زائر ثقيل يأتي حاملا معه همَّا جديدا يضاف الى الهموم المتراكمة على المواطنين، مبالغ طائلة ومستحقات وديون لفترات سابقة مسجلة في القوائم التي اصدرتها وزارة الكهرباء في الفترة الاخيرة، ليبرز تساؤل في اسباب ارتفاع هذه القوائم وغياب التيار الكهربائي عن المواطنين.
سلام الفكيكي 46 عاما يقول انا اتابع باستمرار عداد الكهرباء في الميزانية الرئيسة في بيتي، واسعى الى ان تكون علاقتي بدائرة الكهرباء علاقة طبيعية مبنية على الثقة التامة، والمبلغ المقرر اسدده دائما عند مراجعتي لدائرة الكهرباء ولم اتوقع ان تصدر قائمة مؤخرا بمبلغ 300 الف دينار في حين التيار الكهربائي في منطقتي هو الغائب الحاضر دائما، والغريب في الامر انني لا املك مجمدة ولا سخانا ولا اجهزة تبريد حديثة، اذ لايوجد لدي سوى جهاز التلفزيون والثلاجة والمبردة، وحين اقارن قائمتي بقائمة جاري التي لاتتجاوز ال50 الف دينار برغم تشغيله المستمر لاجهزة التبريد (السبلتات) في الصيف والسخانات في الشتاء عندها لااجد عدالة في قراءة الميزانية حيث ان قارئ الميزانية يضيف ارقاما على وفق مبدأ الكيفية او المزاجية.
فيما يقول رعد الكرخي ان مبلغ(100) الف دينار يعد مبلغا ضئيلا،مقارنة بمبلغ قائمته التي تقرأ مبلغا خياليا مرتفعا جدا وهي مليون وستمائة الف دينار، وهذا المبلغ لشهرين فقط وليس مع الديون، فالديون دفعتها في القائمة السابقة حيث وصلت الى مليون وربع المليون دينار.
ويتساءل هل تعتقد دائرة الكهرباء انني (ملياردير )؟!.. وفي الحقيقة انا صاحب محل صغير لبيع الحاجيات المنزلية المتواضعة وداري متواضعة ولا تحتوي على اجهزة كهربائية كثيرة، وكل مااتمناه هو ان تقطع وزارة الكهرباء عنا خدماتها بشكل نهائي ونبقى على مولدات الشارع فهي برغم تواضعها ومتابعتها من اناس لا يملكون الخبرات والشهادات والدوائر والايفادات والاتفاقيات المبرمة وغير المبرمة، الا اننا نجد الراحة النفسية عندما نتعامل معهم فسعر الامبير معروف ونستطيع ان نعرف ايضا ماذا يمكننا ان نستخدم من الاجهزة وما لا يمكننا في حين ان وزارة الكهرباء، التي من المفترض ان تكون مدعومة من الدولة نجدها حين نقارن ما ندفعه من مستحقات وديون نخرج بنتيجة ان الخاسر الاكبر هو المواطن، وإلا فماذا يعني تشغيل ساعتين او ثلاث او حتى اربع بسعر اغلى بكثير من سعر امبيرات مولدة الشارع؟
جبار هاشم 55عاما يقول تأتينا بين فترة واخرى قائمة الكهرباء بمبلغ كبير، وكل ما نعرفه ان قارئ المقياس يدخل الدار ويقرأ الميزانية، وانا اعتقد ان هذا الاجراء لا يخضع للدقة دائما بل نراه في احيان كثيرة يخضع لتقديرات دائرة الكهرباء فهناك بيوت فيها عداد الكهرباء او الميزانية الرئيسة تسير بشكل دقيق، الان القراءة تكون مغايرة للمعطيات الحقيقية، وفي المقابل نجد ان هناك دورا تخلو من وجود الميزانية لاسباب عديدة منها العطل او السرقة او التحايل على الدولة بازالتها تماما ولاتسجل عليها ديون او تبلغ بدفع القوائم الى دائرة الكهرباء، وبرغم كل هذا تأتي المبالغ خيالية للمواطنين الذين يضعون عدادا دون غيرهم.
ويقول احمد الكرطاني ان مشكلتي كبيرة واعانيها منذ عام تقريبا بعد عودتي الى داري الذي هجرت منذ اربع سنوات لاجد الدار خالية تماما من أية ملامح للكهرباء فلا اسلاك ولا ميزانية.. الخ، لاكتفي بسحب (واير) من الجيران يكفي لتشغيل ضوء وتلفزيون ومروحة بدلا من تاسيس دار مجددا اذ يكلفني مبالغ لااملكها حاليا، واقوم بدلا من ذلك بدفع مبلغ ضئيل شهري لجاري، وقبل شهر وجدت قائمة لديون الكهرباء بمبلغ 100الف دينار.
وفي المقابل وزارة الكهرباء تؤكد في عدة تصريحات لمسؤوليها صدرت مؤخرا ان قراءة المقاييس وأصدار القوائم تكون كل شهرين، بعد قراءة الميزانية الموجودة في الدار ومقارنتها بما هو موجود في دوائر الكهرباء ، وعلى المواطن الذي يشعر بعد صحة القائمة تقديم شكوى للدائرة المعنية لتخرج لجنة فنية لمعاينة الميزانية، والاجراء الاخر هو تقسيط المبلغ على دفعتين او اكثر وبصلاحية مدير الدائرة المعنية، في حين ان المشكلة تكمن في بعض الدور التي لا توجد فيها مقاييس.
كما تمت دعوة المواطنين اصحاب الشكاوى لغرض مراجعة دوائر الوزارة، التي تقوم بدورها بتشكيل لجنة فنية تخرج مع المواطن صاحب الشكوى لتحديد الضرر واسبابه، والاجراء الذي بالامكان اتخاذه هو الاعتماد على القراءات السابقة والتقديرية لحين معالجة مشكلته، والتقدير يعني العودة الى القراءات السابقة مع اضافة الزيادة في التسعيرة على وفق النظام الجديد، وهناك اسباب عديدة للديون منها عزوف المواطن عن التسديد وهذا شائع كثيراً، إما لعدم تمكنه من تدبير المبلغ لارتفاعه او استغلاله للوضع غير المستقر الذي مرت به دوائر الكهرباء، وايضا هناك سبب آخر هو عدم مقدرة قراءة المقاييس من الوصول الى بعض المناطق بسبب الوضع الامني المتردي في السنوات السابقة.
وهناك لجان شكلت في كل دائرة تابعة للمناطق المتفرقة، ويستطيع المهجر مراجعة هذه الدوائر وعرض اوراقه التي تثبت واقعة تهجيره وسيجد الحل المناسب له فهذه اللجنة مهمتها تذليل جميع الصعوبات المتعلقة بالكهرباء لكي يتسنى له البدء من جديد في داره التي هجر منها.
https://telegram.me/buratha