سامي جواد كاظم ||
لو اعيد شعراء الجاهلية الى الحياة وقيل لهم قولوا لنا شعرا من احد البحور البحر الطويل · البحر المديد · البحر البسيط · البحر الوافر · البحر الكامل · بحر الهزج · بحر الرجز · بحر الرمل؟ لاستغربوا من هذه الاقاويل وخشوا على صنعتهم من الدخيل ، ومن هو الدخيل ؟ انه الذي يعرف الصنعة ولا يختار لها جيدها من الكلمات ، ولا اخفيكم سرا فانا لا ارغب للشعر جملة وتفصيلا وهذا لا يعني ان لا يوجد في بعض القلة القليلة حكمة اما اليوم فاغلبهم كتّاب شعر .
نعم قالوا عنهم فطاحل وامراء لانهم اجادوا في ضبط الوزن واختيار بليغ الكلمات ولكنها فاسدة المعاني ، وشاهدنا في هذا هو شاعر نصب له تمثال في قلب بغداد الاسلام والسلام ، انه معروف الرصافي ( 1875 ـ 1945) الذي ينكر الاله ولكنه طائفي يكره الشيعة وهذه هي هويته الحقيقية انه مجموعة متناقضات انتجت دهاء الغباء وهوسه بالتناقض جعله يكذب وينسب الى الغير ما لم يقولوه .
صراحته في انكار الدين الاسلامي بل حتى الالحاد وهو يفتخر بذلك قائلا : ولا ممّن يرى الأديان قامت بوحيٍ مُنزلٍ للأنبياء
ولكن هنّ وضع وابتداع من العقلاء أرباب الدهاء
لاحظوا وصفه للانبياء وبضمنهم سيد الخلق محمد (ص) بانهم من ارباب الدهاء وليس لهم اي علاقة بالوحي .
واما طائفيته التي يتبجح بها في بغضه للشيعة فانه يصف المسرح الحسيني بانه همجي وتمثل ببيتي شعر نسبها زورا وبهتانا للاخرس البغدادي قائلا
قتلوا الحسين بكل عام مرة وتمثلوا بعداوة وتصوروا
ويلاه من تلك الفضيحة انها تطوى وفي ايدي الروافض تنشر
يقول الدكتور سعيد الطريحي ان هذا الشعر منسوب كذبا للبغدادي ولا يوجد في ديوانه بل انه محب لاهل البيت عليهم السلام ومن شعره اي الاخرس البغدادي
واني لشيعي لال محمد وان ارغمت اناف قومي وعذلي
واشهد ان الله لا رب غيره وان ولي الله بين الورى علي
الرصافي الشاعر الطائفي الملحد ياتي الجواهري (1899 ـ 1997) الذي يمتدح الحسين عليه السلام في قصيدة عينية ولله الحمد رفعت من ضريح الحسين عليه السلام مطلعها
فداء لمثواك فِدَاءً لمثواكَ من مَضْــجَعِ تَنَـوَّرَ بالأبلَـجِ الأروَعِ
ياتي هو بعينه يمتدح الرصافي الملحد الطائفي الشاتم لشيعة ال البيت عليهم السلام فيقول مادحا له
لاقيتُ ربكَ بالضمير وانرت واجبة القبور
أنكرت أن ( الدين ) لم يبرح مليا بالقشـور
وهذه من مضحكات العصر الان شيوعي يقال عنه شهيد
وللرصافي ايضا مدح للجواهري ( وافق شنن طبقة) مطلعها
بك الشعر لا بيَ أصبح اليوم زاهرا
وقد كنت قبل اليوم مثلك شاعرا
من هكذا صنف من الشعراء يصفونهم بالدهاء في استخدام البحور والموازين والكلمات البليغة ولكنها خالية من المصداقية مثلما الذي يطور الاسلحة الفتاكة فانها علم ولكنها تقتل البشر ، الشعر مبادئ قبل ان يكون بحور وموازين والفاط بلاغية كما هو حال الشاعر الفرزدق صاحب قصيدة هذا الذي تعرف البطحاء وطاته فانه ارتجلها لموقف هز ضميره ولم يقولها تملقا او حقدا .
كل الغناء شعر وليس كل الشعر غناء ، والشعر عبث كثيرا بقيم الانسان منذ الخلافة الاموية وزاد نفاقه في الخلافة العباسية .
ارجو التمييز بين نظم القوافي ومعانيها .
https://telegram.me/buratha