الشعر

الشعراء والنهضة الحسينية


الشيخ الدكتور خيرالدين الهادي ||

 

قوله تعالى: ((وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ)) الشعراء 244.

توافرت الأدلة على خلود كثير ممن انتسب إلى النهضة الحسينية المباركة؛ إذ شايع الشعراء الخطباء والمتحدثين في نقول المواقف والأحداث وتصويرها بما يتناسب مع حجم الملحمة التي غيرت مجرى التاريخ وزلزلت عروش الظالمين ولا تزال, ففي كل عام ونحن نحي هذه الملحمة بالمواقف والخطابات التي تساير إحياء الشعائر الحسينية نؤكد انتماءنا لهذه المسيرة وتأثرنا بها؛ لأنها تنتقل بنا إلى عالمٍ قائم على العطاء النبيل وتوحيد صفوف الأبرار من مختلف البقاع؛ ليشهدوا منافع لهم ويتضافروا تحت خيمة الحسين (عليه السلام) التي اتسعت لجميع الأحرار ولم تستقبل إلا أصحاب المبادئ ممن أيقنوا النجاة في اتباع المنهج الذي طفق عن نهضة كربلاء.

إنَّ الشعراء على مرِّ التاريخ كانوا ذات رسالة خطابية جليلة, إذ حفظوا التراث والمواقف بكلماتهم الرصينة التي كانت تحمل الأبعاد القيميَّة للثورات والثوار؛ لذلك كان لهم وقعٌ كبير في مختلف الأوساط ولاسيَّما الأدبية والفنية, وهذا الأمر زاد من قدرتهم على تحمُّل المسؤولية في اختيار الألفاظ والقوالب والأوزان التي يمكنها أن تحفظ الأحداث بموضوعية وواقعية يستند إليه الباحث في تنظيم دراسته التي ينبغي أن تكون بعيدة عن العواطف والإنشاء؛ ليكون سجلاً للتاريخ وديواناً للحاضر وعبرة للمستقبل.

ولا يخفى أن الخطاب لا ينحصر بقول أو فعل أو اشارة؛ بل يتعدى ذلك إلى كل ما من شأنه أنْ يؤسس لفهم وبيانٍ يتماهى عليه المنتج والمتلقي من طريق مبدأ التعاون فيتأثران بالخطاب وينجزان أمورًا إستندت إلى متضمنات الخطاب؛ لذلك فالشاعر يمثل جزءًا من منظومة كبيرة في أيصال رسالة أو تأكيد أمرٍ, وهذا يلزم حسن اختيار الكلمات والعبارات ومناسبتها للموضوع بالشكل الذي يحفظ القيم ويتصل بالمنهج ويحافظ على المبادئ.

ولمَّا كانت النهضة الحسينية مقدسة في انطلاقتها, مباركة في عطاياها, كبيرة في وقعها, فلابدَّ للشاعر من رعاية حسن الاختيار في التعبير عن الأحداث التي رافقت النهضة ولاسيَّما تلك الوقائع التي تتعلق بالمعصوم وأحواله وأفعاله, ومن جهة أخرى فإن الكلمات التي يعلنها الشاعر ليعبِّر بها عن النهضة الحسينية تكون موضع اهتمام الناس, ويغلب على ألسنتهم وهذه بحدِّ ذاته مسؤولية كبيرة؛ إذ قد يُثبت الشاعر في أذهان الناس فعلا أو قولا أو موقفا لا يمُتُّ إلى الملحمة بصلة؛ بل قد يغير بعض الحقائق أو يحرِّفُها وبذلك يكون ممن أساء إلى النهضة الحسينية من حيث يعلم أو سفاهة غير مدروسة؛ لذلك ينبغي الفحص الشرعي كما اللغوي قبل نشر المقاطع التي قد يستأنس بها السامع ولا يترتب عليها إلا البعد عن النهضة ومقاصدها, فالكثير يتَّبع الشاعر وكأنَّه ينقل الأحداث بكلمات معصومة وبعبارات مقدسة ولأصل أن الشعراء يتبعهم الغاوون.        

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك