجشعمي ان "الكتلة ومنذ بداية عمل المشروع كانت فكرة الانسحاب والاستقالة مطروحة وذلك بسبب القناعة التي تبلورت بأن امكانيات اعضاء اللجان أقل من المستوى المطلوب في مجال تخصص لجانهم وأقل من المستوى الذي يظهر النجف بصورتها الواجب ان تظهر بها في مثل هكذا محافل عالمية قد لاتتكرر مرة اخرى الا بعد عشرات السنين"، مضيفاً ان "فكرتنا منذ البدء كانت تكليف احدى الشركات العالمية او الاسلامية المتخصصة التي يكون لديها خبرة في ادارة وتنفيذ هكذا مهرجانات عالمية ليكون دور مجلس المحافظة دوراً رقابياً والمحافظة يكون دورها اشرافياً على عمل هذه الشركة".
مرة اخرى الا بعد عشرات السنين"، مضيفاً ان "فكرتنا منذ البدء كانت تكليف احدى الشركات العالمية او الاسلامية المتخصصة التي يكون لديها خبرة في ادارة وتنفيذ هكذا مهرجانات عالمية ليكون دور مجلس المحافظة دوراً رقابياً والمحافظة يكون دورها اشرافياً على عمل هذه الشركة".
ويكمل عضو مجلس المحافظة حديثه" الا انه لم يؤخذ بمقترحنا وتم تشكيل اللجان وكان الرأي ان وجودنا باللجان قد يكون انفع من ترك الساحة وبالتالي اعطينا انفسنا فرصة للتجربة ومحاولة المشاركة في انجاح هذا المشروع الا اننا ومع الاسف لم نجد الجدية بالعمل الا من قبل اشخاص معدودين وبصراحة اكثر وجدنا رئيس لجنة الصرف وهو محافظ النجف عدنان الزرفي يضع العراقيل في قضايا الصرف ووجدنا ايضا ان بعض اللجان تعمل بأجندة سياسية بحيث انها توافق وتنفذ الاعمال التي تقدم من جهتها السياسية وترفض الاعمال من باقي الجهات".
تهم فساد في المشاريعويؤكد الجشعمي ان "الجانب الاهم الذي اسسنا عليه انسحابنا هو المبالغ الطائلة التي صرفت بالمشروع بدون وجه حق، حيث نعتقد اننا اطلعنا على بعض المشاريع العمرانية وانه يوجد فساد اداري ومالي كبير جداً يشوب هذه المشاريع".ويقدم مثالاً على ذلك الفساد في مشروع مقر الثقافة حيث يذكر ان "المبلغ الذي احيل به المشروع هو مبلغ خيالي مقداره 92مليار و250مليون دينار تقريباً في حين ان هنالك شركة بعد الشركة التي احيل عليها المشروع قدمت عرضاً لتنفيذ المشروع بـ42مليار دينار وبعدها شركة قدمت 32مليار اضافة الى امور اخرى جمعناها وقدمناها لمجلس المحافظة والتي نأمل ان يتم مناقشتها خلال جلسات المجلس القادمة".
العلاقة مع محافظ النجفويتحدث عضو مجلس المحافظة عن كتلة شهيد المحراب خالد الجشعمي عن طبيعة العلاقة بين كتلة شهيد المحراب ومحافظ النجف الاشرف عدنان الزرفي قائلاً "عندما تسلم الزرفي مسؤولية المحافظة بعثنا اليه برسائل تهنئة وتطمين لدعمه بعمله اذا كان يعمل في مصلحة النجف، اما اذا اكتشفنا انه لايعمل لمصلحة النجف بل لمصلحة شخصية او حزبية فأننا سنوضح الحقائق للمجتمع النجفي".
ويضيف "وخلال الاشهر الستة الاولى من عمله كنا داعمين له لاننا كنا نعتقد ان الرجل في بداية عمله ومن الخطأ اتخاذ موقف نهائي منه خلال هذه الفترة القليلة ولكننا بعد ذلك اصبحت لدينا قناعة انه يعمل لشخصه وللجهة الحزبية التي ينتمي لها ومن هذه النقطة بدأت الملاحظات على عمله وبدأنا بتقديم الطلبات للمجلس لتصحيح عمل المحافظة".
https://telegram.me/buratha