تحقيق بقلم الزميل احمد الحلفي
لعل لم نأتي بجديد ان قلنا ان الكثير من السياسات الخاطئة قد ارتكبت ابان حكم الطاغية المقبور وعلى كافة الاصعدة والمجالات ، ومما (زاد الطين بله)ان بعض جهاتنا المختصة لم تلتفت إلى تلك الاخطاء او قل انها التفتت اليها ولكن غضت الطرف عنها .
فعندما نتناول موضوع المعامل الانتاجية في محافظة ميسان وبعد هذه السنوات الثلاث التي مضت، نقول أين هي الان وماذا تعمل ؟ وهل هي تعمل فعلا ؟ واذا كانت معطلة عن العمل ما هو دور تلك الجهات المختصة لارجاعها على اقل تقدير الى موضعها الطبيعي ، واذا كانت البعض من تلك المعامل الانتاجية تابعة إلى القطاع الخاص ما هو دور الدولة ازائها ، وهل هناك صيغ قانونية لمساعدة تلك المعامل ام لا ؟
اول تلك المعامل التابعة إلى القطاع الخاص هو شركة ميسان لمنتوجات الالبان والذي توقف عمله منذ سنتين والواقع في مركز محافظة ميسان والذي التقينا بمديره المفوض السيد هاشم حسين حمادي الذي حدثنا قائلا :
أسس المعمل عام 1975 م تقريبا من قبل الدولة واستمر بالعمل حتى عام 1989 م وهو العام الذي تحول المعمل فيه إلى القطاع الخاص ، كان المعمل ينتج القشطة (القيمر) واللبن وبطاقة انتاجية تقدر اسبوعيا بـ (15) طن لبن و(3) طن قيمر عبر الخطوط الانتاجية الموجودة في المعمل ، خط انتاج اللبن وبعبوات سعة واحد كيلو غرام واربعة كيلو غرام وخط انتاج القشطة (القيمر) وبعبوات سعة (90) غرام ، حيث اننا كنا نعمل ثلاثة وجبات اسبوعيا ، وهذا العمل يدوي.
ـ وهل المكان والمعدات الموجودة في العمل غير صالحة للعمل ؟
الاستاذ هاشم : في السابق كانت تعمل ولكن في منتصف التسعينيات توقفت عن العمل وذالك بسب عدم توفر المواد الاحتياطية لتلك المكائن ، فاصبح العمل يدوي واستمر إلى ان توقف المعمل عن الانتاج.
ـ وما هي اسباب توقف المعمل عن الانتاج ؟
الاستاذ هاشم : هناك عوامل عديدة منها المواد الاولية وارتفاع اسعارها ومنها الحليب والعلف (النخالة) والكاز ، ففي السابق كنا نعمل بنظام المقايضة نعطي للفلاح العلف لمواشيه مقابل الحليب ولكن الان لا يتوفر لدينا العلف ولا نستيطع شراء الحليب لارتفاع سعره هذا من جانب من جانب اخر هناك مشكلة الكهرباء وعدم استمرارها وبذلك يجب توفير البدائل وهي المولدات الكهربائية والتي تحتاج إلى مادة الكاز ، هذا بالاضافة إلى الايادي العاملة والتي تحتاج إلى رواتب معقولة في ظل هذه الظروف الصعبة ، وهذه الاسباب وغيرها تساعد في ارتفاع سعر المنتوج المحلي لذلك توقف المعمل عن الانتاج عام 2004م.
ـ وهل تمت مخاطبة الجهات المختصة لكي تتعاون معكم في حل هذه المشاكل أو جزء منها ، وبما ان المعمل يعتبر ثروة للمحافظة وابناءها ؟
الاستاذ هاشم : في البدء اقول ان المعمل يقع على مساحة كبيرة ومجهز بكافة المعدات والمكائن وهو بحاجة إلى توفير المواد الاولية فقط وهي كما اسلفنا لكي يعاد العمل فيه وقد خاطبنا الجهات المختصة في المحافظة ولكن إلى الان لم نحصل على أي جواب وكما قلت ان هذا المعمل يعتبر ثروة للمحافظة ولابناءها ، فاذا عمل هذا المعمل فان سوف يساهم في تقليل البطالة وزيادة المستوى المعاشي للأيدي العاملة ومورد اقتصادي للمحافظة ، هذا بالاضافة إلى توفير المنتوجات التي تسد حاجة المحافظة .
ـ وهل هناك خطة مستقبلية لانقاذ المعمل ؟
الاستاذ هاشم : لغاية الان لا توجد ولكن ربما يتحول المعمل إلى انتاج الببسي كولا والماء .
واخيرا نقول هناك عدة حلول لانقاذ هذا المعمل منها اعادة هذا المصنع إلى وزارة الصناعة والمعادن وذلك من خلال شراء المعمل ليضاف إلى المعامل والشركات التابعة لها أو من خلال المساهمة أو الاستثمار .