عمر بلقاضي / الجزائر
بمناسبة دخول شهر شعبان
***
مَواسمُ الرُّوحِ قد لاحتْ نَسائِمُها
يا باغيَ الخيرِ أقبِلْ إنَّها النِّعمُ
شعْبانُ جاء بِفَيْضِ الفضلِ يَغمُرُنا
فيهِ الثَّوابُ وفيه العفوُ والكرَمُ
قد جاء يَمْحُو خطايانا وقد عَظُمتْ
ففيه تستيقظُ الأرواحُ والهِمَمُ
أقبِلْ وبادِرْ الى الخيراتِ مُلتزِمًا
إنَّ اللَّبيبَ بفعلِ الخيرِ يلتزِمُ
أقبِلْ وراجِعْ سلوكًا كنتَ تُهمِلُهُ
فالقلبُ يُصلحُه الإخْبَاتُ والنَّدَمُ
شعْبانُ تَهْيِئةٌ للنَّفس سابقةٌ
لِموسِمِ الصَّومِ فالأركانُ تُحْتَرَمُ
إنَّ العبادةَ ايمانٌ وتزكيةٌ
مَضمونُها الصِّدقُ والإخلاصُ والشِّيَمُ
انهضْ إلى بابِ ربِّ النَّاسِ مُرتَدِياً
ثوبَ الطَّهارة لا ريْبٌ ولا وَهَمُ
عالجْ فؤادَك من غيٍّ ومن شُبَهٍ
إنّ الرَّغائبَ في عيْشِ الفتى صَنَمُ
شَعائرُ اللهِ مِعراجٌ يُبلِّغنا
عِزَّ السُّمُوِ به تُسْتَوطأُ القِمَمُ
والنَّفس ترفعُها آياتُ خالِقِها
إلا التي نَكَلَتْ أزْرى بها الصَّمَمُ
ذي نفحةُ اللهِ في أعْمارِنا سَطعَتْ
تُجْلَى بها غَفَلاتُ النَّفسِ والظُّلَمُ
دَاوُوا الجَوانِحَ بالتَّقوى فقد أسِنَتْ
جُرْحُ الخَطيئةِ قد يُشفَى ويَلْتَئِمُ
إنّ الشّعائر في الإسلامِ تربيةٌ
بها تُصانُ حُدودُ اللهِ والحُرَمُ
الحقُّ والحبُّ والإحسانُ غايتُها
العزُّ والأمنُ والإيمانُ والقِيَمُ
هي الفضيلةُ في أسمى مظاهِرِها
هي الرَّشاد ُهي التَّوفيقُ والحِكَمُ
هي السَّعادة في دنيا مُوَلِّيةٍ
بها تسودُ شعوبُ الأرض والأمَمُ
فِرُّوا إلى اللهِ إنَّ الدِّينَ مُنقِذُنا
أسلافُنا بالهدى والحقِّ قد كَرُمُوا
لا تُفْتَنوا بِمتاعٍ لا بقاءَ لهُ
فالمُؤمنُ الحقُّ بالرَّحمن يَعْتَصِمُ
ومَن تَوَلَّى عَنِ الدِّينِ القَوِيمِ وما
رامَ الفلاحَ له الأنْكادُ والحِمَمُ
***
بقلمي عمر بلقاضي / الجزائر
https://telegram.me/buratha
